«التكرار »

152 10 0
                                    


في مساء يوم الأحد ، كان القمر مكتملاً ، والامطار تهطل بغزارة ، وأصوات صواعق الرعد المخيفه التي ارعبت نبيل الذي كان يقرأ كتاب الرعب المفضل لديه ، يحب قرأه كتب الرعب لانها تجعله يشعر بشيء غريب ، احساس لا يذوقعه الا قليل....اغلق الكتاب ثم ابتسم وقال لنفسه :"صدمه جميله منك ايها الكتاب الغريب".

قرأ اسم الكتاب مره اخري : "الفجعجه" غريب جداً ماذا كان يقصد بهذا الاسم!؟

وضع الكتاب علي رف الكتب الذي أعجبته كثيراً وكانت اغلب الكتب لكاتبه المفضل ، ذهب الي دوره المياه وبعدها غسل يديه بينما ينظر في المرآه ويشاهد ملامح وجهه.

اسمر البشره ، نحيل الجسم ، كثيف الشعر ، وكان اغلب شعره بالجهه اليمني ، ابتسم لتظهر أسنانه الصفراء ، خرج ثم جلس علي طرف السرير وأمسك بالهاتف الخاص به.....

....سمع صوتاً ، ضربه قويه فوق سطح منزله ارتعب كثيراً : "بسم الله..!" قالها وهو يضع يده عند صدره فقد اعتقد انها صاعقه برق ضربت السطح فنهض وخرج من غرفته في اتجاه السلالم وصعد بإتجاه الصوت ، وصل بقرب الباب الذي كان عليه رسوماته ، رسمها وهو طفل صغير ، امسك بمقبض الباب وكان يتعرف بشده ، أدار المقبض ، وفتح بسرعه بسبب الهواء.

استقبله منظر نار قويه وأمطار غزيره ، دخل الي داخل السطح وتبلل وجهه كان يشعر بإحساس جميل ، هواء قوي يلعب بخصلات شعره ، تقدم ورأي بقعه سوداء كبيره اخمدتها النيران بعد أن لعب المطر مع النار وتصارعاه من الاقوي ، انتصر المطر علي النار ، لاكن بقيت آثار البقعه.

بدأت تخرج (لنبيل) رائحه كريهه وكأنها شئً محروقاً لا يعرف ماهيته لانه ليس بطباخ يعرف في الروائح ، ولاكن أتاه شعور الموت......

"لا تذهب الي هناك ، انتبه!!!" خرج الصوت من خلف نبيل الذي التفت بسرعه ليجد رجلاً اسود وكأنه مغطي بالفحم يتقدم ناحيته ونبيل يتراجع للخلف لانه يظن انه آتي لضرره ، وكأنه يترنح مثل السكير الذي شرب نبيذاً معتقلاً لمده طويله "لقد اتيت في وقت اكبر بكثير..!!!!" قال هذه الجمله ثم سقط علي الارض.

بدأ جسد نبيل بالارتعاش ولم يتحمل هذا المنظر أطلق صرخه قويه مدويه ، وصلت مسامع كل من سكن بجانبهم وجميع عائلته ، سقط علي الارض المبتله بمياه المطر واغمي عليه......

أطلق نبيل شهقه قويهوكانه استيقظ للتو من كابوس مخيف فتنفس الصعداء وأدرك أنه في المشفي الان ، بعد أن رأي كل شئ بالون الابيض شعر بالأمان ، ولاكن بعد أن تذكر الحادثه التي حصلت معه في سطح المنزل ارتعش جسده وعادت الرائحه الغريبه وكأن انفه بدأت تعيد له الذكريات البائسه.....

انتهت فتره علاجه ، ولاكن لم تسمح الصدمه من عقله ، فبدأ يتكرر ذهابه للطبيب النفسي.

الفجعجهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن