الطَّبَقة الحاكِمة

|| chap 04 || : زواج

FLORY PARBERA

تذكر أن اليوم هو الغد الذي كنت قلقًا عليه بالأمس. لذلك توقف الحكم عن المستقبل المجهول ودع هذا للقدر

...............................................................................................

في هذا اليوم الصيفي تغيرت الأجواء كلياً حيث أظلمت السماء و إختفت الشمس و أخذت الرياح مجراها بقوة ، تحديداً أمام بوابة ذلك القصر الضخم الذي يدل على فخامة و جبروت أصحابه ومن سيكون غيرهم عشيرة الباربيرا .....

كان يقف شامخاً بطوله يدخن سجارته التي لا يستغني عنها أبداً ، اليوم ليس كغيره سيكون هناك عشيرتين تحت سقف واحد كلاهما يرتديان وجوهاً مزيفة بينما في الداخل كل واحد بينهم يرغب في تقطيع الآخر .....

مشى ببطء كأنه يملك الوقت كله متوجهاً الى داخل القصر حيث توجد فراشته التي لو كان الأمر بيدها لأخرجت أحشائه و إقتلعت قلبه بمخالبها الحادة ، وصل إلى المدخل ليجد سيدة كبيرة في السن و التي تكون سيدة خدم الباربيرا التي خدمت هذه العشيرة لسنوات طويلة .....

"تفضل سيد كروستل الجميع في انتظارك "

نظر لها بهدوء من تحت عينيه و أكمل طريقه الى قاعة الجلوس ، دخل إليها ليجد حزبين كل منهما يجلس في طرف ، عائلته و عائلة الفتاة التي ستصبح زوجته الآن والذي إستطاع المطالبة بها لتصبح ملكه ، يعرف جيداً من تكون فلوري باربيرا أكثر الأشخاص رعباً في عشيرتها ....

راحت انظاره ناحية والده ليرى أنه يجلس بإجبار وكأنه جالس على الاشواك وليس الأرائك ، لمحه الآخر لينطق بصوته العميق قائلا :

"تعال سالفادور إجلس "

نظر الآخر لوالده بحنق فهو يكره ان يأمره احد ليذهب بخطواته ناحية والده و جلس بجانبه ، دارت عينياه وهو يحدق في جميع أفراد عشيرته و كأنه يحذرهم أن يقوموا بفعل غبي مع العلم لم يأتي الجميع منهم .....

أثناء تحديقه توقفت عينيه و تقابلت مع زوج من الأعين الرمادية التي تراقبه منذ اللحظة التي وطأت أقدامه فيها أبواب القصر ، رينزو باربيرا الشخص الذي يبدو هادئاً كأن الأمر لا يعينه لكن لا أحد يمكنه توقع ما يفكر فيه ...

" مرت مدة منذ آخر لقاء بيننا سيد سالفادور ...."

أخيراً قرر زعيم الباربيرا كسر الصمت المزعج في المكان و باشر في الحديث بهدوء ، إستقام الجميع في جلستهم وهم يراقبوا الحوار الذي يبدو كأي حوار عادي بين زعيمين ....