- أستنى يا يوسف.
أغمض "يوسف" عينيه بانزعاج وحنق وهو يلتف ليصبح فى مواجهة والده مُجيبًا بنبرة تفتقر الاحترام:
- أفندم!
شعر "فريد" بالغضب من وقاحة أبنه ومن تلك الثمالة الواضحة عليه وأيضا المُفسرة من أين هو أتًا، ليصيح فيه زاجرًا إياه مُردفًا بحدة واستفسار:
- أنت سكران يا بيه؟
تنهد "يوسف" بنفاذ صبر وعدم رغبة فى الحديث ليُجيب بتأفف وحنق:
- لو سمحت أنا تعبان وعايز أطلع أرتاح شويه وبكره نبقى نتكلم و...
قاطعه "فريد" بحدة مانعًا إياه من تكملة حديثه مُردفًا بحزم:
- لا بكره ولا بعده هنتكلم دلوقتي يا يوسف، فوقلي كده عشان مش هعيد كلامي مرة تانيه، أنا جبتلك عروسة وفرحك عليها بعد عشر أيام من النهاردة.
وقعت هذة الكلمات على مسامع "يوسف" مثل الصاعقة وجعلته يفيق من تلك الثمالة وكأنه لم يتذوق تلك الخمور قط، هو لا يعترف بفكرة الزواج أو بطريقة أوضح يكره فكرة الزواج ويرتعب منها، لأنه لم يرَ أهم علاقة زواج فى حياته ناجحة، بل تدمر زواج والده ووالدته وهو من دفع الثمن وحده.
إنه ضحية تلك العلاقة الفاشلة التي تُسمى زواج، ولكنه لن يخوض تلك التجربة مرة أخرى، علق "يوسف" بدهشة مُستفسرًا عما يقوله والده مُردفا باستنكار:
- نعم! جواز مين بالظبط؟
رمقة "فريد" بثقة وثبات مُرددًا بتأكيد وإصرار:
- جوازاك أنت، وفرحك بعد عشر أيام.
صاح "يوسف" مُتفوها بهذا اللفظ البذئ مُعترضًا على حديث والده مُعقبًا بحدة وغضب:
- *** هو أنا أشرب وأنتوا تسكروا ولا إيه؟
قابله "فريد" بصفعة قوية تهاوي بها على وجه أبنه مانعًا إياه من تماديه فى وقاحته أكثر من ذلك صارخًا بغضب وانفعال:
- أخرس يا كلب يا حقير، أنت إيه خلاص محدش بقى همك ولا ليك كبير؟
شعر "يوسف" بالغضب والحسرة تتأجج داخله مُتذكرا كل تلك السنوات المريرة التي عانها بسبب كلًا من والديه ليصيح بغضب وعصبية صارخًا بقهر:
- أنا مش هتجوز، أنا حر، دي حياتي أنا وأنا اللي أقرر تمشي إزاي، عايزنى أتجوز ليه؟ عشان أجيب عيل أظلمه زي ما أنت واللى كانت مراتك ما ظلمتوني وبهدلتوني بينكوا؟ عايزني أكرر المأساة دي مرة تانية، أنت عايز مني إيه؟ أنا تعبان سيبني فى حالي بقى.
شعر "فريد" بكثير من الأسئ على أبنه، نعم هو السبب فى كل ما حدث لهو، نعم هو من أخبره بتلك الأشياء وربى بداخله تلك العقدة التي أصبح من الصعب علاجها، هو بالفعل من أوصله إلى تلك الحالة وهذا الخوف من فكره الوثوق في أية إمرأة فى حياته.
ولكن هذا الزواج هو الحل الوحيد ليتغلب على عقدته ويستقر ويكون حياته الخاصه بيه، لعله يجد أمانه مع زوجة صالحة، أصطنع "فريد" القوة والحدة مُضيفًا بحزم وإصرار:
- أنا قولت قراري النهائي ومش هرجع فيه، متنساش فرحك بعد عشر أيام ولو ده محصلش شوفلك أب تاني وعيلة تانية، عشان ساعتها هتبقى عصيت أوامري، وأنا اللي يعصى أوامري ملوش مكان عندي.
تركه "فريد" وصعد إلى غرفته ليترك "يوسف" يفكر فيما قاله له، بينما هو شعر بكثير من الغضب وخرج مُسرعًا من المنزل متُوجها إلى أحد الملاهي الليلية لينسى ما قاله له والده، ولكن أيهرب أحد من مصيره!!..
يتبع...
تم نشر الفصل الأول من رواية أسيرة مخاوفي على مدونة رواية وحكاية وسيتم نشر الفصل على الواتباد بعد مرور ٤٨ ساعة
مواعيد النشر الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع وإذا تم الانتهاء من الفصل قبل كده هنشره على طول.
تفاعل يا جماعة وعايزه أشوف أرائكم
دُمتم بخير♥️♥️
أنت تقرأ
أسيرة مخاوفي
Romanceلطالما أمنتُ إنه لا توجد إمرأة فى هذا الكون تستحق ولو مقدارًا صغيرًا من الثقة والاحترام، فجميعهم خائنات، كاذبات، يزيفون مشاعرهم، يفعلون أي شيء للحصول على مبتغاهم، لذا أتخذت عهدًا على نفسي إنني لن أخضع لأيًا منهم، لتأتي أنتي أيتها الصغيرة وتظوني إنكي...