الفصل الثاني: التّمسك

18 2 0
                                    


{هذه قصة من وحي خيال الكاتبة وأي شيء له صلة بالواقع هو من وحي خيال القارئ. وأيضا يوجد معتقدات لا نؤمن بها بديننا الإسلامي.}

فتح أيان عينيه بصعوبة، كان الضوء ساطعا جدا. وضع يده على وجهه بينما يحاول النهوض. تألم في قدمه وعندما نظر لها وجدها مربوطة. نظر حوله ليجد نفسه في الغابة والدلوين بجانبه ممتلئين. علت ملامح الدهشة على وجهه حالما أدرك الأمر. أخفض رأسه بعدها وهو يقول بنفسه: مجددا...تمسكت بي مجددا...

في هذه الأثناء، أقبل رجلا ببنية جسدية قوية وشعر رمادي طويل يربطه للخلف وعيون خضراء. نظر للفتى ثم قال ببهجة: لقد استيقظت أخيرا! لقد كنت خائفا أنك لم تنجو! هذا مطمئن!

لم يرد أيان عليه. اقترب الرجل منه وهو يحمل صحنا مليئا بطعام وجلس بجانب أيان ومد يده له قائلا: لا بد أنك جائع. خذ تناول البعض منه.

أزاح أيان الغطاء لتظهر الغلال التي تمسك بقدميه معا. نظر الرجل لها ثم عاود النظر لأيان وقال: عليك أن تأكل لتشفى قدمك. لقد أصيبت حين وقعت من أعلى الجرف.

شدّ أيان يديه وصكّ لسانه ثم حاول النهوض ولكن الرجل، وضع الطبق جانبا، وأمسك به قائلا: لا يمكنك الوقوف الآن! قدمك بحاجة للراحة.

أيان بصوت عميق ومبحوح: وبرأيك يمكن لعبد مثلي أن يرتاح!؟ إن فعلت سيبيعني سيدي وقد يكون أسوء منه!

الرجل: أجل، أدرك هذا..

أيان بصراخ: إذا لا تطلب مني أن أرتاح! يكفيني ما أشقيه كل يوم بالفعل!

حاول الوقوف مجددا ولكن لم يمنعه الرجل هذه المرة. حالما وقف حتى وقع أرضا بضعف. وجد بجانبه عصا، فمسك بها وعاود الكرّة واستعمل العصا. نظر للدلوين، اتجه نحوهما بصعوبة ومسك بمقبض أحدهما وحاول رفعه ولكن من دون جدوى. أخذ الرجل الدلوين وقال له: سأحملهما عنك، أرشدني للطريق.

أيان: شكرا لك...

مشى أيان وخلفه الرجل الذي يحمل الدلوين. عندما أوشكا على الخروج من الغابة كسر أيان حاجز الصمت قائلا: آسف لأنني صرخت قبل قليل..كنت مستاءا بالفعل..

الرجل: لقد حاولت الإنتحار، أليس كذلك؟

أيان: لا أعرف ماذا تعني حتى..

الرجل: أن تقتل نفسك...

أيان: اوه، إن كان هذا ما تعنيه فأجل، أجل أردت ذلك.

الرجل: ألست صغيرا كي تحاول فعل ذلك!؟

أيان: وهل تنظر الحياة للعمر عندما تقرر تعذيب نفس ما!؟

الرجل: ...

أيان: سيدي، هذه الحياة تعذبني منذ صغري. أخذت مني أغلى ما لدي، الشخص الوحيد الذي أردت البقاء معه طوال حياتي، أمي. ثم بدأت تعذبني كل يوم منذ ذلك الوقت. وفوق كل هذا، إنها تتمسك بي كلما حاولت مغادرتها! لِمَ لا تفهم أنني سئمت منها!؟ أجل، أريد أن أغادرها..هذا كل ما أريده الآن.

هذه حكايتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن