حياة بعائلة وهمية

85 5 13
                                    

سيأتي يوما وتصرخ من شدة الفرح وتقول كنت أعلم يا الله أنك لن تخدلني 

لا أقصد الاهانة من عائلتي او عائلتكم لكن أن تكون لديك عائلة وهمية أجمل بكثير من عائلة حقيقية لا تحس بوجودك الى في امورهم الشخصية والمصلحية حسنا لنتكلم قليلا عن تفاصيل عائلتي  الكلاسيكية كل شيئ منظم وفق قوانين وأهمها قانون العبيد المطبق للفتاة والشروط التي جعلتني أهاب التكلم عن يومي  والامتيازات البشعة .كم هذا مقرف اليس كذالك لا بأس رغم ذالك أنا بخيرفقد تعودت ياهذا أتظنني كبرت في جو حنين او في وسط أزهار مشرقة وملونة وصافية بالطبع لا لكن لن أكذب لقد كبرت في وسط زهور ذابلة  سوداء ومتعجرفة فليكن المهم زهور . احب جدا عائلتي والتي  كل ما يميزها هو الصراخ الدائم والضرب المبرح بلا سبب رغم حظورتبرير . حتى الأمور الحماسية مخفية والأصوات اللطيفة مهجورة والمنقاشات الطويلة التي لا فائدة لها وضجيج الشارع الذي يمشي داخلي والتفكيري المفرط الذي تسبب في أذيتي تكرارا ومرارا ورجفة يدي وبرودها حقيقة "من لم يعش في أمان مع عائلته سيبقى يرجف الى الأبد"... أما عن الوجع الذي أصبح مترصبا على شكل سيف حاد يؤذي كل من حوله .حتى غرفتي البائسة التي لا محل لها للتعبيرعني وبصراحة ليس لها الحق أبدا لأنها لم تكن يوما ملجئي او كاتمة أسراري كباقي الغرف فهي محاطة بغيوم سوداء تهطل منها كل يوم دموعي البراقة والدافئة التي تغطي عن وجهي من كل ألم حتى أصبحت أغرق وأسبح أثناء قهري لعلي أتحسن وحتى اني أسميتها بحر بدموعي وهيهات طن من ألم وحزن وقسوة وعذاب تخبئ ثم تحول الى بكاء وغضب وتنهيدات موت فأنا متأكدة أن نهايتي ستكون على يد عائلتي. حتى تشجعي للدراسة لم يكن دافعا للنجاح بل كان مصدر مهربا لي وانقاذ من نفق عائلتي البائس والمجرح والمخيب للأمل والمحطم للأحلام لا أعرف ماذا بي لكنني أحمل شعورا حزينا كئيبا لا أفهمه بحق أنا اعيد ترميم نفسي بكل خيبة أمل.أما بعد  شكرا لكم لأني لن أسامح من تسبب في بكائي وأذيتي ولن أسامحكم ابدا .أتعرفون ماذا.. أنا سعيدة بفضلكم فقد اصبحت لدي عائلة جديدة وما يميزها عن باقي العائلات أنها وهمية لقد صنعت لنفسي عائلة ولم أحتج أحدا يحن الي رغم  تحولي الى حمقاء او شيئ من ذالك القبيل أنا حقا قد جننت تماما  لا أعرف ماذا يحدث لي " قد مات كل شيئ في الى أنا "حتى أنني  أعيش في خرافات مع نفسي ووهم وأعيش تفاصيل صغيرة وطفيفة  مع عائلتي الوهمية  أعرف أن هذا بالمعنى الحقيقي للجنون لكن اقتراحي للعيش في حياة وهمية ومع عائلة وهمية أثر في بشكل ايجابي . صحيح اني أتوهم وأتخيل وأخدع نفسي ولكن أن أصنع سيناريو سعيد مع العائلة التي أستحقها وقدرتي على التحكم فيها  هو لأمر يجعلني أطير بسعادة أن أرى نفسي مهتمة من قبل واليداي وأن أكون محبوبة الجميع والأخت الصغيرة والتي كل من في عائلة يعنيها اهتماما كافيا وأن أرى نجوم غرفتي تطوف حولي وبهجة عيناي تتلئلئ ورائحة عطري تفوح بكل مكان وملامج وجهي البريئة وصفاء روحي وقلبي ونومي بكل أمان وطمانينة .هل كل ما ذكرته كان كثيرا عني حتى أستحق خيبة أخرى فسحقا لي كم أن سعادة أمر موقت  وتبا للمرة ثانية والخيبة الثانية فقد عشت أسوء وهم مع العائلة التي انا صنعتها وأنا التي تخيلتها وكل تلك المحولات باهت بالفشل ضيعت وقتي بتفاهات تمنيت أن تتحقق يوما ما .لكن لا  حتى عائلتي الوهمية لم ترغب بي كافرد منها هل أنا عبئ ام ماذا كي أستحق كل هذا الظلم والانكسار والخيبات من كلا العائلتين تمنيت لو كنت يتيمة  ولو كنت بلا عائلة لكان أفضل أن تكون لدي عائلة تعاملني كاليتيمة وكأنني لم أكن يوما موجودة في حياتهم حتى غيابي ورحيلي لا يؤثر فيهم الا أم تسئل عن حالي ولا أب يراعي مشاعري ولا اخوة يطمئنون عني ولا أخوات أشكن لهن همي هل سأقضي طوال حياتي هكذا هل سأموت وأنا محبطة من هذه الحياة هل لن يتغير اي شيئ ألا معجزة تحدث وتغير مسار ونمط حياتي ... لكن الحمد الله على كل حال فأنا اشرب وأدرس وأنام رغم أنني وحيدة فحين أرى من بعيد أرى انا فلسطين الحبيبة تعاني من جوع وألم وقهر وفقدان عائلة وموت شديد وقصف وحرب ولا هدوء أبدا صوت أطفال تتوجع ونساء تتعذب وصراخ رجالا وألم وتعب كل هذا وللحين لم يفقدو أمل نجاتهم وأمل تقبل الله دعائهم فا شكر لله حمدا وأبدا . وفي الأخير كل ماهو علينا أن نصبر وأن نتقبل قدرنا  لعلى الله مخبئ لنا ما هو أحسن واأجمل مما نتوقع  .

العبرة باختصار

ان كنت تشعر بأنك بلا عائلة فدائما تفكر انا هنالك من ليس لديهم عائلة  وان شعرت بفقدان أحدهم  فدائما تفكر انا هناك من فقد أحدهم  فعلا وان شعرت نفسك محاط بالحمقى فدائما تفكر أن هنالك من وحيد وان شعرت أنك ميت فاتفكر هناك من مات .

حطم مشاعريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن