-الفصل الثاني-
❈-❈-❈
قاطعهما صوت أكواب العصير المنكسرة التي سقطت من يد "سيلا" على الأرض فور سماعها ما تفوه به عمها،
ليرمقها "حسين" وهو يبتسم بحماس مُرددًا بسعادة:- أهي العروسة جيت أهي يا ستي.
حولت "زينات" نظرها نحو أبنتها وصاحت بحدة:
- أدخلي أوضتك يا سيلا.
حاولت "سيلا" الاستفسار عما سمعته من "حسين" وعن أي زواج يتحدث، وعقبت بارتباك:
- بس يا ماما أ...!
قاطعتها والدتها بحدة مانعة إياها من التفوه بكلمة بنبرة غير قابلة لنقاش مُصيحة بانفعال:
- أسمعي الكلام.
أومأت "سيلا" بالموافقة على حديث والدتها وسريعا ما توجهت نحو غرفتها فى صمت دون التفوه بحرف وهي لاتزال فى صدمتها، بينما "زينات" حولت نظرها مرة أخرى نحو "حسين" ويبدو على وجهها ملامح الغضب والضيق وهتفت بحدة:
- أنت أتجننت يا حسين ولا كبرت وخرفت؟ عايز تجوز بنتي اللي عندها ١٨ سنة اللى لسه متعرفش يعني إيه راجل أساسا!!
عاد بظهره إلى الخلف على الأريكة مرة أخرى وكأنه يتحدث فى أمرًا عادي وأضاف ببرود:
- براحة على نفسك شويه يا زينات البنت وهتفهم كل حاجة ومسيرها هتتجوز، والجوازه اللي أنا جيبهالها دي جوازه متتعوضش يبقى نستنى إيه بقى! ما نفرح بيها ونخلص من همها عشان نشوف اللي بعدها..
صاحت به مرة أخرى بغضب وحنق زاجرة إياه بانفعال:
- وأنت مالك بهمها وهم اللي بعدها، كان حد عينك ولي أمرهم؟
أحتدت نبرته هو الأخر وشعر بالغضب من وقاحة حديثها معة وصاح بحدة وحزم:
- أنا عمها وفى مقام أبوها وليا الحق إني أختار اللي شايفه فى مصلحتها.
شعرت باحتقان الدماء فى عروقها، فهو يستغل كونه عم أبنائها ليتحكم فى مصيرهم ويدمر حياتهم، لتنهض من مقعدها بغضب وانفعال مُصيحة بانزعاج وحنق:
- أمشي أطلع برا يا حسين وإياك توريني وشك تاني أبدا.
ضحك "حسين" بصوته كله مُسهزاءًا بحديثها وعقب بغرور:
- الظاهر كده إن الجلاله أخدتك ومش واخده بالك إنك بتطرديني من بيتي؟ أنتي ناسيه يا مرات أخويا إن دي شقتي وإن أنا اللي سيبهالكوا بس عشان عضم التربة.
أنت تقرأ
أسيرة مخاوفي
Romanceلطالما أمنتُ إنه لا توجد إمرأة فى هذا الكون تستحق ولو مقدارًا صغيرًا من الثقة والاحترام، فجميعهم خائنات، كاذبات، يزيفون مشاعرهم، يفعلون أي شيء للحصول على مبتغاهم، لذا أتخذت عهدًا على نفسي إنني لن أخضع لأيًا منهم، لتأتي أنتي أيتها الصغيرة وتظوني إنكي...