عام 1998
في أحدي المدارس الأهلية ، والتي تغص بأبناء الأغنياء وأصحاب الشؤون الكبيره في الدوله.كان هناك ثلاث اصدقاء ، تجموا حول الفصل وراحوا يسترقون النظر من النافذة التي كانت في منتصف الباب تحدث احدهم بصوتٍ خافت :"كيف سندخل وهذا المدرّس لدينا؟".
انزل رأسه الي صديقه الذي ينظر ، ورفع صديقه رأسه ثم اجاب "سوفنفعل معه مثل أي مدرس احمق ، ندفع المال إليه".
التف بجانب الايمن وقال لصديقه الآخر :"انت ابن الوزير لديك مال كثير".
ابتعد ابن الوزير عن النافذة ونظر لصديقه :"وهل تري ريشه فوق رأسي ياطاهر؟ليس لدي مال الآن جميع ما لدي لدي الحارس الأحمق في الخارج".
التفت طاهر لصديقه الاخر وقال بصوتٍ يترجاه :"ارجوك يا خالد انقذنا ، والدك هو صاحب المدرسه أعتقد أنه يمكن أن تتحدث معه؟".
(خالد) يبتسم بثقه ثم يضع يده عند مقبض الباب وفتحه وقال (لطاهر) :"لاتقلق سوف احل هذه المشكله".
دخل للفصل والتفت المدرس إليه وجميع اصدقائه اختبؤو خلف الجدران لأنهم واثقون جداً أنه سوف يطرده خارج فصله ، ولاكن حدث ما لم يتوقعوه..."الغدر".
"ليس بهم بل بشاب آخر كان من طبقة الفقيره ، بالتأكيد تتساءلون كيف دخل هذه المدرسه" - من شروط الوزارة أن يأخدوا كل سنه طالبين من المدارس الحكوميه الذين لديهم درجه الامتياز ويخضعون لعده اختبارات - أشار خالد بناحيه الشاب وقال للمدرس بصوت به الرّعب :"هذا الشاب كان هو سبب تأخرنا جميعاً".
التفت المدرس ابي الشاب وقال لخالد :"حسناً وماذا فعل لكم!؟".
خالد :"كان يهددنا بشئ لا يمكنني أن اخبارك به استاذي".
التفت خالد إليه وابتسم ابتسامه خُبث وعندما التف المدرس إليه تغيرت ملامحه ، بدأ حزيناً وكأنه سوف يبكي ، اكمل حديثه خالد :"طلب منا المال وتحضيره له بسرعه" وضع يده في جيبه ثم اخرج مالاً وكانت كومه كبيرة منها نظر إلي الشاب وقال :"انظر هذا ما طلبته منا ، المال صحيح ، ام سوف تكذب لكي تبرئ نفسك".
دخل اصدقاءه وقالوا بصوت واحد :"هذا ما طلبته منا لقد جلبناه لك".
توقف الشاب بتوتر ورعب بسبب التهمة التي أتته ولم يصدقها
وتحدث لكي يبرر للمدرس :"أ...اقسم...ل...لك...انني لم اطلب منهم شئ".صرخ المدرس بصوت عالٍ للشاب :"أخرج من فصلي! ، اذهب لغرفه المدير سوف ألتقي بك هناك!".
بكي الشاب وهوه يمشي لكي يخرج ، بدأ جميع من كانوا في الفصل بالتحدث عنه وعن شرفه وعن منزله المستهلك وثيابه المتسخه ، اقترب من الاثنين الاصدقاء ومر بجانبهما التفتوا جميعاً ناحيته وقال أحدهم بصوتٍ مسموع له فقط :"وداعاً يا كومه من الخردوات".