بعد ايام
اخذت اسير يمينا و شمالا في ارجاء غرفتي بنوع من التشتت و الإظطراب لم اعد افقه اي شيئ في كل مرة اصبح قريبة من الحقيقة تختفي و اعيد البدأ من رأس القضية...وماقالته لي مارفيل في ذلك اليوم لم يزدني سوى تشويشا و خوفا..حتى اني لم اخبرها بحقيقة وجودي في فرنسا ....
عائلة مالفينت ..هي إبنة تلك العائلة ...اخبرتني ان والديها قد ماتا بسبب الطاعون فتولى عمها و زوجته بتربيتها و الإعتناء بها كونهم لم يرزقو بطفل ....
هذا يعني انني قريبة ...قريبة جدا من تلك العائلة ...و لكن كيف...اصل اليه..
اخي بينهم ...اخي اصبح قريبا مني ...قريبا جدا...
تنفست صعداء لأجلس على حافة السرير افرك اصابعي مع بعض بتوتر و اهز قدمي بنفاذ صبر
الامر بات اصعب حين اصبح كل شيئ واضح ...و لكني عاجزة غير قادرة على السير ...اي خطوة خاطئة قد تجعلني اقع وسقط و ابقى في المنحدر
قد تزور الشكوك مارفيل ان سألتها شيئ اخر ...
إنتصبت من مكاني اتوجه نحو النافذة ...بدأ شعور الضيق يخالج دوالخي و ما ينفعني الان سوى بعض الهواء الطلق و النقي ... و في تلك اللحظة التي فتحت فيها النافذة انعكست خيوط الشمس على وجهي بتفرق ...إنبعثت رائحة الياسمين المنعشة مع نسمات الرياح العليلة التي لاعبت شعري و نثرته للوراء ...تنفست بعمق املئ رئتي بعبير الياسمين الذي هدئ من مزاجي السيئ و قلة حيلتي ... رجعت للخلف خشيت ان يراني احد و حدقت بشرود بتلك الاوراق الخضراء التي تتساقط من الشجرة واحدة تلوى اخرى مبتعدة عن اصدقائها
لتأخذها الرياح فيما بعد ..في رحلة طويلة ..لا تعلم فيها اي ستقع ...على اي ارض ...او ماء ...او شخص ختى ...هي فقط تطير كما تشتهي تلك الرياح
إبتسمت براحة اتنهد لأرمي كل الثقل الذي فوق كتفي ...
" ...لا شيئ يسير بإرادتنا الخاصة .... فحتى اوراق الرياح تطير بما تشتهي الرياح ... لكل شيئ قدر و لكل قدر لون ...و لكل لون قصة ... الامر تحت إمرة الله سبحانه تعالى ...هو يعلم و يعرف كي يدبر لنا الأمور ...نحن نسير على حسب القصة التي كتبها لنا ....وهو الخبير العليم ..فهو لن يخيب دعوة عبد او رجاء إنسان ....الله يريد لنا خيرا ...فكل الخير من عنده هو ...و كل شر من صنع أيدينا ..."
إبتسمت برضى و إرتياح....اضع كلا يدي على صدري استشعر تلك السكينة التي زرعها الله لتو في قلبي ...
" الصبر ...ليس سوى الصبر ..و إن الله لا يرد دعوة مؤمن باليقين نداه ..."
فجأة و بينما انا استرجع هدؤي و سكينتي إندفعت جوليا لغرفتي بسرعت و حاصرتني بعناق من الوراء
" اختي اسينا ..فراق يومين عنك فقط جعلني حزينة ..كم إشتقت إليك ..."
بحماس رددت كلماته لإلتفت نحوها ارد لها العناق و امسح على رأسها
أنت تقرأ
Asena
Short Storyالخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم .... من أجل أن تحقق أسينا أمنية والدها الاخيرة و هي بإيجاد شقيقها الذي قد خطف من طرف الفرنسين قبل سنوات ، تظطر للسفر و في رحلتها تلك تصادف العديد من المشاكل فتقاب...