الفصل الثالث : اَلْقَصْرُ اَلْخَلْفِيُّ

87 16 5
                                    


فتحت سيورجي أعينها تسمع زقزقة العصافير بجانبها تشعر بأنها كانت تجول في حلم ما وكأن صوت والدها يناديها

قابلها سقف غرفة لم يسبق وأن رأته وبدا غريبا عليها كما بدا عاليا أيضا ورغم الإرهاق الذي كان عليها ليلة أمس فقد شعرت بتحسن ملحوظ واستطاعت الجلوس على السرير الذي كانت ترقد فيه

نظرت الى السرير وكان ناعما ومفرشا بعدة أغطية جميلة و عاينت الغرفة الموجودة فيها بحدقتيها فلم تكن تحتوي على ذلك السرير فقط بل كانوا أربعة في هذه الغرفة الضخمة

غرفة مزينة ببلاط مزخرف كما هو حال الجدار اللامع الذي طلي بألوان ترابية فاتحة و خزائن محيطة بالجدار الواسع و مكاتب ورفوف فيها أغراض شخصية عدة

نظرت ليمينها لتجد نافذة تطل على حديقة في غاية الروعة وأشجار مقصوصة بعناية واتقان وبعض الأشخاص يقفون في الخارج ويقومون بأعمال مختلفة وأغلبهم من النساء بل لاحظت أن كلهن كن نساءا بالفعل

فجأة فتح الباب ودخلت مجموعة من الفتيات أقل مايقال عنهن أنهن فاتنات الجمال
لديهن جمال آسر بالفعل حسب مارأته سيورجي فيهن جميعا أو ربما الوفرة التي يعشن فيها هي التي تجعلهن يبدون بمثل هذه الأنوثة

اقتربت منها إمرأة ذات ضفيرة بنية طويلة ومن ورائها تتحرك ثلاث فتيات يبدو عليهن الحيرة والخجل يحدقن الى كل إنش من سيورجي وكأنهن يعايِنَّها

عند ذلك نبست إحداهن بأعين بريئة ونبرة حزينة "يالها من مسكينة تبدو مرهقة بالفعل "

قالت أخرى بنفس نبرة الشفقة " هل هي بخير تبدو غائبة عن الوعي "

نظرت سيورجي الى الثالثة التي قالت بدورها " هل يعقل أنها لاتستطيع الحديث ؟!"

شعرت سيورجي بالحيرة ان كن يتكلمن عنها فجأة صفقت لهن صاحبة الضفيرة برقيٍّ وقالت " أنا لم أحضركن هنا يافتيات لتبدأن بالحديث بهذا الشكل فلنبدا بالتكلم معها أفضل "

أومأت الفتيات الثلاثة وعندها نظرت المرأة الى سيورجي التي جفلت من نظراتها المستمرة نحوها واقتربت على حين غرة منها وقالت " اذا أخبريني مااسمك "

رمشت سيورجي عدة مرات وأجابتها بحذر " اسمي سيور... سيورجي "

ابتسمت المرأة ذات الضفيرة و ردت " تشرفت بمعرفتكي سيورجي انا لانا "

ثم التفتت للفتيات وأشارت لفتاة ذات شعر أسود قصير وقالت " هذه نولا"

ثم اشارت لفتاة سمرا بجانب نولا تلك وقالت "وهذه كيانا "

وأخيرا أشارت ناظرة للأخيرة منهن شقراء بأعين خضراء وقالت " وهذه رييان"

أومأن لها جميعهن ورحبن بها بلطف فأجابت سيورجي " شكرا لكُنَّ لقد سعدت بلقائكن ولكن هل لي أن أعرف أين أنا ؟"

_ظلام المملكة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن