𝗞𝗜𝗡𝗚 𝗢𝗙 𝗧𝗛𝗘 𝗨𝗡𝗗𝗘𝗥𝗪𝗢𝗥𝗟𝗘𝗗

1 0 0
                                    

Part 14

*إقرأ بِتأنّي لعلَّ ما أُريدُه يَصل.*

*(في البارت 6 اخبرتكم ان الروايه تحتوي علي نصائح مهمه وعبر مبطنه وغيرها الكثير حتي تعلم من انت ومن هم الناس حولك اتمني ان تفهموا ما احاول ان اقوله لكم عبر هذه الروايه )*

"ألِهذِهِ الدّرجةِ تَغارين؟"
قالَ لي بعيونٍ دمويّةٍ"لا لستُ أغار إنّما-"
"وتكذبين؟، يكفي رجاءً، أنتُم البشر لا تقولونَ الحقيقةَ أبداً، إن اشتقتُم لأحدٍ تُنكِرون، إن أحببتُم أحداً تُنكِرون، إن فقدتم شغفَكُم بِشيءٍ تُنكِرون، إن كرهتم أحداً تُنكِرون، عندي سؤالٌ واحِد، أتكذِبونَ على أحدٍ غيرِ أنفُسِكُم؟"

صمتٌ عمَّ الأرجاء تليهِ تنهيدَةٌ مِنه، ثُم صَفَّق لِيُغلَّف بقميصٍ أحمرَ قاتِم تناسبَ مع بنطالهِ الأسود، ثُمَّ قالَ تِلكَ التّعويذةَ لينطَلق بي لعالَمي، بينما أنا مازلتُ أُفكِّر

نحنُ فعلاً دائماً ما نكذِبُ على أنفُسِنا ونخدعُ ذاتنا واضعيها في قفصٍ صنعناهُ بأيدينا ونحميهِ أيضاً

ونريدُ الطُّرقَ السّهلةَ في كُلِّ شيء، دائماً تستهوينا المظاهِرُ التي تُخفي الكثير، كأن تكتشِفَ أنَّ أغلبَ الكومديين المشهورينَ هُم في الحقيقةِ عكسَ كذلك، لكنَّك مُقتنعٌ بهذا ولن تتخيَّله حزيناً!

إلى متى؟نحنُ أبناءُ القرنِ العشرين لكنْ عُقولُنا لم تعمل يوماً، نخشى الحقيقةَ دائماً، الحقيقةُ بالنّسبةِ لنا كابوسٌ نتجاهلُهُ دائماً.

قوطِعَ تفكيري وصولُنا، كان ألمُ الرّأسِ خفيفاً، جلستُ على أريكَتي أُفكرِّ بماذا أقولُ لمدرستي"أعدتُكِ لليومِ الذي يلي حادِثةَ الانفجار، وهو عُطلة، وداعاً"

انتظرتُ حُضناً، قُبلةً حانيةً على رأسي، لكن لاشيء، على من أكذب؟، أنا أخشى أن أعتَرفَ أنّني واقِعةٌ له، لضحكتِه، عناقِه الذي أذابَ كُلَّ البرودِ من قلبي، اهتمامُه بي أو حتّى صوته.

أنا أيضاً أكذِبُ على نفسي، و أنتَ أيضاً تفعل، انظرْ قليلاً للحقائِق التي تركُنها جانِباً في زاويةٍ غير مذكورةٍ في دماغك، كثيرةٌ صحيح؟
لكن الأسوأ، مؤلِمةٌ أيضاً بِشدَّة صحيح؟

لماذا لا نستطيعُ التّصالُح مع أنفسِنا؟، لأنّنا جبانون، نخشى النتائج دائماً، نخشى المشاكل والفشل وكلَّ شيءٍ سلبيّ، لكنْ لحظةً واحدة

                     ألن
                    نبدوا
                   مُخيفين
                       لو
                       كُنّا
                   سعيدينَ
                     دوماً
                       ؟
في الرّابعةِ مساءً خرجتُ للمخبز أطمأنّ على ذاكَ العجوزِ إن كانَ حيّاً أم لا

طرقتُ البابَ بخفّة ولا إجابة، أتساءلُ إن كان حيّاً حقا.
لكن شيءٌ ما دفعني للمخفر، تحدَّثتُ مع الشّرطي الذي سُرعانَ ما أخذَ أشياءَهُ وتبعني

اقتحمَتْ فرقتَهُ المخبز، وقد كانَ الأمرُ مُروِّعاً، لقدْ كانَ المخبزُ مُحتَرقاً بالكامل، لاشيءَ بهِ جيّد

ركضتُ لحيثُ ينامُ في الطّابقِ العلوي، ووجدته هُناك، بصحةٍ جيّدة؛ لكنَّه خائفٌ بشدّة، اصفرارُ وجههِ دليل، لم ينبس بشيءٍ سِوا أنّه أغمضَ عينيه  عندما رآنا مُستسلماً.

أُخذَ للمشفى هو بينما شُكرتُ من الشّرطة التي بدأت تُحقّق في الأمر المشبوه

و أنا في طريقي وجدتُّ عجوزاً بثيابٍ مُرتَّبةٍ يمشي وحده، مشيتُ لهُ مُتحمحمةً"عُذراً، لكن هل لي بسؤالٍ من فضلك؟"

وافقَ لأكمِل"هل أنتَ صادِقٌ مع نفسك؟"
"و هل تعرفين أنتِ عن التّصالِحِ مع النّفس؟"أشرتُ له برُبما ليسترسِل"التّصالحُ مع النّفس معادلَةٌ سهلةٌ وصعبة، فكلُّ منّا يُنكرُ شيئاً عنه بينما في نفسه يوافق.."
            
"لكنّنا أيضاً قادرين على كُلِّ شيء، تقبَّلي عيوبَكِ كُلَّها و أحبيها و لا تُقارني نفسك مع أحد، فلو المُقارنةُ جيّدة لكان الله خلقَ فتاةً واحدة و قالَ أنّها مثاليّةٌ فقارِنوا نفسكم بها"

"هُناكَ الكثيرُ عن هذهِ الأمور، لكنْ عليَّ الذّهاب، لنلتقي دوماً فأنا أُحبُّ أن أشاركَ أفكاري"ثمَّ ناولني بطاقتَهُ الشّخصيّة و رحل.




-رُغمَ مُرِّ الحقيقة،  فهي تبقى أفضل من حلاوةِ الخداع، خُصوصاً عندما تخَدعُ نفسك!-

يتبع....

𝗞𝗜𝗡𝗚 𝗢𝗙 𝗧𝗛𝗘 𝗨𝗡𝗗𝗘𝗥𝗪𝗢𝗥𝗟𝗘𝗗🔥🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن