الفصل الأول : كُلٌّ لَدَيْهِ هَدَفٌ

487 30 22
                                    

ملاحظة قبل البدء : رجاءا من فضلكم لاتحكموا على الرواية من الفصول الأولى وشكرا على القراءة رغم كل شيء ♡

_________________________________________

فِيْ قَلْبِ المملكة وتحديدا في السوق الشعبية أين أقْطَب صوبه كثرة من الناس الذين أخذوا يتسامرون ويتبادلون أطراف الحديث و ارتفعت جلبة أصوات الباعةِ كل منهم يعرض مالديه في جعبته من ثمار وعطور و بهارات وغيرها ،ضجت الحياة في أقطار السوق بينما ركدت في حوافه و شوارعه الضيقة المتوارية عن الأنظار

وفي أحد هذه الشوارع الدامسة المنزوي و الخاوي من البشر خرجت هرة صغيرة من مكب النفاية الذي ارتمى باهمال على الأرضية الحجرية

مجرد هرة صغيرة قفزت خوفا وبدا أنها رأت شيئا بجانبها جعلها تهلع وكسر هدوء المكان الذي كانت فيه

خلف تلك الظلال ظهر رجل متلثم بالكامل لايظهر من لثامه ولباسه البدوي شيء من ملامحه الا عينيه وأصابعه الطويلة

خرج متحركا بسرعة متوسطة من الشارع الضيق ليشرق جزء بسيط من نور الشمس الحارقة التي انعكس على محجر حدقتيه وأظهر جزءا من عينيه الحالكتان و شديدتا الحدة كالسيف المسلول المحدد من جوانبه

مر عبر السوق و في وسط ذاك الضجيج الذي تعالى رغم أنه لم يكن مثله كمثلِ جزء صغير كالدوي الذي اُحدِثَ داخله

تخطى الجمع الغفير بخفة ولم تبدو هيئته تلك غريبة للقوم لأنهم تعودوا بالفعل على مشاهدة بعض الرحل والبدو القادمين من الصحاري والممالك الأخرى الا ان أغلبهم كانوا يحدقون اليه فحتى لو لم ترى شيئا بعينيك فالأرواح تشعر ببعضها
وهالته بدت مفعمة بالهيبة التي لايسعها انسان عامِيٌ وذلك جعل البعض ممن يمتلكون حدسا قويا يتأملونه بطرف أعينهم بضع ثواني وهو يمر بسرعة و بثقة جانبهم

وصل لنهاية السوق أين بدأ يخف الجمع و يهدأ الجو و تقل الجلبة وهناك التفت الرجل خلف أحد البيوت أين وقف طفل أسمر يبدو في مطلع مراهقته يرتدي عمامة و سروالا واسعا يربطه بخيوط في نهاية كلتا قدميه

بجانب الفتى الذي أمسك بلجام الخيل الذي بدا هادئا و يقف بثبات لكن بمجرد أن رأى صاحبه صهل بقوة دليلا على أنه تعرف عليه

فاقترب منه الرجل وأخرج من تحت زيه صُرةً مليئة بالقطع الذهبية ورماها للفتى الذي أمسكها وقد اتسعت حدقتيه من الكمية الهائلة التي شدته من النقود وحينما فتحها لمعت أعينه بسعادة لأن جميعها كانت ذهبية و وفيرة

رحل الفتى بابتسامة كبيرة تشق وجهه الصغير و قد نال أكثر مما ينبغي له حق امساكه لخيل الرجل بضع ساعات فقط لكن الرجل لم يأبه بذلك بل بدا أن ماقدمه شيء بسيط لاأكثر

داعب الرجل رقبته بشكل خفيف ليُهدِأه و أتى جواده على جانبه وأمسك اللجام بيده اليسرى وحول الركاب نحوه باليد اليمنى وبسرعة وخفة كمحترفٍ وضع قدمه الأيسرة بيُسرٍ على ركاب الخيل وقفز برشاقة على السرج مؤرجحا ساقه اليمنى على الجانب الآخر

_ظلام المملكة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن