P62

53 7 2
                                    

صوت انفاس مُضطرِبة
روحٌ تُحاول مُغادرة منزِلها
لكنه لا يأبه بكل ما حصل معهُ يريد فقط أسترجاع ذكرياتهُ معها

قبل خمسةِ أشهر اول لقاءٍ له معها في مهمة قتلِها
الثالث من فبراير في بار Eiffel الساعة العاشرة ليلاً
خطوات تلو الأخرى
يجلس على كرسي بجانب البار
يطلب من النادلة تحضير كأس ويسكي
حالما ينتظر
أحسَ بنقراتٍ خفيفة على كتفهِ
يلتفت ليرى من صاحبها
لكنهُ شيئاً غريب
عيناها الخاملة مختلفة نوعا ما لكنها فريدة
تكلمت معهُ طالبة
_هل لديك قداحة؟
أستغرب سوألها
_ نعم لديَّ
_حسناً ماذا تنتظر اعطني اياها لا تقلق سأعيدُها
لم يجبها فقط أخرجها من معطفه وأعطاها
لم تأخذهُ منه ،ظلت يداها معلقة بالهواء
_ لا تقلق سأعيدها
لم يماطل معها يبدو أنها ذات مزاجٍ غريب
فهو الآن يريد راحتهُ فقط
مضى بعض الوقت وهو لم يغادر وكذلك تلك الغريبة
ضلت تتكلم معهُ مُحاوِلَةً جذبهُ بالكلام
وتمضية وقتها
لكنهُ ليس بمزاجهِ
لكن !
هل تحاول سحبهُ الآن ماذا بها
_ما رأيك هل نذهب للرقص قليلاً ؟
_اذهبي انتِ لستُ بحاجتهِ
_ أن لم يعجبكَ الأمر عُد للبار

لم يجبها لكنهُ توقف عن مقاومتها تعبيرًا عن عدم رفضهِ
ها هُما يتوسطان رُقعة الرقص وكي لا أُكذِبَ القول
فهما أجمل من يرقص على ألالحان التي تُعزف
يُناظِران بعضهُما كما لو أنها مُغرمان
عيناها سحبتاه وهو يأبى أن يُقاوم ،مُستلسمُ لهُما
طيلة رقصهما لم يتكلم أحد منهما
فقط يُبصِران بعضهُما
توقف لحظات عن التحديق بِها
ليسألها
_ ما أسمكِ؟
_ أورورا
_ إذن سأُناديكِ موذا بيدا
لم تُجبه فقد استغربت الأمر لاحظ ذلك من تعابير وجهِها
لم يوضح لها لمِا هذا الاسم
لكنها قالت
_ إذن لمِا تسأل ناديني بالذي يُعجِبُكَ
ضَحِكَ ولم يُجِبها
مرَّ الوقت بين ضحكاتِها وبين شُربهُما للسيجارة
قد مرّ الوقت
_ يبدوا انهُ يجب عليّ الذهاب الآن
_ حسنًا ، لكن هل يُمكن أن تعطيني رقمكِ ؟ تحسُبًا
_سجل عندك ****
_جيد أراكِ لاحقًا
ودِدَ ألا تُغادر صحيح في البداية لم يُطِقها ،لكنهُ أغرِم بها وبساطتها فقد أزالت عنهُ تعبهُ بضحكاتِها وأحاديثها
مرّت الأشهر بخروجِمَها معًا وقد تطورت علاقتهما
حتى اليوم الذي اعترف فيه لها
_موذا بيدا أنا مُغرمٌ بكِ
_ لِما مُغرم قُلّها فحسب "احبك" كي يُمكنني الرد عليك ب" أنا أيضًا أحبك"
بعدها تعالت ضحكاتنا فقد كان اعترافاً مرهقٌ لي
يوم تلو الآخر يزداد تعلقي بها أكثر فأكثر
ألى هذا اليوم
أقترحت عليّ الذهاب الى شقتها لأنها مُتعبة
_ما رأيك أن نذهب الى شقتي فقد أرهِقتُ من المشي
_ إذن فالنعْجَلّ لا أريد لموذا بيدا خاصتي أن تتعب أكثر
صوت ضحكاتها يتعالى بأذني
كالدم الذي يتدفق من جسدي
ها أنا الآن اتوسط الشقة وبركة دمائي حولي
لم اتوقع انها استدرجتني لقتلي !
هل انقلبت اللعبة ضدي
أخذت منحنا آخر فقد تدخلت مشاعري
لازالت كلماتها على مسمعٍ بداخلي
_لأمرٍ مُضْحِكْ أن يكون كِلانا أُرسِلَ لقتلِ الآخر
...تضحكُ سُخريةً مني ...
بعدها تطعنُني
هي لم تقتلني بسكينها
إنما قتلت روحي بنظرتها لي عند طعنها لجسدي
بنفس النظرة التي أغرِمتُ بها
قتلتني بها
ليتها طعنتني بكل جزء قابل للطعن بجسدي
لكن ليس روحي ، مشاعري
طعنهُما يبقى مع الميت لا مع الجسد .

_زينب هاشِم

موذا بيدا : الفاتنة الشقراء

🎉 لقد انتهيت من قراءة لِقاء 🎉
لِقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن