الحب اعمى

76 3 5
                                    

كانت اقوى بكثير مما ظنت... او ان ما حدث معها سبب لها صدمة جعلتها فاقدة لأي احساس يُذكر او لعل سبب فقدانها لاخر شيء تتمسك به بقوة متشبثة به حينما خسرته... لم يعد لديها شيء لتبكي عليه او تتحسر
لربما في قلبها وجع يضاهي كل التعبير و الوصف الذي يمكن لنفسها ان تشرح... لربما فقذت القدرة على الشرح... او لربما علبها حقا ان تفرغ لنفسها و الا ستنفجر حتما
كل ما كانت تعلمه في هذه اللحظات التي ستذكرها جيدا في ذاكرتها بأتعس لحظات حياتها انها فاقذة لكل المشاعر... فاقدة لكل احساس قد يداهم قلبها
حتى انها لا تشعر بالالم... فقط فراغ ... فراغ من كل شيء و هذا اكثر ما يخيفها و يصيبها بالرعب الحقيقي
نظرت لنفسها في حوض الاستحمام مغمورة بالمياه تنتظر كالكلبة ان يعود اليها لتستمر بتنفيذ ما يمليه عليها
ابتسمت ابتسامة ساخرة و افكار تراودها .... هل يظن نفسه حقا بحلم يحققه؟؟ الضحية تقع بحب جلادها؟؟ هه ... حقا؟؟؟ في اي عصر هو يعيش... اي مسخٍ هو؟ كيف احبها اساسا و من اين استأجر قلبا ليفعل؟؟ و يا ترى كم مدة عقد ذلك القلب... هل سيطول ام انه اشتراه حقا
لكن صدقا هي تفكر.... كيف يفكر للحظة فقط رغم قواه العقلية الجيدة... و رغم حدة ذكائه و رغم فطنته.... انه من الممكن ان تغفر له او تغفر له افعاله اللعينة المقرفة؟!! كيف يظن لوهلة ان امرأة مثلها عاشت تجربة ما عاشوه عشرات من الفتيات غيرها من بيع و شراء كأنهن سلعات رخيصة
ان ترضى بما يفعل و تقع ايضا بحبه؟؟؟ كيف ترضى لغيرها من الفتيات ما لا ترضاه لعدوتها كيف؟؟؟ كيف يفكر حقا ان بعد كل ما فعله من ظلم بحقها انها ستغفر له و كأن شيئا لم يحصل.... هل المشاعر تغلب كل هذا حقا؟؟؟ تفاهة.... انه لهراء دون شك... و ان كان ذلك... فستدعس و تدهس قلبها مرارا و تكرار و ان اقتضى الامر فستمزقه ايضا لكي لا تفكر لوهلة او للحظة بشيء حقير كهذا... هي في تلك اللحظة التي سلمت نفسها له و ضحت بكل ذاتها و جسدها و روحها لم يكن الا بسبيل شيء واحد
الثقة التامة ... ثقة تامة يمحنها لها... لتريه بعد ذلك من هي كارما و ماذا ستفعل به كارما.... لم تكن قوية بما يكفي كما هي اليوم و غدا و بعد ١٠٠ عام.... لقد امدها بقوة تجعلها تهزمه دون ان يرف لها جفن
ماذا سيكون اقوى من امرأة فقدت نفسها واستنزفت ف استئذبت؟؟
ستريه عقابا لكل عمل حقير قد قام بفعله ... ستجعله ينال جزاء لكل جرم اقترفه بحق الجميع و بحق النساء خصوصا... ستعلمه تماما كيف يفكر ١٠٠ مرة قبل ان يمس امرأة بسوء... ستمرق قلب الشيطان تماما حينما تحرقع بنيران قلبها التي تتأجج سما الان بسببه.. ستجعله يندم الف مرة قبل ان يثق بامرأة و لن يكون لديه فرصة ليفعل لانها ستحرص على جعله يتعفن في السجون.... لقد اخد كل ما شاء منها و من غيرها حتى اللحظة اما الان فقد بدأ عهدها بلا شك.... القوة ... الثقة و الحب... امتلكت كل شيء سعت اليه منذ دلوفها هذه القذارة و تحملت الكثير... تحملت فوق طاقتها و اكثر مما استطاعت و اخلفت بوعدها لحبيبها في سبيل تحرير الفتيات من براثين ظلمه و عتمته.... و من اجل ان تزجهم في اقذر السجون
خرجت من افكارها حينما فُتح الباب لتراه كما عهدته بشكل دائم
شيء ما فقط يجعلها تكره نفسها رغم كل ما حدث
الا و هو خوفها المستمر منه... ما تزال تخاف ان تنظر في عينيه او تدقق في معالم وجهه
لربما خشية ان يكشفها من عينيها فتتدمر. و لوبما عينيه احد من ان تستطيع النظر اليهم دون ان تشيح نظرها سريعا
اقترب منها ببطء ليدلف الحوض معها ببطء
اغلق الانوار لتنظر اليه بدهشة و هو يُشعل الشموع حول الحوض
تسارعت نبضات قلبها ببعض القلق حينما كان هو جالسٌ خلفها و ظهرها يلاصق صدره
حاوط خصرها ببطء لتتسارع انفاسها بينما حط برأسه على كتفها يقبله ببطء
ارتعش جسدها رغم دفئ الماء و هو يسمع نبضات قلبها المتسارعة
قبل شحمة اذنها لتأنى بصمت
آبتسم بجانبية ليردف : هل يعجبك؟؟
صمتت و لم تجبه بل ابتلعت ريقها فحسب بينما استمر هو بتقبيلها
همست بصعوبة : اننا نجذب انتباه الجميع الينا الم تدرك ذلك
همس في اذنها : اللعنة عليهم جميعا.... من قد يفكر حين تكونين حاضرة
بللت شفتيها بصعوبة و اخذ هو يقبل عنقها بعمق بينما هي فقط استمرت بالصمت و هي تنزف بداخلها.....




منطقة الدجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن