الفصل الثاني : بِدَاْيَةُ اْلَرِّحْلَةِ

104 17 4
                                    

حل الصباح على مملكة دراغريال التي اعتبرت من أكثر الممالك الزاهرة في عصرها بسبب حكمة زعمائها و أمرائها و كانت محطة تجارية واقتصادية مثالية لجميع الممالك والدول الأخرى وخاصة سوقها الشعبي و الذي كان بؤرة التجارة في عصره بسبب جودة منتوجاته و كرم باعته الذين يستقبلون الأجانب بصدر رحب رغم أنه لم يكن في العاصمة الملكية ولكنه اشتهر بأنه ينافس حتى السوق الموجود في العاصمة الملكية لمملكة دراغريال

كانت سيورجي من المحبين للسوق كذلك لكنها لطالما أحبت أن تظل في الخفاء وأن لاتكشف نفسها فالنساء لم يكن كثيرات التسكع و الدوران هنا وهناك و هكذا قد يذاع صيتها في الأرجاء سريعا لذلك فضلت أن ارتدت عباءة فضفاضة و لثاما تغطي بها حتى وجهها ولايظهر منه الا عيونها البراقة بينما كان معها سولي الذي لايفارقها عادة مختبئا تحت عبائتها ومتمسكا بطرفها بحجمه الصغير كي لايقع

في الواقع لقد امتلكت سيورجي هدفا للخروج تحديدا هذا اليوم وذلك لكي تبيع خلطة الشعر التي جعلت شعرها لامعا كما لاحظت صباحا وذلك لبعض نساء التجار الجميلات

لاحظت أن هناك مجموعة من الأشخاص يلتفون حول شيء ما فأصابها فضولها فأسرعت تمتزج وسط ذلك الجمع الغفير لترى المقصد من جمعهم

شاهدت سيورجي رجلا مع أتباعه يبدو عليه الثراء يبيع عبيدا نساءا ورجالا وقد كانت تلك النساء شديدات الجمال لكنهن بلا تعابير تقريبا وذلك جعل سيورجي تتمنى لو كان لها المال الكافي لتستطيع تحريرهن جميعا

ابتعدت من ذلك المشهد فلا حاجة لبقاءها لرؤية أي من ذلك وواصلت مشيها وعند ذلك رأت رجلا عجوزا يبيع بضعة خلطات موضوعة في زجاجات عطرية فاقتربت لتشمها وقد جذبتها رائحتها القوية وقد ابتسم لها الرجل العجوز وقال " لابد من أنها أعجبتكي "

ردت له سيورجي الابتسامة و قالت بنبرة صادقة "اجل الرائحة قوية ومفعمة بالحياة "

قهقه الرجل متعجبا وقال " هذا تعبير جميل اذا هل تريدين معرفة سرها ؟"

أومأت سيورجي منتظرة الاجابة بحماس وعندها أضاف الرجل العجوز " أنا لاأضعها مطلقا تحت أشعة الشمس الحارقة وحتى لو وُضِعت فان أطلتُ بها تحتها طويلا فستذهب تلك الرائحة الفواحة منها "

تعجبت سيورجي من هذه المعلومة وقررت أن تشتري واحدة من خلطة الأعشاب الخاصة به وقد كانت رائحتها تعلق في الأنف بالفعل

ودعت الشيخ وشكرته على النصيحة وواصلت تجولها لكنها توقفت فجأة وتركت سولي يخرج وانحنت بابتسامة نحوه واضعة الزجاجة بين أنيابه وقالت"سولي خذها الى تينا لو وجدتها هناك وظل معها رجاءاً "

أخذ سولي يداعب برأسه كفها وذهب مسرعا بحجمه الصغير لينفذ طلبها فقد اعتاد على مالكته التي اهتمت به منذ فتح أعينه الصغيرة الى العالم

_ظلام المملكة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن