" اليس الفردوس هو انا نعيش انا وهي في الغرب على إيقاع الشرق"..................................................................................................
" مارأيك في الطعام اذن ...هل أعجبك ؟"
بإبتسامة مشرقة ادلت بجملتها و هي تضع كلتا يديها على كتف ابنها الوحيد و اخيرا هي تراه امامها بعد غياب 5 سنوات تلتمس وجهه و تبعثر خصلاته الصفراء التي بات لونها يميل للبني بفعل حرارة الشمس شعور بالطمانينة تربع على قلبها بعد رؤيته ، ظل الاخر منغمسا في طعامها بشراهة اكتفي فقد بتحريك كتفه و راسه كإجابة على تساؤلها بخصوص الطعام ...تابعت مداعبة شعره و الإبتسامة العريضة لم تفارق محياها تبرز بذلك غمازاتها التي اورثتها لإبنها و بذلك جمالها ...و حتى بعض من مبادئها ....
جلست قربه ،تشبك اصابعها مع بعض تميل بذقنها عليهم و هي تطالع ازار بكل حب و إشتياق تحدق بكل تفصيلة به و بكل إنش من ملامحه ...تعود بذكرياتها للماضي لايام طفولته حين يعود جائعا من اللعب و الركض فينهب على ذلك الطعام كالشبل الجائع ..
و بينما هو يبلع الطعام قال لها
" حقا إشتقت لطعامك لو تعلمين كم عانيت لإعتاد على اكلهم ..."
ربتت على رأسه محافظة على إبتسامتها
" كل يا عزيزي كل ما شئت ...كل ما تراه اعد خصيصا لك ..لو تعلم كم سعدت عندما اخبرني ديريك انك ستعود للوطن ...اعتقدت ...انك ستتركنا بعد عن ذاع صيتك "
في جملتها الاخيرة سكن الخوف و الإستياء و راح القلق يجرش محياها و قلبها في رمشة عين تلون وجهها بالأصفر ..لاحظ ازار تعكر صفوف محياها ليقوم بمحاصرة يدها في جوف راح يده متنهدا براحة و بشيئ من الحنو احبر عن جملته ..
" و هل يا تراك ربيتني على هذه القيم و المبادئ يا امي ..اني ابنك و انت اكثر من يعرفني ...."
عيونه الخضراء التي مالت لرقة حدثت قبل جملته و نعمة الإبتسامة الغمازية التي تزين وجهه بها جعلت الخوف الذي خالجها يتوارى و ينطرد من اعماقها ...
لتنزلق الماسة شفافة من بين جفونها ، كقطرات الندى من اوراق الشجر الخضراء انسابة على وجنتيها و قبل ان تنذرف على الارض قاطعها بنان اصابع ازار يطلس تلك الدمعة التي لا تروق له
" ماذا قلنا عن هذه الالماسات ...لا اريدها فوق محياك ابتسمي ابنك قد عاد و لن ارجع لبريطانيا ابدا إفرحي ..."
انبلقت عينيها على مصرعيهما لتنتصب من كرسيها بسرعت و بإبتهاج و إرتياح تنهدت بقهقة عالية و اخذت تصفق ثم امسكت يدا ازار و اوقفته لتفرد جناحها حولها و تحصره كليا بين جسدها الضئيل بينما هو يحاول التخلص من عناق امه القوي الذي يكاد يحبس انفاسه
أنت تقرأ
Asena
Short Storyالخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم .... من أجل أن تحقق أسينا أمنية والدها الاخيرة و هي بإيجاد شقيقها الذي قد خطف من طرف الفرنسين قبل سنوات ، تظطر للسفر و في رحلتها تلك تصادف العديد من المشاكل فتقاب...