كانت تُعد الافطار مع والدتها ليُقاطعها صوت جرس الباب مُعلنًا عن زيارة أحدًا لهم، كادت "زينات" أن تذهب لفتح الباب لتوقفها "سيلا" مُردفة بعجل:
- خليكى أنتي يا ماما أنا هروح أفتح.
ذهبت "سيلا" كي تفتح الباب وبمجرد أن فعلت وجدته "حسين" شقيق والدها رحمه الله، لتبتسم له بسعادة وهتفت مُرحبة به باحترام:
- أهلا يا أنكل حسين أتفضل.
دلف "حسين" المنزل وتوجه إلى أقرب أريكة وجلس عليها، وررفع نظره إليها مُردفًا بابتسامة لابقة:
- أزيك يا سيلا..
بأدلته "سيلا" الابتسامة مُعقبة باحترام وتقدير:
- الحمدلله يا أنكل، لحظه واحدة أدي ماما خبر.
أومأ لها "حسين" بالموافقة لتتوجه "سيلا" نحو حجرة الطعام لكي تُخبر والدتها بوجوده مُردفة بهدوء:
- تعالي يا ماما أنكل حسين برا.
شعرت "زينات" بالدهشة مُردفةبتعجب:
- حسين!!
أجل تعجبت ولكنها خرجت لكي تُرحب بيه ولتعلم ما هو سبب مجيئه المفاجئ دون سابق علم أو مكالمة هاتفية حتى، مع العلم إنه لم يأتئ إليهم منذ فترة طويلة، جلست "زينات" برفقة "حسين" و"سيلا" مُردفة بترحيب:
- أزيك يا حسين وأزي هدى..
وضع "حسين" قدم فوق الأخرى وعاد بظهره إلى الخلف مُجيبًا بتطرسة:
- بخير يا زينات، أزيك أنتي وأزي الأولاد؟
رمقته بشك وريبة من أمره، ولكنها أجابته بهدوء:
- الحمدلله كلهم كويسين، خير يا حسين فى أيه!
أبتسم "حسين" ببرود مُعقبًا بتهكم:
- مش هضايفيني الاول يا زينات! دا أنا فى بيتك!
أبتسمت "زينات" بحرج مُعتذرة منه مُردفة بارتباك:
- معلش يا حسين أصلي اتفاجئت بيك وخوفت يكون فى حاجة
وجهت حديثها نحو ابنتها مُضيفة بتنبيه:
- قومي يا سيلا أعملي عصير بسرعة.
أومأت لها "سيلا" بالموافقة مُردفة بإذعان:
- حاضر يا ماما.
نهضت "سيلا" وتوجهت نحو المطبخ تحت أنظار "حسين" الذي ظل يتفحصها جيدًا ويُقنع نفسه إنه لن يظلمها فى هذا الأمر، فهى يبدو عليها أنها أصبحت كباقي الفتيات، ظل ينظر نحوها إلى أن أختفت من أمامه، بينما لاحظت "زينات" تفحصه لأبنتها لينتابها بعض القلق لتهتف باستفسار:
- خير يا حسين فى إيه!!
تنهد وهو يُحول نظره ناحية "زينات" مُصطنعًا إبتسامة ود مُعقبا بكلمات ذات مغذى قائلا:
- البنت كبرت يا زينات وبقت عروسة مشاء الله.
بأدلته الابتسامة ظننًا منها أن نيته خير وإنه جاء كي يبارك لإبنتها على نجاحها، لتردف بفخر:
- الحمدلله دي لسه هتقدم فى الملية ما شاء الله عليها كان نفسها تطلع دكتورة وأهو ربنا أستجابلها وجابت مجموع حلو أوي فى الثانوية العامة و...
قاطعها نهيها عما تقول مُردفا بشيء من الحدة:
- لا لا دكتورة إيه وهبل إيه! البنت ملهاش إلا بيتها، الشهادات والحاجات دي كلام فاضي.
زجرته بانفعال وقليل من الغضب مردفة بإنزعاج:
- لا يا حسين عمر الشهادات مكانت كلام فاضي، ده سلاح فى أيد البنت لو مال عليها الزمن.
ابتسم باستهزاء من حديثها مُعلقًا بسخرية:
- ده لو مال بقى، لكن لو متجوزة جوازة عدله مش هتحتاج العلام فى حاجة.
شعرت بالقلق من حديثه لتُصر على أن أبنتها لاتزال صغيرة وأن هذا ليس الوقت المناسب للحديث فى هذا الأمر مُضيفة باصرار وتأكيد:
- المهم إن البنت لسه صغيرة و...
قاطعها بانفعال وعصبية غير طبيعية مُصيحًا بحدة:
- صغيرة فين يا زينات! دي بقت عروسة أهي، دي اللي يشوفها يديها ٢٥ سنة مش ١٨ بس.
أزداد قلقها بسبب إنفعاله الغير مُبرر والغير طبيعي هذا وهتفت بإنفعال مُماثل ونفاذ صبر مُستفسرة:
- أنت عايز إيه دلوقتي يا حسين؟
أجابها بحدة وبنبرة غير قابلة لنقاش مُعقبًا بحزم:
- جايب للبنت عريس يا زينات وعايز أجوزها.
أتسعت عينها بصدمة مما تفوه به ورددت بعدم استعاب:
- عايز أيه!
زجرها بحدة مُصرا على حديثه مُردفًا بتأكيد:
- زي ما سمعتي، عايز أجوز سيلا.
قاطعهما صوت أكواب العصير المنكسرة التي سقطت من يدي "سيلا" على الأرض فور سماعها ما تفوه به عمها.
يتبع...
أتمنى الاقتباس يعجبكم وتقولا رائيكم فيه إيه؟
دُمتم بخير♥️♥️
أنت تقرأ
أسيرة مخاوفي
Storie d'amoreلطالما أمنتُ إنه لا توجد إمرأة فى هذا الكون تستحق ولو مقدارًا صغيرًا من الثقة والاحترام، فجميعهم خائنات، كاذبات، يزيفون مشاعرهم، يفعلون أي شيء للحصول على مبتغاهم، لذا أتخذت عهدًا على نفسي إنني لن أخضع لأيًا منهم، لتأتي أنتي أيتها الصغيرة وتظوني إنكي...