" ريييييااان رجاءا لماذا لاتنصتين إليا ؟!"
ردفت كيانا بنبرة طفولية مترجية وهي تحاول لحاق رييان من زاوية لأخرى بينما الثانية تنشر الغسيل على الحبال المعدنية المشدودة للحديقة الجانبية للقصر الخلفيزفرت رييان وحملت السلة بين يداها على جانب خصرها الممشوق ونظرت الى كيانا بملامح خاوية و حاجبان مقتضبان و نبست مفسرة " إسمعيني لقد تعبت من هذا ... وأيضا لا شكرا ... لن أذهب معكي "
نظرت لها كيانا بأعين حرصت على كونها بريئة وتمسكت بذراع ريان وهما تدلفان الى الممر المفتوح وقالت بصوتها الناعم الحزين " لكن لماذا تعلمين أني أحبكي أرجوكي مرة واحده فقط !!"
نظرت لها رييان بحاجب مرفوع وهي تتأمل أعين الأخيرة المغلفة بالبراءة المملقة فابتلعت ريقها و التفتت تنظر باستقامية قبل أن تزيل عقدة حاجباها وتردف بنبرة ثابتة " فلتتركيه يوما آخر فحسب "
نظرت لها كيانا تنفخ وجنتاها بطفولية وقالت بغير رضا " اذا هل هذا رفض ... لاتريدين الذهاب "
"بل أنا منشغلة الآن " ردت عليها رييان وهي ترمق الأفق بنظرات مبهمة مستقيمة
...
دقدقات خفيفة على اللوح الخشبي الخاص بتقطيع مكونات الطعام
بضع شرائح طماطم موضوعة بجانب مكعبات الفلفلأخذت البصل تمسك بجانبه بينما تشرحه لمكعبات صغيرة بواسطة السكين الحاد الممسك بعناية في يدها اليمنى
حملت قطع الخضار الموضوعة في اللوح و أفرغتها بهدوء في القدر بجانب مكعبات اللحم المطهو على نار متوسطة
وضعت البهارات بكميات متساوية ثم سكبت الماء حين شعرت أنه الوقت المناسب وأغلقت القدر ضاغطة إياه مباشرة تاركة إياه يطها في هدوء
دخلت لانا الى المطبخ أين تقدمت وردفت بنبرتها الثابتة " يبدو أنكي متعددة المواهب سيورجي ... مالذي دفعكي لإعداده "
ابتسمت سيورجي بابتسامة مبرزتا غمازتاها و ردت بنبرة متملقة " طبعا لقد رأيت أنه يجب أن تتذوقوا من يدي كذلك "
ردت لها لانا ابتسامتها بخفة وقالت بهدوئها المعتاد "حسنا اذا لكي هذا "
مباشرة دخلت كيانا بملامح حزينة و هالة غير متزنة الى المطبخ كغيمة سوداء تحوم فوق رأسها تتحرك بخطوات متعبة وبطيئة
التفتت لها سيورجي باستغراب ترى الحالة التي هي
عليها كما لو كانت طفلة عاقبتها والدتها بمنع الحلوى عليها لمدة أسبوع كامل وذلك لأنها تناولتها قبل العشاء دون إذن منهااقتربت منهما كيانا الا أنها بمجرد أن التقط أنفها رائحة الطعام تحركت أرنبة أنفها مرتفعة مرتان ولمعت حدقتاها كنجمتان لامعتان في سماء الليل وكاد يسيل لعابها " كييااااا " صرخت بنعومة وهي تقترب من القدر و تضغط وجنتاها بكفاها اللذان ازدادا احمرارا من ارتفاع الأرينالين حماسة في جسدها
" م...مااهذه ... الرائحة جميلة ....أنا جائعة " أضافت كيانا وكأنها تناست بالفعل جميع همومها كقوس قزح مشع يظهر بعد ليلة ماطرة وبنبرتها المتحمسة تلك
أنت تقرأ
_ظلام المملكة_
Romance_هذه الرواية اهداء لكل نفس منجذبة للتاريخ والأشياء القديمة و الحضارات العابرة للزمن ... للملحمات العربية والشرقية ... وقصص تحبس الأرواح والغموض ... إهداء لكل نفس ضائعة تعلم أن مكانها لاينتمي للعصر الحديث بل بين طيات الزمن و رائحة الصحراء القاحلة و ا...