الجزء الثالت

599 25 0
                                    

خارت قواها وهي تحاول فتح القفل او كسره وحتى الباب الخشبي بحد ذاته لم تحدث به ولو خدشا..كانت بنيتها ضعيفة لتتدبر الأمر. فرمت بنفسها أرضا بعد ان شعرت باليأس والانهاك.
نادها هيبت من تحت :
_ ها..هل تدبرت الأمر؟!
جذبت انفاسها وقالت :
_ لقد تكسرت اصابعي ولم يكسر فيه شيء !
_ تبا ! حاولي خلع المقبض بأكمله !
_ وماذا كنت افعل برأيك ؟!
_ تبا ! لافائدة منك !
نهضت من مكانها ونظرت إليه من الاعلى وقالت بإحتجاج:
_كل هذا التعب والاصابات بيدي وتقول لافائدة مني؟!افعلها بنفسك إن كنت قادرا !
أحس بالغضب منها ومن نفسه واطرق برأسه وهو يعصر رجليه بإنفعال.
فندمت لانها تفوهت بتلك الكلمات، ونزلت وسارت نحوه بإرتباك وقالت :
_ أنا آسفة..لم أقصد ...
_ لابأس..أنا من يجدر به الأعتذار..فأنت فتاة ضعيفة ولاحول لك ولاقوة..وأنا عاجز ولا انفع بشيء !
_ ارجوك سيد هيبت لا تجعلني اشعر بالذنب.
_ لا داعي لشعورك بالذنب..هات يداك لأراها.
دنت منه أكثر وبسطت كفيها امامها ، فأمسك بهما
وراح يتفحصهما بنظره، ثم قال:
_ يداك رقيقتان وناعمتان..من الطبيعي ان لا تتدبري الامر.
_ سأحاول من جديد .
_ كلا..سنجد طريقة اخرى للتخلص من هذا السجن.. سننتظر قدوم نرجس..مع إني متاكد إنه لن يكون بمقدورها تخطي عتبة البوابة .
_ إذا ..سأستمر بالمحاولة لحين مجيء عمتي.
_ اخرج تنهيدة من صدره ولم ينطق.
فعادت لتصعد وتكرر محاولاتها لكسر مقبض الباب.
........................................................
عادت نرجس من عملها بعد الظهيرة وقلقت حين لم
تجد بلسم في المنزل.
قررت الاتصال لتسأل عنها ، وكان هاتف هيبت مغلقا ،
فقامت بالاتصال بميراي وكان هاتفها مغلق ايضا.
إستغربت نرجس وإزداد قلقها، فقالت محدثة نفسها:
_ أين ذهبت بلسم؟ ولماذا هواتفهم مغلقة؟! علي الذهاب لمنزل هيبت .
وقررت الذهاب لمنزل هيبت لتبحث عن بلسم .فعادت
ادراجها لتغادر المنزل .
إستقلت سيارة أجرة صغيرة، وتوجهت هناك.
..........................................................
وصلت ميراي مدينة دبي وبرفقتها جوجو. وقد إستاجرت غرفة بأحد الفنادق الفخمة.
جلست تحادثه وتقول:
_ اظنني تصرفت بغباء..ماكان علي السماح لأحد بدخول المنزل ورؤية هيبت .
_ فعلا..ماكان عليك ان تفعلي..واخشى أنهما الآن تدبرا امرهما وتمكنا من الهرب.
_لا تجنني انت الآخر..لقد اتخذت احتياطاتي جيدا..لقد حبستهما ولن يعثرا على اي هاتف ووضعت حارسا ليمنع
دخول اي شخص آخر.
_ اعرفك ذكية ومتمكنة ..لكن كل شيء جائز..لا احد يعرف ما قد يفعله زوجك المجنون.
_ هه ! لا تقلق..أؤكد لك إنه سينشغل بالفتاة..فهي جميلة وهو يتوق للنساء منذ ان اصبح مقعدا.
_ لا الومه..فالنساء شيء ضروري بحياتنا نحن الرجال.
_ أتعلم ؟ أنت الآخر ممل ولا فرق بينك وبينه !
ونهضت بإنزعاج لتغادر المكان . فقال جوجو :
_ هكذا إذا؟! لابأس..ستعودين لاحقا لتتوسلي بي !
............................................................
ترجلت نرجس من السيارة قرب منزل هيبت.
وإقتربت من البوابة وبدأت بالصياح :
_ سيد هيبت! ..بلسم..هل انت هنا؟
سمعها حارس البوابة فجاء ليقول لها:
_لا أحد هنا...لقد سافر الجميع.
_ لكن..أبنتي جاءت هذا الصباح والسيدة ميراي
قالت ان السيد هيبت متواجد بمنزله !
_ هذا كان في الصباح..أما الآن فالمنزل خال.
_ لكن ماذا عن ابنتي؟! أين هي؟ ماذا فعلوا بها؟!
_ لقد غادرت باكرا وبعدها غادر السيد والسيدة.
_ دعني ادخل لأتاكد !
_ ابتعدي من هنا يا أمرأة ! قلت ان المنزل خال !
ارادت ان تتفوه بالمزيد وتهدده إنها ستخبر الشرطة.لكنها
ادركت إن السكوت افضل ،وقررت الذهاب لمركز الشرطة
للإبلاغ عن فقدان أبنة أخيها واتهام ميراي بأمر اختفائها.
فإستدارت وغادرت المكان.
.......................................
كانت بلسم تجاهد لفتح قفل الباب وكسر مقبضه
حتى إنها بدأت بالأنهيار والبكاء.
كانت الأبواب والشبابيك كلها عازلة للصوت، لذا لم تسمع نرجس اي صوت وكذلك بلسم وهيبت لم يدركا وجود نرجس بالخارج.
سمع هيبت صوت نشيج بلسم ، فأحس باليأس وقال يناديها:
_إنزلي بلسم..لا تتعبي نفسك اكثر.
لكنها حين سمعته واحست بنبرته اليائسة والحزينة.
قررت ان تواصل المحاولة، حتى تمكنت أخيرا من كسره وفتح الباب.
صاحت بسعادة : لقد فعلتها..لقد فتح الباب !
انفرجت اسارير هيبت وصاح:
_ أحسنت يافتاة ! ادخلي وابحثي عن اي هاتف..ابحثي جيدا ..حتى لو حطمت كل شيء بالغرفة !
_ حسنا.
ارادت البحث بخزانات الملابس اولا ،لكنها كانت مقفله، فتوجهت ببحثها للأدراج والصناديق وماشابه ، حتى ياست فعادت تقول لهيبت:
_ لا اثر لأي هاتف..والخزانات مقفلة .
_ اكسري الخزانات وابحثي جيدا.
عادت لتنفذ ما قاله لها، وبدأت بمحاولة فتح الابواب وتكسير الأقفال ، حتى نجحت فبعثرت كل شيء ونبشت الخزانات ، لكن دون جدوى..لم تعثر على اي هاتف .
أخبرت هيبت بعدم وجود شيء..فثار غضبه وراح يضرب
على فخذيه ويقول : تبا لك ميراي ! ستندمين كثيرا على طغيانك هذا !
وأعادت بلسم البحث حتى مر وقت طويل، فطلب
منها هيبت ان تكتفي وتنزل.
نزلت درجات السلم بضيق وكانت منهكة وشاحبة.
ووقفت تقول لهيبت :
_ ماذا لو عادت ميراي ووجدت الفوضى ونحن لازلنا حبيسان؟
ضحك هيبت وقال:
_ أنت جبانة لأبعد الحدود ! أتخافين من إمرأة مثلك؟!
_ إنها إمرأة شريرة ومخيفة ! كيف تحملت الصمود معها كل تلك المدة؟!
_ كنت عاجزا عن ردها لكني لم اشعر بالخوف منها أبدا..
ولهذا انا للآن على قيد الحياة..فقد قاومت لعام كامل دون أن اخاف من تهديدها لي بالقتل وبقيت مصرا على موقفي ورفضي.
_ رفضك لماذا؟
_ لأن أتنازل لها عن املاكي .
_ لكنها زوجتك ويمكنها ان ترثك..هل حاولت قتلك لتحصل على الأرث؟
_حاولت قتلي مرار..لكن ذلك كان بدافع الكره والحقد..لأن موتي لن يفيدها بشيء..فقد كتبت وصية
لا يطولها منها شي..وحمدا لله إني فعلت ذلك..وهي بحوزة المحامي الخاص بي.
_ عجيب امرها..ماذا تريد أكثر من ان تكون زوجتك ؟!
نظر إليها هيبت مليا وإبتسم بمكر وأدار عجلات كرسيه ليقترب منها ويقول:
_أتعتبرينها محظوظة لمجرد أن أكون أنا زوجها؟
_أكيد..أقصد..هي تحب المال والثراء..وكان هذا كله
بين يديها لانك زوجها !
_ أم إنك قصدت شيئا آخر !
_لاتكن منغرا بنفسك ..لم اقصد غير الذي قلته.
_ أممم..ماذا لو كنت أنت زوجتي..أكنت ستكونين سعيدة وراضية؟
خفق قلبها بشدةوهي تتخيل نفسها زوجته ،وبان شوقها بعينيها ،فإبتسم وقال:
_ أظنك معجبة بي وستكونين راضيةوسعيدة .
_ ميراي أيضا كانت معجبة بك !
_ ميراي كانت معجبة بأموالي .
_كانت لعوب وكان هذا واضح عليها..لم تزوجتها وانت ..تمتلك خبرات بالنساء؟
_ تزوجتها من باب التغيير..أحببت ان اعرف الفرق
بين ان أعيش الرومانسية مع نساء عاشقات لي
وبين زوجة لي.
_ وهل اكتشفت فرقا؟
_ كلا..كان كلا الامرين مملين.
_ مؤسف أن رجلا متمكنا وذا مكانة بالمجتمع..يقضي
جل اوقاته يفكر بأشياء غبية ومقززة !
_ هيه انت ! كيف تسمحين لنفسك بالتكلم معي بهذه الطريقة؟! تذكري إنك تناديني بسيد هيبت..لأني سيدك !
_ يالك من متكبر ومغرور ! أناديك هكذا إحتراما ..
ولست خادمة لديك ! لكنك لا تستحق الإحترام !
_ لسانك طويل جدا ! سأقطعه لك إن أستمريت بهذا الاسلوب معي !
_ هه ! حاول إن إستطعت !
أغاضته بكلماتها وتحديها له. فغضب وحشد كل مافيه من قوة وغضب ليحث قدميه على الوقوف وهو يتكأ بكلتا يديه على جوانب الكرسي..وما ان وازن يديه لرفع نفسه من على الكرسي..حتى أنهارت اعصابه وافلت يداه مستسلما لقدره، وسقط ارضا .
شهقت بلسم واسرعت إليه وأنحنت لمساعدته وهي تقول:
_ سيد هيبت ! أأنت بخير؟!
أمسك هو بذراعها وعصره بغضب وقال وهو يضع وجهه بوجهها :
_ بإمكاني الآن تحطيمك وقطع لسانك يا وقحة !
حاولت تخليص ذراعها والابتعاد ،لكن قبضته كانت اقوى.
قالت :
_ اترك ذراعي أنت تؤلمني..أتركني ودعني اساعدك على العودة لكرسيك.
_هيا ساعديني.
وافلت ذراعها، فإبتعدت عنه.
وقالت:
_ أنت لاتستحق المساعدة !
_ لست بحاجة لمساعدتك دامك لاترغبين بها.
وسحب كرسيه وضغط على يديه لتحملان ثقل جسده ويعود لكرسيه. ولم يكن الامر يسيرا عليه رغم إنه إعتاد فعلها مرارا .
كانت تراقبه بشفقة، ولم تحتمل رؤيته بهذا الإنكسار.
فأسرعت لمساعدته وتثبيت الكرسي له . فأستقر اخيرا بكرسيه، لكنه سحبها نحوه فسقطت جالسة بحجره. وراح ينظر إليها بغضب وإعجاب بذات الوقت. وإستسلمت هي لتلك النظرات التي اشعرتها بالذوبان بين احضانه.
ادرك مشاعرها فهدا غضبه ورفع كفه ليتلمس وجهها ويهمس لها:
_ كم أنت جميلة يابلسمي..سأقبل بالحبس مدى الحياة
إن بقيت معي وإستسلمت لي.
_ تريد أن استسلم لك لتنال مني ثم ترميني كما كنت تفعل مع النساء الأخريات؟!
_ أنت مختلفة عن كل النساء..أنت مميزة وشهية !
وقرب وجهها من شفاهه ليقبلها. لكنها صحت من شرودها ونهضت مبتعدة عنه وهي تضطرب. وقالت :
_ سيد هيبت..إياك ومعاملتي بهذا الشكل ثانية !
_ ولما لا؟ لقد كنت مستسلمة وسعيدة بين يدي !
_ لا لم اكن كذلك..كنت ..كنت أتعاطف معك لاني ازعجتك بكلامي.
_ هكذا إذا ؟! لابأس..أنسي الأمر.
ادار ظهره لها مبتعدا بكرسيه. فقالت :
_ سيحل المساء..وعمتي لم تأت !
_ او ربما أتت ومنعوها من الدخول !
_ أحقا؟..حتى لو متعوها..كان يجب عليها ان تبلغ الشرطة عن فقداني.
_ حتى لو أبلغت..لن يفعلوا شيئا قبل مرور أربع وعشرون ساعة على اختفائك.
_ ماذا؟! أربع وعشرون ساعة؟ ونبقى كل هذا الوقت محبوسان؟!
_ لم تطيقي الحبس لساعات..وانأ هنا منذ عام كامل !
_ كيف إستطعت التحمل؟
_ من قال إني إستطعت؟! كنت أموت كل يوم واعود للحياة من جديد بمجرد ان اتذكر إن هذا سينتهي يوما !
_ أنت متفائل وصبور إذا؟
_ جدا !
_ أما أنا فلا !
ونزلت دمعاتها بصمت.
....................................................
في مركز الشرطة..
قالت نرجس تحدث الضابط :
_ لن تفعلوا شيئا حتى مرور اربع وعشرون ساعة؟! لكن..ماذا لو حدث لها شيء خلال هذه الساعات؟
_ ليس بيدنا شيء ..سننتظر ليوم غد.
_ لكن انا اتهم ميراي بخطفها. فهي اتصلت بنا فذهبت بلسم تلبية لطلبها..وقالت إن السيد هيبت موجود
في المنزل..فلما لا تفتشون المنزل؟
وراحت تبكي وتقول:
_ إنها مختفية منذ الصباح وها قد حل المساء..فارجو من سيادتك ان تساعدني فقلبي نار عليها.
أطلق الضابط تنهيدة ثم قال:
_ حسنا خالتي..سأجعل الامر شخصيا واذهب بنفسي لتفقد المكان.
_ شكرا لك سيدي..وبارك الله فيك.
................................................... ...
اتصلت ميراي بحارس المنزل لتطمئن على الوضع. فاخبرها بمجيء نرجس ومغادرتها دون مشاكل.
أنهت المكالمة وقالت تحدث جوجو :
_عمتها نرجس جاءت لتبحث عنها والحارس اخبرها
ان المنزل خال..أتراها صدقته؟
_ متى جاءت؟
_ يقول انها جاءت قبل ثلاث ساعات تقريبا.
_ هذا يعني إنها لم تبلغ عنك..وإلا لإقتحموا المنزل وبعثوا بطلبك.
_ بل اظن انها بلغت لكن لن يتم البحث قبل مرور مدة اطول.
_ إذا ..ماذا ستفعلين؟
_ سأحجز على اول طائرة واعود لأرى مايمكني فعله..دام الإجتماع قد إنتهى.
_ اووف..لكننا لم نتمتع بما فيه الكفاية!
_ لن نتمتع حتى اتخلص من هيبت واحصل على ثروته !
_هذا الامر ميؤس منه !
_ جوجو ! إذهب لغرفتك..انت تنكد علي اكثر !
ضحك جوجو وقال وهو يهم بالمغادرة:
_ حسنا عزيزتي..سأحجز لنا على اول طائرة.
...............................................................
سارت بلسم نحو هيبت ،الذي كان صامتا وهادئا وشاردا.وهو ينظر للسماء من خلال النافذة.
سألته بتعاطف:
_ أأنت جائع؟ اتريد تناول بعض الطعام؟
التفت إليها ولازال الهدوء يغطي ملامحه، وقال:
_ لا رغبة لي بالأكل..كلي أنت ِ إن كنت ِ جائعة.
_ أنا جائعة بصراحة ..سآكل بعض الفاكهة..أتريد منها؟
_كلا.
_حسنا.
دلفت للمطبخ واخرجت بعض الفاكهة المقطعة من الثلاجةوتناولتها وهي تشعر بالغصة والحزن.
جاءت بصحن الفاكهة أمام هيبت وقالت:
_ أتود تناول القليل معي؟
_ قلت لا !
_ آسفة..ألحيت ُ كثيرا .
ساد صمت ٌ بينهما لدقائق ، ثم نظر إليها وقال مبتسماً :
_واضح إنك تحبين الأكل عندما تنزعجين او تكتأبين !
_ هذا صحيح.
_هذا يعني..إنك ِ قلما تنزعجين او تكتأبين .
_ وكيف ذلك؟
_ لانك ِتبدين نحيفةً..فلو كنت ِ تنزعجين كثيرا فبالتالي ستأكلين كثيرا ويزداد وزنك ِ .
_ اهاا..تفكيرٌ منطقي..لكن لعلمك لقد كنت ُ إنسانة ًمتفائلة ً..لكن منذ عام وانا أشعر بالإكتئآب ونوبات الحزن .
_ منذ عام؟ لماذا ؟ أحدث معك شيء لتصبحي هكذا؟
إرتبكت ثم تنهدت واطرقت وأشاحت بنظرها عنه لتخفي بريق الحزن بعينيها وقالت :
_ لا..لم يحدث شيء.
_ اخبريني..فنحن الإثنين محتجزين وبائسين..لابأس بالفضفضة لبعضنا.
لم تتمالك نفسها وسقطت دموعها..فحرك عجلات كرسيه وتوجه نحوها .رفع وجهها بيده، لتتلاقا عيونهما.
فقال:
_ هيا..أخبريني..ماذا حدث معك قبل عام؟
_ تعرفت على احدهم.
_ أحببتيه؟
_ أحببته من طرف واحد.
_ أكان يعلم بحبك له؟
_ لا أظن.
_ لم لم تخبريه؟
_ كان لديه حبيبه.
_ وهذا هو الامر الذي جعلك تتحولين لأنسانة مكتأبة؟
وأين هو الآن؟ هل لازلت تلتقين به؟
_ لم اره منذ مدة..وعاد ليظهر امامي من جديد مؤخرا !
_ الازال مع حبيبته؟
_ لقد تزوجها.
سكت ولم يضف المزيد.
بل إبتعد عنها وعاد لينظر من خلال النافذة .
فقالت:
_ لقد كان شخصا عبثيا ولا يستحق حبي..لكني احببته
رغم ذلك !
_ربما كان معذورا..فهو لايعلم بحبك له..فتزوج حبيبته.
_ لم أكن لأعترف له يوما بحبي..لأنه كان مغرورا ولا أبالي.
_ أظنه كان مثلي !
_ نعم..كان مثلك تماما !
وساد الصمت بينهما مجددا.
......................................................
وصلت نرجس لمنزل هيبت ومعها الضابط وبعض افراد الشرطة.
حاول حارس ابوابة الاتصال بميراي وابلاغها بحضور الشرطة. غير إن الضابط اوقفه ومنعه من الاتصال وقال:
-ليس من المقبول ان تتصل بأحدهم وانت تری الشرطة
متوجهة إليك.
-آسف سيدي..كنت اود الاتصال بعائلتي.
-معنا أمر بتفتيش المنزل.
-لكن سيدي..اصحاب المنزل مسافرين.
- هذه السيدة قدمت بلاغ باصحاب المنزل حول اختفاء ابنة اخيها.
-لا اعلم شيئاً سيدي..هل لي بالإتصال باصحاب المنزل ..
فهم غير متواجدين؟
--متواجدين أم لا..معنا أمر بالتفتيش..إفتح الباب هيا.
فتح الحارس البوابة بتوتر وإرتياب، وحاول ان يبقی بعدهم ليحاول الهرب.
غير إن الضابط أمره بالتقدم أمامهم وفتحِ جميع الابواب.
................................................................
كان هيبت وبلسم يجلسان بصمت ،عندما فُتحَ الباب ودلف منه رجال الشرطة والحارس ومعهم نرجس.
أسرعت بلسم تعانق عمتها وهي غير مصدقة .
وقبض رجال الشرطة علی الحارس،بعد أن تبين
كذبه وإدعاؤه بخلو المنزل.
وتوجه الضابط لبلسم بسؤالها عن هيبت إن كان
هو أحد الخاطفين. فعادت لتقف قرب هيبت وتقول:
-بل هو ضحية مثلي..إنه محبوس بهذا المنزل منذ
عام كامل.
وجه الضابط سؤاله لهيبت قائلاً:
-هل ماتقوله صحيح؟
-نعم سيدي..صحيح..وأتهم زوجتي ميراي بحبسي وتعذيبي وحبس بلسم ايضا.
-حسنا..هلا تفضلتم معنا لتقديم البلاغ وفتح ملف القضية؟
-بالتأكيد سيدي.
وخرج الجميع من المنزل. وكان هيبت يستنشق هواء الحرية بإرتياح. ولاحظت بلسم ذلك فشعرت بالسعادة لأجله.
........................
بعد ان وصلوا المركز وقدموا البلاغ، اخبرهم المسؤل
إنهم سيقومون بإلقاء القبض علی ميراي وشريكها جوجو حالما تصل للمطار.حيث سيكونوا بإنتظارها للقبض عليها والتحقيق معها.
وقد طلب هيبت الإتصال بمحاميه الخاص، فتم ذلك وحضر المحامي وعاد مع هيبت لمنزله.بعد ان توجه بالشكر لبلسم وعمتها.وأوصلهما لمنزلهما.
كان شكره ووداعه لها باهتاً ، مما أشعرها بالخيبة واليأس.
....

إنكسار مؤقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن