الفصل الثانى
تقف بنافذتها عيناها معلقه على اول الحى تنتظره لا تصدق بأنه اليوم هو يوم زفافه، كذبت عيناها وهى ترى حبال الإضاءة وقد انارت الشارع باكملة تلك الذبائح التى وزع لحمها صباحا حتى انها كذبت أذنيها وهو يعطى لها منها نصيب بيدها ويخبرها بضرورة تواجدها هى ووالدتها اليوم مساءٍ فى الحفل.
دخلت والدتها إلى الغرفة نظرت لها بحزن فدائما ما كانت تشعر بأن ابنتها تميل لهذا الشاب الطيب الخلوق ولكن اين هم منه؟ كيف استطاعت التفكير بأمر كهذا؟
هزت رأسها بقلة حيلة تتمتم لنفسها "وهل على القلب سلطان"
أجلت صوتها منادية: يالا يا وردة يا بتى لسه ملبستيش الاستاذ صبرى زمانه على وصول هو وعروسته وعيزنهوش يزعل منينا الرجل جمايله مسلسلانا يابتى.
لم ترد عليها هى من الأساس لم تستمع لها، لتقترب منها أدارتها لها، نظرت لعينيها الدامعة بقوة، متجاهلة السؤال عن ما بها.
"البسى جلبيتك الجديدة علشان نحضر فرح الاستاذ صبرى"
ورده بتوهان " فرحه"
الأم بتأكيد:ايوه يابتى فرحه ويالا همى.
مشت بآليه تنفذ ما اخبرتها به والدتها بينما الأخرى تدعو برجاء أن يقتلع ذاك الحب من قلب ابنتها الأخضر، متأملة أنها عندما تراه جوار عروسة ستفيق لحالها؛ هكذا أملت..
مر الوقت وها هى تجلس بجوار السيدات فى انتظار العروس هناك من يغنى وهناك من يطلق الزغاريط من الحين للأخر ولم يخلو الأمر من الأحاديث الجانبية.اعيرة نارية بالهواء أعلنت عن وصول الموكب، لتسوقها قدماها للخارج والسيدات خلفها بفضول لرؤية كيف تبدو العروس المنتظرة، بينما هى عيناها لم تتركه ابتسامته سعادتة التى أشرقت وجهه، جلبابه ناصع البياض تلك التى تتبأطا ذراعه، هذة النظرات التى يختصها بها كل هذا أكد لها أن كل ما يحدث حقيقى، لم تستطع الوقوف اكثر أطلقت ساقاها للريح هاربة من ذاك المكان، ارتمت على فراشها تدفن رأسها تحت الوسادة حتى لا تصل لها تلك الأصوات التى تؤكد لها مرة بعد مرة أنه أصبح لأخرى غيرها بعدما هائمت به روحها.
أخذت تدعو الله بقلب مكلوم.
"يارب ابعدها عنه يارب زيحها من طريقه يا كريم مش هى دى ال هتسعده ، مش دى ال هتشيله فوج رأسها، انا بصيت عليها زين؛ عينها اطلعت على الكل الإ هو، يارب ابعدها عنه يارب"عادت من شرودها تهمس بصوت وصل واضحا لوالدتها.
"يا ريتني ما كنت دعيت الدعوة دى، يا ريتها فضلت جنبه وفضل هو بعقله وعافيته ياريت كان انجطع لسانى وقتها ولا حوصل ال حوصل"الام : كله ال بيحصلنا يابتى سوا خير أو شر مقدر ومكتوب يا حبييتى ادعى يابتى يزيح عن الغلبان ده مافيش حاجة بعيدة على ربنا.
ورده: يارب.
بينما بمكان اخر ، ايقظته زوجته من نومه .
-حسين قوم يا راجل شوف البلاوي ال بتتحدف علينا فى نصاص الليالى.
حسين: عايزة ايه يا بومه الساعة دى.
زوجته: مش انى، فى رجالة قاعدين تحت فى المندرة جاين ليك بشكوى.
حسين وهو يزيح الغطاء بزهق: وماتستناش الشكوى دى للصبح.
زوجته وهى تندس تحت الغطاء: روح جولهم هما الحديت ده انا ماليش صالح.
أنت تقرأ
صبرى " صعيدية"
Misterio / Suspensoوكوُيّ القلب قهرا من ألم تلك الصرخات وهى تشق سكون الليل تراسله بألاف الأهات تتبعها الضحكات لتكمل عليه بالطعنات لتجرى دموع عينيك معذبى من مقلتى تحرقني وقد تبخرت الكلمات