الحجاب

70 10 0
                                    

إستيقظت على صوت صراخ زوجة والدي الذي دوى في ارجاء المنزل ..إعتدلت من السرير بتثاؤب و اخذت تجر اقدامها ببطئ نحو الحمام

توضئت لتصلي صلاة الفجر الذي فاتها البارحة عن غير قصد وبينما هي تهم بإرتداء حجابها إنفتح باب غرفتها على مصرعيه لتظهر زوجة والدها تحمل ملعقة كبيرة بيدها و تحدق بها بحنق و إنزعاج ...إندفعت نحوها بسرعت و بشيئ من الغيظ جرتها من ثيابها بينما تحاول فاتن الأفلات من قبضتها

" اتركيني ..ارجووك ..اعلم انني تأخرت في النوم اليوم...و لكنني كنت متعبة حقا ..."

لم تأبه لكلامها بل واصلت سحبها تنزل بها من الدرج ثم دفعتها للمطبخ بل ادنى رحمة او شفقة و راحت تصب عليها جم غضبها الهيستري

" كسولة...فتاة غبية...كم مرة علي ان اناديك لتستيقظي ...الا يكفي اني ربيتك و كبرتك و واقفة على بقائك في منزلي تشربين و تأكلين مجانا ...اهذا هو رد الجميل .."

طئطئت رأسها بحزن تشبك اصابعها مع بعض و دموعها بين جفينها

رمت تلك الملعقة على الارض قربها لتتابع عتابها

" تزوجت والدك بسبب امواله الطائلة ... لكن انظري الان ماات و لم يترك لنا شيئ ...كل ما تركه ...هو انت ..فتاة لا نفع منها ...من سيطبخ و ينظف ان لم تستيقظي ...انا ؟؟ انا افعل هذا..؟ .."

رمت كلماتها الاخيرة تشير لنفسها بنوع من السخرية ثم تنهدت تدلك جبينها بأطراف اصابعها

" ...اريدك ان تنهي كل شيئ قبل الثانية عشر و الا فأن ليلتك اليوم ستكون مع الخرفان ...."

بللت ريقها تومئ برأسها و بشيئ من الخوف نبست بنبرة متقطعة و لا يزال راسها للأسفل موجها

" ...فقط قبل هذا ...ار اريد ان اصلي الفجر ..فقد فاتني البارحة من ثم..."

" ماذا تقولين ...تصلين؟؟ ....الم اخبرك ان تعتنقي المسيحية .."

تزامن صراخها مع حدت نظراتها التي وجهتها لها كالسكاكين

إرتعشت فاتن لتندفع للوراء قليلا تلعب بأصابعها من شدة التوتر تتابع بحسرة و تقطع

" هذا ...ديني ..لا يمكنني ان اغيره "

عضت الاخر وجنتيها بعصبية تقترب منها لتعيد سحبها من شعرها تنزل رأسها للأسفل فإذ بفاتن تتأوه الما .. دموعها كالنهر الجاري تنزلق على وجنتيها ثم ترتطم على الارض واحدة بعد الاخرى

" اللعنة عليك و على والدك ...كلاكما لم يسبب لي سوى المتاعب ..."

ثم افلتتها لتدفعها نحو الحائط تشير لها بإصبع سدادتها و التهديد فحوى كلامها

" اياكي ام تتحركي من هنا ...قومي بعملك..."

ثم إنصرفت منزعجة ...بينما جثت فاتن على الارض ملتصقتا بالحائط تضم قدميها لصدرها و تسند رأسها على ركبتها ...اخذت تشهق و تبكي و تلك الغصة التي بقلبها تزداد ليلة بعد ليلة ...حزنها ليس لألمها الجسدي و ضرب زوجة والدها المتواصل لها ...او اهانتها ...بل لكونها تعاقب فقط لتقوم بواجبتها الدينية ..لتصلي صلاتها ..لتقرا القرءان ...فقط الانها تعيش مع مسيحية تعتبر دينها إهانة لها ...

Asenaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن