" صبرى"
الفصل الأول
استيقظت من نومها بنفضه، تنهض مسرعة من فراشها بعدما أزاحت عنها الغطاء،أرتجفت أوصالها من البرد، لم تكترث وهى تسرع بخطاها نحو نافذتها الصغيرة بلهفة، تيبست قدماها و اتسعت عيناها بصدمة وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها حتى لا تستيقظ والدتها القابعة معها بنفس الغرفة، انتبهت لحالها سريعا توارت بجسدها تستند على الحائط جوارها،أغمضت عينيها بحزن تستمع لصدى ضحكاته وقد شقت سكون الليل، تابعها صوته العالى وهو يشدو بالأغاني؛ أُعتصر قلبها من الألم وهى تنصت لصوته المتحشرج بعدما تبدل الحال وأخذ يبكى وينوح كطفل مذعور.
تهمس ويدها موضوعة على قلبها الملكوم ...
"اه يا صبرى"
لم تلحظ تلك التى استيقظت من نومها ولم تجد ابنتها إلى جوارها، حسرة أعتلت قلبها هزت رأسها بقلة حيلة وهى تديرها باتجاه النافذة متيقنة بأنها تقف هناك كحالها كل ليلة تسائلت بحزن عليها وعلى ما تفعله بنفسها: وبعدهالك يا بتى؟ لحد ميتا هتفضلى على ده الحال ياوردة ؟!
ثوانى مرت لتتعالى اصوات الجيران الغاضبة من أفعال ذلك المجنون ؛ جعلتها تهبط على الأرض تستند على ركبتيها لا يظهر منها سوى عيناها الفزعة وهى تراقبهم وقد غلب خوفها عليه خجلها.
جار ١وهو يطرق على باب منزله بعنف : ما تتهد بجا يخرب بيتك انت ايه يا شيخ، ملبوس مرة ضحك مرة بكا يا حزين، مش عارفين نتخمدوا من حسك العالى اتهد واتخمض لأجى احش رجبتك.
وردة بهمس غاضب: انشالله رجبتك انت ولا هو.
جار٢: انت بتتحدت مع مين هو دارى بحاجه من الأساس ده واقف ملط فى البوابه فى عز البرد وعيترقص.
جار٣: لا إكده زاد عن حده جوى افترض حرمة طلت من شباكها توعاله أكده.
صرخه عالية أفزعتهم، انفضوا على أثرها إلى الخلف، تعلق نظرهم على الباب المغلق بخوف عقب ذاك السكون بعدها.
ابتلع أحدهم ريقه بصعوبه، يرفع يده يشير باتجاه الباب ما هم بالحديث ليقاطعه صوت ضحكات صاخبة عالية.
جار٤: لااااا الحال ده ما يتسكتش عليه ابدا، هموا بينا على بيت الحج حسين .
جار٢: دلووووجت تلاجيه نايم .
جار١: هو ينام مرتاح البال فى فرشته وبالينا بالهم ده يالا بينا.
جار ٣ : ولا ليها عازة روحتكم ليه؛ يعنى هو مخبرش بعمايل ولد أخوه.
جار٤ وهو يدفعه من الخلف يحسه على السير معهم: بردك تاجي ويانا، يكش لما يلاجينا كلنا جبنا اخرنا منه يشوفله صرفة بعيد عنينا.
نظرت لاثرهم وهى تتمتم: ربنا يكفيك شرهم وشر ال رايحين ليه ويشفى عنك يارب.
**
أنت تقرأ
صبرى " صعيدية"
Misterio / Suspensoوكوُيّ القلب قهرا من ألم تلك الصرخات وهى تشق سكون الليل تراسله بألاف الأهات تتبعها الضحكات لتكمل عليه بالطعنات لتجرى دموع عينيك معذبى من مقلتى تحرقني وقد تبخرت الكلمات