الفصل الأول: الحب والعبودية

28 2 0
                                    

} هذه قصة من وحي خيال الكاتبة وأي شيء له صلة بالواقع هو من وحي خيال القارئ. وأيضا يوجد معتقدات لا نؤمن بها بديننا الإسلامي{.

في قرية نائية، يحومها الغابات من كل الاتجاهات، وسط الإعصار الشتاء القارص، داخل منزل كبير بثلاث طوابق، كان رجلا في الثلاثينات من عمره يجلس أمام مدفئته مرتديا ثيابه الفاخرة وبجانبه طفل رضيع نائم بسلام. كانت العاصفة تشتد في الخارج وبدأت بعض السياج المحاط بأحد حدائق المنزل تنكسر، فأمر الرجل ثلاثا من عباده بأن يحلوا الأمر قبل أن تدخل الحيوانات المفترسة للحديقة. بينما كان مشغولا بمراقبة الوضع، سمع صوت بكاء عال. نظر نحو رضيعه ليجده غارقا في نومه. نظر نحو الباب، ليجد ظل أحدهم خلفه.

المرأة: معذرة يا سيدي، هل تسمح لي بالدخول؟
الرجل: ادخلي!

دخلت امرأة حافية القدمين، بشعر بني مربوط للخلف وأطرافه متفاوتة وعيون عسلية تحيطه الهالات السوداء، وجهها مرهق وجسدها يغطيه بعض القماش الرقيق المتسخ الذي لا يكفي لتدفئته بذلك الشتاء القارص. كانت تحمل بين يديها قماش أبيض ناصع فيه طفل رضيع يتحرك ويبكي بشدة. مشت بضعة خطوات نحو الرجل حانية رأسها.

الرجل: من هذا يا سيلينا!؟ من أين لك بهذا الرضيع!؟
سيلينا: سيدي، لقد عثرت على هذا الرضيع أمام الباب الرئيسي قبل قليل. كان يبكي بشدة ويبدو أنه جائع. وأيضا جسده قد ازرق من البرد. لذا سيدي، أطلب سماحك لي كي أدفئ هذا الرضيع وأطعمه.
الرجل: ماذا!؟ ولِمَ عليّ الإهتمام برضيع تخلى عنه عائلته!؟ قومي برميه بعيدا يا سيلينا.
جلست سيلينا على الأرض وحنت رأسها قائلة: سيدي، أطلب لطفك وعطفك على الطفل الرضيع! من فضلك، دعني أهتم به بنفسي. سأعتني به لمفردي!
الرجل: لا، لن يحدث هذا! قومي برميه بعيدا قبل أن يوقظ ابني ريفير! ارميه!
سيلينا بترجي: أرجوك سيدي! سأفعل أي شيء، فقط دعني أهتم بالرضيع!

نظر الرجل لسيلينا باهتمام بعد أن سمع كلامها. ارتسمت على محياه ابتسامة خبيثة بينما قال: أي شيء، ها؟ حسنا يا سيلينا، اتفقنا. يمكنك الاهتمام بالرضيع بالمقابل عليك أن تسلمي نفسك لي كلما طلبتك من دون أي نقاش. أهذا واضح يا سيلينا!؟

ارتجفت سيلينا عند سماعها لكلام سيدها. نظرت نحو الرضيع بين يديها الذي بدأت شفافه تتشقق من العطش وتؤلمه أثناء صراخه المرير طالبا بعض الطعام. ضمت الطفل إلى صدرها قائلة بحسرة: ح..حاضرة يا سيدي.
الرجل: جيد. والآن أخرجي هذا المزعج فهو يكاد يوقظ ابني ريفير.
سيلينا: حاضرة يا سيدي.

خرجت سيلينا من الغرفة ثم مشت في الرواق الطويل البارد وهي تضم الرضيع لصدرها. دخلت للمطبخ وأشعلت الموقد ليعطي بعض الحرارة في الغرفة. جلست بقربه وبدأت بإرضاع الصغير. نظرت له بحب وحنان بينما كان يرضع بشراهة. بعد فترة من الزمن، غرق الصغير في نوم عميق. بدأت سيلينا تلعب بشعره الخفيف الأحمر على رأسه ومسحت يدها على وجهه بحنان.

هذه حكايتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن