P 1

527 35 18
                                    

اللِّقَاء الأوَّل
فِي إِحْدى مَناطِق بَغْداد
جَالِسة على كُرْسِي المطْعم
وأماميٍّ كُوب كبير مِن الشَّاي وصحْنًا بِه كِراوْسون بِنكْهة الشُّوكولاتة
قال لِي بِرسالةً نَصية : " أنَا قريب لِلْغاية "
، بِالْفِعْل كان قريبًا مُنِي بِالرُّوح قَبْل المسافاتِ
نَظرَت مِن نَافِذة المطْعم
اَلتِي أَمامِي
على الخارج رأيْته وَهُو يَنزِلُ مِن سَيَّارة اَلأُجرة
مُرْتدِيًا مَلابِس رَسمِية
كَأنَّه يَوْم زِفافه
جميلا لِلْغاية .
يَجذِب النَّظر أو لِأَني
أُحبُّه فَإنَّه يجْذبني كُلِّيًّا
إِلَيه
ليْس فقط نَظرِي
وَضعَت هَاتفِي فِي وضع التَّصْوير
تَقرَّب مِنِّي وابْتسامته وَصلَت
لِي قَبلَه
جلس على اَلكرْسِي اَلذِي بِجانِبيْ
وَقَال لِي وَهُو يَبتَسِم
: كَيْف حَالُك حبيبَتي
دُون مُقدمَات وَدُون سَلَام
كَادَت أن تَأكُلني عَيْناه
بِالنَّظرات
لَم أَستَطع وصف مَشاعِري
فِي وقْتهَا
فَأنَا أيْضًا كُنْت سَعِيدَة لِلْغاية
حَتَّى أَكثَر سَعادَة مِنْه
أُلقِيت السَّلَام وَبَعدهَا تبادلْنا الحديث مع الابْتسامات والضِّحْكات الهادئة
حصل بيْننَا حِوَار مُضْحِك عن الطَّعَام
هُو : مَاذَا أَطلُب لِي ؟
ضَحكُنا سويًّا على سُؤَالِه لِأَني كان أَمامِي طَلبِي
أيْ أَنَّه الذي سَوْف يَتَناوَل الطَّعَام والشَّراب
بَعْد عِدَّة دَقائِق مِن الانحراج
شَعرَت بِأنَّ المكَان لََا يتسعُ سعادَتي
طَلبَت مِنْه أن نَخرُج
وبالطَّبْع لَم يَرفُض
تَمَشينَا معًا طلب أن أَحضُن يديْه
كان خَجلِي أَكبَر مِنِّي فرفضتْ
بُعدَهَا شَعرَت بِأَني أُريد اِحْتضانه كُلُّه وليْس فقط يديْه
اِحْتضَنتْ ذِراعه بِقوَّة
" لَم أَستَطع السَّيْطرة على إِحْساسي"
كُنْت أَعتَقد أَنَّه سيهْرب
تبادلْنَا الحوارات
عن عائلاتنَا وعن أَشيَاء بَعِيدَة عَنَّا تَحَدثنَا بِكلِّ شَيْء وَكُل شَيْء بِالنِّسْبة لِي كان هُو
أكْملْنَا حِواراتنَا عِنْد
وُصولِنَا لِإحْدى الحدائق العامَّة
مَلِيئَة بِالْورود ومقاعد لِلْجلوس
والْألْعاب لِلْأطْفال
جلسْنَا على أحد المقاعد
وَهُو يُعدِّل غِطَاء رَأسِي
ويتغَزَّل بعينايَ
بِكثر سعادَتي فِي وقْتهَا
لَم أُصدِّق أنَّ اَلموْقِف حَقيقِي
وإنِّي الآن مع عزيز فُؤَادِي
جالسينَ قُرْب بعْضنَا والْخَجل يُطْغِي عليْنَا
أَوَّل لِقَاء فِي حَياتِي مع شريك
الحيَاة والْقَبْر
ماسكًا بِيَدي بِقوَّة
ويقْبلهَا بَيْن الحِين والْأخْرى
ويشاطرني بِالْغَزْل
بَعْد كُلِّ قُبلَة
نَتَبادَل النَّظرات والابْتسامات الصَّغيرة والدَّافئة
- اَلحُب كاد يَخرُج مِن عَينِي - هذَا أَصدَق وَصْف وَصلَت إِلَيه
أسْتمعْنَا لِسيِّدة اَلحُب أُم كُلْثُوم
سِيرة اَلحُب
بِالتَّحْديد
( إِلَّا عُيونك أَنْت دُوَل بس اَللَّي خُذوني خُذوني وبحبْك أمرونييْ أَمرُوني أحبَّ لَقيتْنِي بِحبٍّ لَقيتْنِي بِحبٍّ وَأذُوب فِي اَلحُب )
يَنظُر إِلى وَيدنْدِن بِهَا
ولأنِّي أحبَّ صَوتُه ف لَم أَكُن أَستَمع لِشَيء غيْره
وَآخِر مَا قُلتُه لهُ
لَيْس إِلى اللِّقَاء
بل أُحبّك دُون أَسبَاب
وَإلَى نِهاية الحيَاة
     يَقيَّن حَسيب.

لِقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن