الفصل الرابع : خُطَّةٌ ثَاْلِثَةٌ

80 17 11
                                    

انكسر غصن ضغطت عليه غير متعمدة بقدمها مما كسر هدوء المكان وجعل أحد الحراس يلتفت بسرعة

" اللعنة"
حاولت سيورجي الصمت وعدم التحرك مطلقا وهي تشعر بأحد الحراس يتقدم عائدا الى منطقتها

عند ذلك سأله زميله باستغراب " مالذي تفعله "

رفع الآخر حاجبه بارتباك و رد " اعتقد أنني سمعت صوتا ما هنا ... أنا متأكد "

ردف زميله باعتيادية وبغير اهتمام " ربما يكون أحد القوارض فحسب لاتشغل بالك او ربما لايوجد شيء مطلقا "

فرك الحارس رأسه وهو يفكر ثم التفت وعاد لجانب زميله وقال " أنت محق قد أكون أتوهم فقط الصوت"

استمرا بمشيهما في طريقهما ذاهبان وهما يتبادلان أطراف الحديث وكأن شيئا لم يحصل منذ قليل

" فيوووو لحسن الحظ أنهما لم يرينني "
ارتاحت سيورجي حينما تأكدت من أنهما ذهبا أخيرا وأسرعت بالوقوف مباشرة مواصلة طريقها عبر سور القصر

توقفت فجأة حينما وجدت المكان خاليا وصعدت عبر الحائط الحجري واضعة قدما فوق صخرة وقدما أخرى فوق صخرة ثانية أعلى منها وهكذا
الا أن التمسك بالصخور كان صعبا وخشيت أن تسقط فينتهي بها الأمر منكسرة وتفشل في النهاية لذلك حاولت أن تحدد نظرها فلفتت انتباهها صخرة كبيرة أعلى السور لذلك قامت بربط الحبل من جانب واحد بعقدة لابأس بها ورمتها للأعلى عدة مرات حتى إستطاعت إصابة هدفها وتعليق الحبل بالصخرة

قامت سيورجي بشد الحبل لتتأكد من أنه محكم عليه ولن يتسبب في مقتلها ثم حين تثبتت ربطت الطرف الآخر بشكل ملتوي على خصرها وبدأت تتشبث بالحبل وتدفع نفسها بواسطة قدميها بالقفز على الجدار والأحجار كانت تساعدها أكثر لزيادة قوة الدفع نظرا لوجود احتكاك

وفي الأخير بصعوبة استطاعت الوصول الى أعلى السور أين وقفت تراقب شروق الشمس التي بدأت تسطع عليها فعلمت أنه عليها الإسراع أكثر قليلا

ولم يكن السور مرتفعا للغاية وكذلك لم يكن عريضا جدا لهذا كان عليها الحذر عند المشي فيه

" هاااااااااييي انتي !!! "
بمجرد أن ترجلت الخطوة الأولى سمعت صوت صراخ قادم من الأسفل فاتسعت أعينها وأطلت من الجهة اليسرى التي وفدت منها ولم ترى أحدا ثم دنت من الجهة الأخرى ورأت دورية كاملة من الحراس تترقبها وبعدها أضاف أحدهم بصوت عالي " من أنتي هل تحاولين الدخول أم الهرب ؟!"

تسمرت سيورجي في مكانها ولم ترى خيارا آخر عدا الجري في السور كي تختفي عن أنظارهم

ومع تشوشها ذاك ورؤية خطتها بدأت تفشل لم تنتبه بأن الحبل كان لايزال متشبثا بخصرها وكانت تلك فكرة سيئة جعلتها تنحرف عن مسارها ووو......سقطت

" تبًّا "
لم تشعر سيورجي الا بنفسها تفقد التوازن وأحست أن هذه لحظاتها الأخيرة في الحياة فهي لم تكن منتبهة وهذا سيسبب هلاكها فعلا الا أنه لحسن حظها فالصخرة كانت أقوى من أن تسقط معها مما جعلها وقبل أن تصل للأرض في الجهة الداخلية التي جاءت منها وينتهي أمرها فقد تعلقت في الثواني الأخيرة من خصرها الذي انشد وشعرت أنها تفقد أنفاسها ببطأ وهي مقلوبة رأسا على عقب

_ظلام المملكة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن