007

202 11 1
                                    

#7شوكولا ساخنة
____________________

وجهة نظر تايهيونق ؛

كنت أراقب رقاقات الثلج المتساقطة، برأس متدلي وعيون شبه مغمضة ، أصارع نفسي كي أبقى مستيقظًا، فلم أرغب في أن أنام الليلة

جونغكوك كان يقف أمام إحدى لوحاته النظيفة ، إحدى فرش الرسم كان يثبتها بين شفتيه الجميلتين، بينما يداه راحت بسرعة تخلق ألوانا مختلفة، بعد مزج اللون الأبيض مع العديد من الألوان الأخرى

البطانية البيضاء الناعمة كانت تلتف حول جسدي الذي يتوسط الأرض، بظهري الذي أسنده على حافة سرير جونغكوك،

"منذ متى وأنت ترسم؟"
أسأل، فقد أردت أن أبقى مستيقظًا قدر ما باستطاعتي.
هو تفاجأ عندما سمعني أتحدث، فنظر للأسفل للحظة قبل أن يجيب
"سبعة عشر عامًا"
أومأت برأسي، ونظرت إلى السماء السوداء،
"هل أنت نائم؟"
سألني بعد مدة كونه لاحظ عيني الشبه مغلقة ، فقد كان مشغولا برسم كل التفاصيل ،ولم أستطع إلا أن أومئ بخمول

"سأصنع الشوكولاتة الساخنة."
ابتسم بخفة بعد أن وضع الفرشاة ذات اللون الأزرق الداكن على حافة النافذة
"..هل ترغب بشيء إضافي في خاصتك؟"

"ماذا يعني ذلك؟"
بتعابير متعبة حدقت للأعلى ناحية جونغكوك الذي قلب عينيه
"هل تريد الكحول في الشوكولاتة الساخنة؟"
"أرجوك "
ربما كان مدمنًا على الكحوليات، أو ربما كان مجرد رجل يستمتع بطعم المشروبات الكحولية، ولم يكن من الغريب العثور على رجل مثله في كوريا الجنوبية

عاد جونغكوك بعد لحظات، وهو يحمل كوبين في يده وزجاجة صغيرة موضوعة تحت ذراعه.

أعطاني ببطء الكوب الأزرق الداكن، ووضع الزجاجة على الأرض بجواري، قبل أن يجلس بحذر، خائفًا من أن يسكب الشوكولاتة الساخنة
نظرت إلى الزجاجة، وقرأت الملصق وأدركت أنها نوع من المشروبات الكحولية

بغطاء الزجاجة ذهبي اللون كان جونغكوك يسكب في كوبه سائلًا شفافًا ، ولم يضع الكثير كما توقعت ، إنها فقط ثلاث جرعات

"هل أنت متأكد من أنك لا تريد البعض؟ أنا فقط أفعل هذا لأبقى مستيقظًا لأطول مدة ، إنه كوضع مشروب الطاقة، لكن مذاقه أفضل بكثير"

عضضت على شفتي، ونظرت إلى الزجاجة الصغيرة التي على شكل دورق في يده ، ثم إلى وجهه الهادئ والجذاب، لم يسعني إلا أن أومئ لأجله ،تناول الكوب من يدي النحيلة، وأضاف كمية قليلة من الكحول

"لما لا تشرب القهوة فقط؟"
سألته بهدوء بمجرد أن أعاد الكوب لي

كنا نجلس جنبًا إلى جنب، وكنت أسند رأسي على كتفه بينما أحدق إلى الخارج، فجأة انطفأت كل الأضواء وتركنا في ظلام دامس ، فسمعت جونغكوك يتنهد بصوت عالٍ

"لقد انقطعت الكهرباء"
يتمتم وهو يأخذ رشفة من كوبه ، فتبعته وأخذت رشفة من خاصتي ، وكم كنت ممتنًا للظلام الذي استطاع أن يخفي وجهي المتجهم، فلم أرغب في أن أجعل جونغكوك يعلم أن هذا قد أثر علي أيضا

"أعرف،"
أطلقت حنجرتي ضحكة ناعمة.

"هل تريد مني أن أتحرك وأرفع القاطع؟"
"..ليس بالضرورة،"
"هل تريد مني أن أبتعد ؟"
"..كما تريد،"
"لا اعتقد هذا "
الأضواء التي كانت تدخل من النافذة ، أظهرت ابتسامة جونغكوك
ورغم أنها كانت إضاءة خافتة،لكنني لم أمانع، إنما رحت أنظر إليه عن كثب وأرسم كل ملامحه.

"ماذا تقصد؟"
همست بعد مدة، وجوهنا كانت قريبة بشكل خطير ، قريبة جدًا لدرجة أنني شعرت بأنفاس جونغكوك تلفح خدي
رائحتها كانت عبارة عن خليط من الدخان والكحول والشوكولاتة الساخنة، خليط غريب إلا أنه أعجبني ،هذا عندما أدرت رأسي بعيدًا، وأخذت رشفات سريعة من الشوكولاتة الساخنة
"تمهل"
حذرني بحزم، بعد أن انتزع الكوب من يدي ووضعه بعيدا
"لا مزيد من الكحول لك"
تابع جونغكوك وهو يهز رأسه
"آسف...ولكن لماذا لا تشرب القهوة لتبقى مستيقظًا؟"
خرجت حازوقة ناعمة من فمي، مما تسبب في اضحاكه

" ... هذا لأنه من الممكن أن أدمن على الكافيين."

"يمكنك أن تدمن على تلك الأشياء أيضا "
قلت وأنا أشير إلى الزجاجة التي قام بوضعها على الأرض.

"ذكي،"
ابتسم، وترك رأسه يستند على المرتبة
لم أعرف بعدها ماذا حدث لي ،فقد انجرفت بعيدًا ،شعور دافئ ورطب كان ينتشرعلى طول شحمة أذني وأنفاس جونغكوك الساخنه كانت تضرب كامل رقبتي
"جونغكوك،"
ضحكت، ومن الواضح أنني كنت ثملا، ولكن مجرد فكرة أن شخصًا مذهلًا كجيون جونغكوك كان يرغب في أن يفعل أمورًا كتلك لي، كانت ترسل لي قشعريرة تسري على كامل عمودي الفقري

"هممم،"
همهم، وهو يضحك بخفة على جسدي الذي بدأ يتشنج تحت لمساته الدافئة ، أنين ناعم خرج مني، بعد أن شعرت بلسانه يغوص داخل رقبتي فحركت يدي لتقريبه أكثر، أردت أن أشعر بشفتيه في كل جزء من جسدي ،كل ما به جعلني أشعر بذلك، تمايل وركيه العريضين ولعقات لسانه،

لكن الكهرباء كانت لها خطط أخرى،حيث أنها عادت إلى العمل ، وصدح صوت صاخب من الأعلى، مما تسبب في قفز أجسامنا القريبة عن بعضها
جونغكوك تنهد بصوت عالٍ، وبدا غاضبًا إلى حد ما،
"هذا هو نظام الإنذار ... سأذهب لأطفئه."

البرد سيطر على جسدي الهادئ، على الرغم من أن جونغكوك كان قد ألقى البطانية فوقي ، سمعت صوت خطواته الثقيلة وهي تصعد السلم المعدني، وعندها قررت أنه إلى هنا يكفي ، نظرت إلى يدي اليسرى العارية قبل أن أتدحرج إلى الجانب. لم يكن الاستلقاء على الأرض هو الحل المثالي، ولكن النوم المزيف كان الخيار الأفضل، فأنا لم أرغب حقًا في التعامل مع أي مما حدث .

كانت هنالك بركة من الذنب تطفو في معدتي، كوني لم أحاول إيقافه ، كنت ثملًا أجل، إلا انني كنت لا أزال قادرًا على التفوه بكلمة لا، عرفت حينها أنني كنت سأسمح لذلك الرجل الأثيري في أن ينجرف بعيدا ، بعيدا جدا لولا ذلك الإنذار،

ولهذا السبب تجمد جسدي بالكامل، الرجل الذي التقيت به للتو جعلني أصبح لا شيء تمامًا أمام رغبته ، وهو أمر لم يستطع حبيبي أن يفعله مهما حاول، ورغم كل هذه السنوات التي بقينا فيها معا
.......

حِمَم بُركانيَّة ||vk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن