P60

24 4 2
                                    

مقهى الحكايات
بين صفحات مقهى "الحكايات" العتيق، حيثُ تُعزفُ نغماتُ البيانو لحنًا هادئًا،
وُلدت قصة حبٍّ كُتبت بماءِ الذهبِ على صفحاتِ القدرِ.
كان عمرُ، شابًا في ريعانِ شبابهِ، يبحثُ عن ملاذٍ هادئٍ لقراءةِ كتابهِ الفلسفيّ.
بينما كانت سارةُ، فنانةٌ موهوبةٌ، تبحثُ عن مصدرِ إلهامٍ جديدٍ لرسوماتِها.
تلاقتْ أنظارهما في ذلك المقهى الدافئِ،
فكان اللقاءُ كأنّهُ لوحةٌ فنيةٌ رسمتها ريشةُ فنانٍ مُبدعٍ.
ابتسامةٌ خجولةٌ، وكلماتٌ قليلةٌ، كانتْ بِمثابةِ شرارةِ الحبّ التي أشعلتْ نيرانَ مشاعرهما. نهضت سارة من مقعدها، واتجهت نحو عمر بخطوات خفيفة. ابتسمت له، وبدأت حديثًا خجولًا:
سارة: "مرحبًا، اسمي سارة. عذرًا على الإزعاج، لكنني لاحظت أنك تقرأ كتابًا فلسفيًا. هل يمكنك أن تخبرني عن ماذا يتحدث؟"
عمر: "مرحبًا، اسمي عمر. بالتأكيد، الكتاب يتحدث عن معنى الحياة والسعادة."
سارة: "موضوع مثير للاهتمام! ماذا تعتقد أنت عن معنى الحياة؟"
عمر: "أعتقد أن معنى الحياة يختلف من شخص لآخر. بالنسبة لي، أعتقد أن معنى الحياة هو أن نعيشها بكل ما فيها من فرح وحزن، وأن نترك أثرًا طيبًا على هذه الأرض."
سارة: "هذه فلسفة جميلة. أنا أيضًا أؤمن بأن الحياة رحلة قصيرة يجب أن نعيشها بكل ما فيها."
اكملا تبادل أطرافَ الحديثِ، فانسابَتْ الكلماتُ كأنّها نهرٌ من المشاعرِ الجياشةِ.
تحدثا عن فلسفةِ الحياةِ، عن أحلامِهمْ وطموحاتِهمْ، عن الفنّ والجمالِ.
مع مرورِ الوقتِ، ذابَ الجليدُ بينهما، وازدادَتْ مشاعرُهما قوةً وعمقًا.
كانا كأنّهما قرأا قصةَ حبّهما في صفحاتِ "مقهى الحكاياتِ".
عندما حانَ وقتُ مغادرةِ المقهى، ودّعَ عمرُ وسارةَ بِابتسامةٍ دافئةٍ.
تبادلا أرقامَ هواتفهما، ووعدا بلقاءٍ آخرَ في نفسِ المكانِ.
خرجَ عمرُ من المقهى، وهو يشعرُ بالسعادةِ والارتياحِ.
كان يدركُ أن هذا اللقاءَ هو بدايةُ قصةِ حُب رائعة،سيخلدها التاريخ
في تلكَ اللحظةِ، شعرَ عمرُ كأنّهُ قد عثرَ على نصفهِ الآخرِ، على رفيقةِ دربِهِ، على حبّ حياتِهِ.
كانَتْ سارةُ بمثابةِ مُلهمتهِ، بمثابةِ نبعِ إبداعِهِ، بمثابةِ شمسِ حياتِهِ.
كان حبهمّا معجزةٌ إلهيةٌ هبطتْ من السماءِ،نورٌ أضاءَ عتمةَ حياتِهما، أملٌ أعادَ لهما الثقةَ بالحياةِ، قوةٌ ساعدتهما على تخطّي جميعِ الصعابِ.
كانَ حبّهما كأنّهُ الحياةُ نفسها،كأنّهُ كلّ شيءٍ جميلٍ في هذا العالمِ، كأنّهُ قصةُ حبٍّ لا مثيلَ لها في صفحاتِ التاريخِ. بل كانَ أكثرَ من ذلك بكثيرٍ، كانَ وعدًا بالمستقبلِ، حلمًا مشتركًا، رحلةً مليئةً بالمغامراتِ، وطنًا دافئًا يضمّهما في أحضانهِ.كانَ حبّهما كأنّهُ...كأنّهُ هبةٌ من اللهِ، نغمةٌ عذبةٌ تُطرِبُ الروحَ،لوحةٌ فنيةٌ تُبهرُ الأنظارَ،قصيدةٌ شعريةٌ تُلامسُ المشاعرَ.

-أميرة عشري

لِقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن