الفصل الرابع
مر أسبوع على تلك الليلة، ظاهريا لم يكن هناك جديد يذكر سوا تلك الوجبات التى يتلقاها احمد من منزل والدة وردة اما من خلال علي نهارا او العم جابر مساء وحتى هذة اللحظه لم يتلقى بوردة وجها لوجه منذ ذاك المساء.
بينما وردة تقتطف اللحظات التى ياخذ منها علي الطعام دالفا إلى غرفه الطبيب صاعدة للسطح وبالليل تقتنص الفرص لتؤنس وحدته بصوتها وبوقوفها فى النافذة دون أن يراها أحدهم او هكذا ظنت هى.
على والعم جابر يبقى الحال كما هو عليه فأحدهم حزين على صديقه والأخر يفتك بقلبه الندم القهر والحزن.
بينما ذاك الحسين فهو فى قمه سعادته فلقد انتصفت زوجته بشهور حملها واستطاع الشعور بحركة الجنين داخل رحمها ليذبح عجلا كان قد نذره سابقا لأجل تلك اللحظه ولما لا فهى الفرحه التى طال انتظارها لخمسون عاما منذ تزوج أول مرة وهو بعمر العشرين.
اما عن ذلك الصبرى فلقد زاد الوضع سوء، حتى أصبح الليل كاللعنة له وللجميع وبمساء اول ليله بالأسبوع الثانى هبط أحمد من على الدرج بسرعة متوجها إلى مكان جلوس العم جابر وجملة واحدة ألقاها بوجهه كانت كافيه لتحفيز سائر جسده.
احمد بدون مقدمات: عم جابر، لو جاتلك فرصة تكفر بيها عن ذنبك فى حق صبرى و...
لم يدعه جابر يكمل هاباً من مجلسه: ولو فيها موتى همسكها بأيديا وأسنانى.
احمد بابتسامه مقتربا منه يربط على كتفه: ما تقلقش يا عم جابر ال جاى خير بإذن الله.
العم جابر: بس ازاى يا ولدى؟
احمد: بكره مع الظهر نتجمع سوا انا وانت وعلي و وردة وقتها هتعرف.
العم جابر باستغراب: انا وعلى مبلوعه بس ورده ليه؟ عايز منيها ايه؟ وايه دخلها من أساسه؟!
احمد: وردة اهم وحده فينا يا عم جابر وضروري تحضر.
العم جابر: طب ما تفهمني وتريحنى يا ولدى!
احمد: بكرة يا عم جابر وقتها ال هيفهمنا كلنا حد تانى مش انا.
العم جابر: كلامك كله ألغاظ ليه؟ ومين الحد ده؟!
احمد وهو يوليه ظهره راحلا من امامه: بكرة كل الالغاز هتتفك ووقتها هتعرف كل حاجه.
**
تجلس كمن يرقد على البيض وعيناها لا تنزاح عن البوابه منذ أن أخبرها العم جابر بضرورة حضورها أمام طبيب الوحده ظهرا ومئات الأفكار تعصف بها.
" معجول يكون شافني وانا عطلع السطوح، طب ما يمكن الوكل مش عاجبه؟! بس ده ليه اسبوع ما اشتكاش منيه! طب يمكن وكل إمبارح ما انا رقيت الفطير وعقلى مكنش فيي، من خوفى على الغالى وال بيحصله! وعم جابر مجعمز ليه لحد دلوكيت ومروحش، طب هو هيدخل معايا ماهو انا لا يمكن ادخل لوحدى، طب اشيع لأمى بس العم جابر نبه علي ما اتحددتش واصل، ياربى هو فى ايه؟! والظهر عوج كده ليه؟!"
أنت تقرأ
صبرى " صعيدية"
Mystery / Thrillerوكوُيّ القلب قهرا من ألم تلك الصرخات وهى تشق سكون الليل تراسله بألاف الأهات تتبعها الضحكات لتكمل عليه بالطعنات لتجرى دموع عينيك معذبى من مقلتى تحرقني وقد تبخرت الكلمات