-٤-

2.9K 147 30
                                    

-الفصل الرابع-

التصويت يا جماعة متنسوش

❈-❈-❈

جالسة بغرفتها بعد أن تأكدت من رحيلهم وهي كانت تطالع كل ما يحدث بالخارج، ما عدا رؤية وجهه هو، لقد رأت والدته ووالده، ولكنه كان يجلس ويواليها ظهره، لذا لم تتمكن من رؤئيته، حتى عندما نضا ليرحل، كانت رحلت بسرعة لكي لا يراها أحد.

ولكنها استمعت جيدًا إلى حديث والذي يُعطي بعض التلميحات على شخصيتهم، وبالخصوص والدته تلك التي لا تختلف شيئًا عن عمها، يبدو إنها مغرورة وتفتقر الزوق فى حديثها، ويبدو أن معاملتها لن تختلف عن حديثها.

ولكن والده يبدو عكسها تمامًا، يبدو شخصًا جيدًا ولبق فى الحديث وحنون بعض الشيء، ويختار كلماته بعناية كي لا يُزعج من حوله، ولكن كيف يجتمع رجل كهذه مع إمرأة كهذه تحت رباط عظيم كرباط الزواج؟

ترى كيف سيكون هو؟ فهو لم يتحدث سوا مرة واحدة فقط، عندما أعطى شيئًا ما لولدتها وأخبرها بأن كل شيئًا جاهز، وكانت كلماته وطريقته رسمية جدًا، كانه جاء لإتمام صفقة ما! هل هو شخصًا جادي إلى هذه الدرجة؟ ولكن ما الذي يجعل شخصًا مثله يتزوج بهذه الطريقة من فتاة لاتزال بالثامنة عشر من عمرها؟

أنقذها من ذوبعة أفكارها صوت طرقات والدتها على باب غرفتها قبل أن تفتحه بهدوء ودخلفت إلى الغرفة عندما وجدتها جالسة على الفراش، لتقترب منها هاتفة بهدوء:

- طبعًا سمعتي كل اللي أتقال.

أومأت لها "سيلا" بتأكيد على حديثها وهي تعتدل فى جلستها لتجلس والدتها بجانبها وأردفت بامتنان:

- أيوه يا ماما، شكرًا إنك ساعدتيني ومخلتنيش أخرج.

رمقتها والدتها بحزن على كل ما يحدث لها وعلى تضحيتها وهتفت مستفسرة:

- المره دي عدت وخمرجتلهمش، طب وبعد كده هتتهربي منهم أزاي؟

اجابتها "سيلا" محاولة إنقار حقيقة الأمر كي لا تحزن والدتها مُردفة بتوضيح:

- أنا مش بتهرب يا ماما، أنا بس مكنتش لسه مستعدة.

تنهدت "زينات" وأضافت باهتمام:

- طب ودلوقتي بعد ما سمعتي اللي أتقال؟

ابتسمت "سيلا" بيأس وأضافت بنبرة ساخرة تُغلفها قلة الحيلة:

- تفتكري رأيي هغير حاجة فى الموضوع، ولا هيخلي عمي يتراجع عن قراره؟

صاح والدتها منفعلة عندما ذكرتها ابنتها أن مصيرهم جميعًا بيد ذلك الحقير "حسين" وإنه يستغل حاجتهم لصالحة:

- بس أنا أقدر أغير كل حاجة، ويتحرق عمك على فلوسه على بيته وعلى كل حاجة.

نهتها "سيلا" عما تفكر فيه وذكرتها بأن أمرهم لا يتعلق بها وحدها، بل وبأشقائها أيضًا:

أسيرة مخاوفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن