فتحت عينيها على صوت إرتطام اقداح الشاي بالارض ...رفعت جفنيها صعوبة تلتمس رأسها ببنانها ...لحظات لتستفيق من دوارها تجر بحدقتيها حول المنزل بإستغراب....إستفهام ..لم تعي او تدري اين هي او هي وصلت الى هذا المنزل ...كل ما تتذكره هي لحظة إنهيارها على الارض اما بعدها فلم تعد ترس سوى الظلام و حواسها غفت لمدة من الوقت
اعتدلت من السرير تخطو خطوتين للأمام بحذر و عينيها تزغيهما حول المكان بشيئ من الرهبة و القلق ...
" عذرا...هل من احد ..؟ .."
باعدت شفيتها تتمتم بهدوء خشية ان تزعج اهل البيت و هي ترمي خطوة اخرى للأمام...و إذا فجأة تظهر امامها إمرأة ترتدي حجاب تحمل بين يديها صينية من الاكل بها حساء و كأس عصير
اوسعت عينيها بفاتن و إبتسامة تبث الراحة خرجت من ثغرها لتتحدث باللغة العربية
" الحمدلله على إستيقاظك يا عزيزتي...خشية ان يصيبك مكروه ...عودي لسريرك كي ترتاحي اكثر ..."
نبست بكلماتها تعيدها لمكانها بينما فاتن رمشت بحيرة تعود لمكانها
" ش شكرا لك يا سيدة ...اعتذر على ازعاجك .."
بنبرة متقطعة بلهجتها العربية التي إشتاقت لحروفها ردت عليها
" و لكن ..كيف وصلت لمنزلك ..انا ..انا لا اتذكر اي شيئ سوى لحظة شعوري بالدوار "
جلست تلك السيدة امامها تمسح على ظهرها بلطف
" لقد وجدك إبني مغشيا عليك في وسط الشارع فقام بإحضارك لمنزلي الانه قريب ...احمدي الله يا صغيرتي ان عزيز ابني كان هناك و الا فإن احد ما تجرأ على مساعدتك في هذه البلد الإجنبية و خصوصا بكونك مسلمة .."
جرت نظراتها نحو السيدة بشيي من الحزن و الدهشة تقول لها بعد طئطئت رأسها بخجل
" ش شكرا لك جزيلا سيدتي ..اعتذر ان كنت عبئ عليكم ..علي الان العودة للمنزل و لا فإن زوجة والدي ستغضب .."
قطبت تلك السيدة جبينها بنوع من الحيرة تميل برأسه فاتن نحوها بواسطة اصبع سدادتها و بشيئ من الحنية و الشفقة سألتها
" يفيض الحزن من عينيك يا عزيزي ...مالي ارى هذا الوجه الملائكي ...يشع حزنا بدل الفرح و المرح ....اعلم اني غريبة عليك و قد لا تثقي.."
فجأة نفت فاتن برأسها تمسك كلا يدا تلك السيدة تقول لها بحرج
" لا ..لا ابدا..انت ساعدتني و فتحتي لي باب منزلك و رحبتي بي كيف لي ان اشك بك يا سيدتي ...و ايضا ..انا اخجل من نفسي كوني سببت لكم المتاعب بمجيئي هنا ..."
شبح إبتسامة ظهر على ثغره السيدة ترد على فاتن و هي تنفي براسها
" ابدا ...و لا تقوليها مرة اخرى ..كان الامر مغلوب عليك و ارى ان صحتك ليست بخير ..لهذا خذي قسط من الراحة و تناولي هذا الحساء لعله يشفيك بإذن الرحمان انه يحتوي على اعشاب مقوية للمناعة و تعزز القوة و النشاط ..."
أنت تقرأ
Asena
Short Storyالخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم .... من أجل أن تحقق أسينا أمنية والدها الاخيرة و هي بإيجاد شقيقها الذي قد خطف من طرف الفرنسين قبل سنوات ، تظطر للسفر و في رحلتها تلك تصادف العديد من المشاكل فتقاب...