اًلْفَصْلُ اَلْ11 : عَهْدُ اَلْصَّفْقَةِ

102 11 15
                                    


يحكى في قديم الزمان أن ملكا وملكة أنجبا فتاة جميلة ... كبيرة العيون ... سوداء الشعر

تربت تلك الفتاة على ملعقة من ذهب

لم ترى الشر و الرذائل في حياتها

كانت كلما مرت أمام شخص ظنها ملاكا يتنزه في الأرجاء بنوره المشع

لكن شيء فيها ... توارثته من عائلة والدتها تحديدا الذي جعلها تشعر بشعلة في قلبها ... شيء أعطاعا الحكمة و حب الإستطلاع حب الإستكشاف

الفضول قتل الهرة في النهاية ...

انتهى الأمر بالفتاة للهروب مع طبيب القصر بعيدا جدا لوقوعها في حبه ورفض والدها له ... ذاك كان خيارا سيئا الا أنها لم تندم عليه

هي فضلت الحب الحقيقي وتناست حب والدها ووالدتها ... استفاقت فيما بعد لكن حينها فات أوانها
لم تكتب تلك الرواية في الكتب ولم تحكى منذ عدة سنوات ... كل الآثار اندثرت ولم تتبقى سوى في الذكرايات ...

...

حدقت سيورجي بأعين متسعة تشعر بالعرق على وشك التصبب من جبينها أوصالها ترتعد ولم تستطع تمالك أنفاسها الحارقة

تشعر بزاوية الخنجر النهائية الحادة من فوق صدرها تنضغط شيئا فشيئا بحذر

تحدق في أعينه الصفراء الحادة ملامحه المتبسمة بسوداوية كانت مرعبة تشع خطرا ونفورا

اللمعة الماكرة في حدقتيه تعني الإنتصار لاغير ... هي منصدمة ... منصدمة لأنه تعرف عليها ... كيف ومتى بل منذ متى !!

" اذا هل إعتقدتي أنكي ستستطيعين الهرب مني ؟"
صوته الأجهش بحدة ونبرته الماكرة أيقظتها من شرودها

وسط ذلك الرواق المظلم والأجواء الهادئة المميتة شعرت بلحظاتها الأخيرة ودقات قلبها السريعة لاتواكبها
فقط ظلت هادئة عقلها مشوش ولم تعرف مالذي تفعله شعرت بكل الأبواب تنغلق أمامها دون بصيص أمل أخير لإنقاذها

هي رسميا إتجهت للموت بأقدامها بلا شك ...

فجأة أنزل آكارياس الخنجر ببطأ تترقب كل حركة منه بجزع واضح وعدم راحة في عيناها

رفع حدقتاه يحدق صوبها مباشرة بملامح ساكنة لم تستطع قراءتها

ثم رفع يده نحو رأسها الذي إقشعر له بدنها للتو وتحركت متفاجئة تنظر صوبه تلاحظ كيف بحركة خفيفة بالخنجر قطع حبل الغطاء الذي تستعمله الرقاصات لحجب نصف أوجههن

كشف عن وجهها كله وهي شعرت بأنه كشف عن مشاعرها الحقيقية ورعبها الذي حاولت أن لاتجعله يدركه مبكرا

رجفت شفتاها اللتان تأملهما لثانية جعلته يقرأ كل حرف فيها كمن يعرفها منذ زمن طويل و يستطيع قراءة أفكارها

_ظلام المملكة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن