صُدفَه مَرِيرَه ! Part 14

290 24 35
                                    


فِي إِحدى الأَزِقَه القَدِيمه وتَحدِيداً فِي ذَلِك الفِنَاء الذّي يَبدُو مُهتَرئاً بَعض الشَي ولَكِنّه فِي نَفس الَوقت مَكان جّيد لِلهَرب بَعِيداً عَن صَخَب المَبانِي والتَجمُعات إِتّخذَت بُنِيَة العَينَين مِن تِلك الشُقَه الصَغِيره مَلجَأ لهَا ولِإطَفالِها فِي الأَونِه الأَخِيره بَعد أَن قَررت الإِبتِعاد عَن زوجِها لِلمَرّه الاؤلَى مَنذُ أَن قَابَلته فِي حَياتِهَا ، مَضى أُسبُوعان ولاتَزَال تِلك المُحطَم فُؤادِهَا غَارِقه فِي دَمعِهَا لاتَسمَع صَوتً غَير صَوت أَنِينّها ولمَ تّخطُو أَبداً خَارج تِلك الشُقَه .

بِالنِسبَه لِتِلكُمَا الطِفلِين لَم يُقومَا بِفعِل أَي شَيءً يُذكَر عَدا التَحدِيق بِمَلل لِتِلكَ الشَاشَه الكَبِيره يُقَلِبَان جَمِيع القَنّوات بِضَجر وكَآبَه .

تَأَففَت غابي بِمِلل لِتنطِق بِحِدّه : إلى متى سنبقى مثيرين لشفقه هكذا ؟
أَجابَها فالكو الَذّي أَطفَى التِلفَاز بِحُزنٍ يَتضِح مِن خِلال زَيتِيتّيه : لاأعلم متى ستخرج أمي من غرفتها
وَضع يَده الصَغِيره علَى مَعِدَتِه التَي بَدأَت تُقَرقِرُ جُوعاً لِيكُمِل : أنا أتضور جوعاً مللت من الطعام المعلب !

وَقفت غَابي بِغَضب تَسِيرُ نّحو غُرفَة والدَتِهِا تَضرِبُ الاُرض بِخُطُواتِهَا لِتَبدَأ بِطَرقِ البَاب بِقوه تَصرُخُ بِصوتِهِا الغَاضب : إلى متى سنبقى هكذا ؟؟ لقد سأمت من حالنا وحالك أعطيني هاتفي وأفتحي باب هذه الشقه اللعينه سأعود لأبي !!

دَقيقه ودَقيقَتان مَضت ولا صَوت يُصدَر مِن بِنَية العَينَين ، أَخذّت غابي تَضِرب البَاب بِقَدمِيهَا حَتّى بَدا ذَلِك البَاب المُهتَرى بِالإِهتِزاز ، رَكض فالكو يَدفع غابي عَن بَاب غُرفَه أُمِه لِيردِف بِبرَاءة : أنتي لاتزعجي أمي هكذا !
صَرَخت غابي نَاطِقه بِحروفٍ وكَلِمَات كَانت تَلِجُ بِثِقل دَاخِل أُذن هانجي مِن خَلفِ البَاب : أمك لاتهتم لأمرك! إنها لاتهتم لطعامنا ولا لدراستنا فقط تحتجزنا هنا حتى نموت كالمجرمين !!منذ أن قدمنا إلى هذا المكان القذر لم تترك غرفتها وتأتي للإطمئنان علينا ! سحبت هواتفنا وأغلقت الباب علينا وكأننا مجرمين !

أَخذَت لَأَلِأُهَا بِالإِنسِكَاب بِحِرّقه عَلى وَجنَتّيهَا التَي جَفَتَ مِن شِدَه البُكَاء طِيلة الأَيام الأَخِيره ، جِفنّاهَا مُنتَفِخَان إثَر كَمِيه الدِموع التَي هَطُلت ولتِلك اللّيالي التّي سَهَرت فِيهَا عَينُهَا ، جَسدُهَا أَصبَح نَحِيلاً جِداً وحَالُها يُرثَى لهَا ، قَبل لَحظَات كَانت تَلُوم نَفسَها لِجَهلِهَا حَقِيقَه زوجها ومَقتل أَخِيهَا أَمّا الأَن تَفَاقَم أَلمُهَا المُر لِتَلُوم نَفسهَا أَيضاً لِإِهِمَالِهَا أَطفَالهَا .

سَارت غابي بِغَضب نّحو غُرفَتِهَا لِتَضرِبَ البَاب بِقُوه مُغلِقَةً أَيّاه لِتَرمِي بِجَسِدهَا الصَغير فُوق سَرِيرِهَا بِينَما سَار فالكو بِهدُوء عَائِدً لِغُرفَه الجُلوس يُقَلِبُ التِلفَاز بِحُزنٍ هَذِه المَرّه .

مُهلِك  يُدعَى لِيفاي !|| 𝐋𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن