008

196 10 2
                                    

#8الكتابة على النوافذ
_______________________

وجهة نظر تايهيونق ؛

الملاءات كانت متناثرة من حولي بشكل غير اعتيادي ،ساقي العارية أحبت ملمس الغطاء الناعم الذي كان يلتف حول صدري العاري أيضًا
لم يكن بوسع الابتسامة سوى أن تتشكل على وجهي بعد أن شعرت بجسده جواري، أخيرًا بعد أن رحل، عاد وأصبح لي مرة أخرى.

لكن هذا الشخص بدا أضخم بشكل ملحوظ
"جو-جونغكوك؟"
عيناه بدأت تفتحان ببطء، ووجهه كان محمرا بسبب النوم،
هو تمدد على ظهرة ،فظهر صدره العاري أيضًا، الأمر الذي جعل من قلبي ينبض بسرعة في خوف غير قابل للتفسير، ويبدو أن جونغكوك قد لاحظ ذلك فتنهد بينما يجلس

"لم نفعل-لم نفعل-"

"لا، لم نفعل أي شيء... لقد نمت على الأرض، لذا وضعتك في سريري."
ذهب إلى حافة السرير ، وركبته أصدرت صوت طقطة عندما وقف
كان جسد جونغكوك رياضيا وعضلاته كانت واضحة ، أوراكه كانت سميكة قليلاً ، مما منحه شكلاً قد يجده حتى الرجال المستقيمين مثيرًا،
انتهى لباسه الداخلي القصير عند أعلى فخذيه، مما سمح لجلده الابيض أن يغدو مكشوفا ، عيني قررت هنا أنني لا أملك الحق في النظر إليه ،  إنما من يملك كامل الحق في ذلك كان شخصا آخر، شخص يمكنه منحه المتعة  ، شخص سيكون أفضل مني بلا شك، يدخن معه يتعاطى المخدرات معه ،يشرب معه في وقت متأخر من الليل على الشرفة.

هو اتجه نحو المنضدة التي بجانبي، وأمسك بعلبة السجائر المفتوحة ليخرج واحدة ثم سار مبتعدا إلى الشرفة المذكورة.
تلقائيا وجدت نفسي أقف وأسرع للمشي خلفه، أرتجف جسدي قليلاً عندما لامست قدمي العارية الأسمنت البارد.

جونغكوك نظر وراءه ، فرآني أقف بسكون ،أعطتني شفتيه التي تتوسطها سيجارة ابتسامة  قبل أن يمشي نحوي، هو لف تلك البطانية  التي لم انتبه انني قد اسقطتها عندما لحقته حولي ،وأعطاني خفا منزلي كان يتواجد قرب السرير 

"شكرًا"
، أخذت الخف من يديه وارتديته بسرعة،كان خاصتي باللون الأزرق الداكن بينما خاصته كان أسودا كالمعتاد

وأخيرًا هو قرر إشعال تلك السيجارة في فمه،راقبت ذلك عن كثب ، إحدى يديه كانت تمسك اللفافة، بينما الأخرى تحمل الولاعة ،بدا الأمر سهلاً، فبثواني اشتعلت

أنفاسي بالفعل كانت تبدو كالدخان، لكن رغم ذلك لم تكن تبدو رائعة كدخان جونغكوك الرمادي، فجأة هو أخرج السيجارة من فمه ومدها نحوي،كان يسألني بصمت عما إذا كنت أرغب في تجربتها، أردت حقًا أن أقول نعم، ولهذا مددت يدي وأخذتها من بين إصبعيه.
لاحظت نظرته الفضولية نحوي، لم يكن هنالك أدنى شك في أنه قد تفاجأ، فهو لم يتوقع مني حقًا أن أقول نعم،
  كل أفكاري كانت متمركزة حول وسيلة الموت البطيء هذه، فأنا لم أقرر ما إذا كان يجب أن أفعل ذلك أم لا

عندما اوشكت على وضعها بين شفتي، تراجعت في اللحظة الأخيرة وأعدت السيجارة إلى جونغكوك، الذي ابتسم لي قائلاً"لم أردك أن تفعل ذلك في كل الأحوال ."

"لما لا؟،"
لففت البطانية حولي بشكل أقوى كي أمنع البرد من الوصول إلى جسدي

"لأن"
جونغكوك هز رأسه، وقرر أنه لن يدخن هذا الصباح ثم أطفأ ما بيده عن طريق دفع طرفه بقوة على جدار الشرفة ورماه داخل منفضة السجائر، وقبل أي سابق إنذار وجدته يمسك بأحد جانبي البطانية الخاصه بي ويلفه حوله ،كان من الجميل أن أشعر بدفء جسده ضد جسدي ،كنا مثل طيور البطريق، نتدافع من أجل الدفء.

"يمكننا العودة إلى الداخل حيث يكون الجو دافئًا."
ضحكت بخفة وأنا أنظر إليه
نظر إليّ بابتسامة خفيفة
"المكان جميل جدًا هنا."
"يمكنك أن ترسمه."
  كل شيء أصبح هادئًا بعد ذلك، هادئًا وهادئًا جدا. كلانا أصبح بخار الماء يخرج من فمه بدلا من الدخان، لكن رغم ذلك كان جونغكوك لا يزال يبدو أروعا، ربما لم تكن الرائحة أو السجائر هي السبب  بل طريقة جونغكوك العامة في التصرف .
لقد كان رجلاً مذهلا يلفت الأنظار،
لكن ليس حينها ، فحينها، كان ينظر إلى الطبيعية البيضاء الباردة، ويحاول أن يخرج كلمات ليقولها لكنها ببساطة لم تكن موجودة.

"لا،" يقول، " لست بحاجة إلى رسم أي شيء الآن."
هذه الكلمات كانت تحمل درجات عديدة من الألوان ، ومن الطبقات ومن المعاني المختلفة التي تكمن وراءها
بدا الأمر وكأنه كلام شاعري، لقد كان يحاول يائسًا أن يغطي نبرة الحزن في صوته

هو أمسك بحافة البطانية، ونزعها عنه ثم استدار عائدا للداخل ، بلباسه الداخلي القصير فقط وخفه المنزلي الا سود ،وقفت هناك لثانية أطول، وأدركت تمامًا أن جونغكوك كان ينظر إلي من خلف الزجاج، يحدق في ظهري المغطى ببطانيته البيضاء

استدرت ، ليقابلني وجهه الأبيض ، ومن دون تفكير، رفعت يدي بإصبعي الممدود، كي أكتب على النافذة المغطاة بطبقة من الجليد والذي ذاب على الفور تحت ظفري القصير ،سؤالا!

جونغكوك أطلق ضحكة مكتومة عالية، فأدركت حينها أن ما كتبته كان عكسيًا بالنسبة له ،اللون الاحمر تسرب إلى خداي حتى أنهروصل إلى أذناي.

وبدلاً من أن أبقى واقفا بغباء هكذا ، تحول إصبعي الممتد إلى قبضة، رحت أطرق بها على الزجاج فرفع حاجبيه بتساؤل

"هل تريد شرب القهوة معي؟" 
قلت بصوت عالٍ حتى يسمعني،فابتسم  قليلاً قبل أن يرفع إصبعه للأعلى، مستخدمًا الضباب على الجانب الآخر كي يكتب

"معن."

محاولته لكتابتها بشكل صحيح لم تنجح تمامًا، لكنني لم أمانع ذلك حقًا ، بعد عدة دقائق سحبت نفسي وعدت إلى الداخل مرتعشا من الدفء السريع  الذي لامس بشرتي المتجمدة ، لكن على الأقل، أبقى ذلك الخف الأزرق الداكن قدمي دافئة.

............

حِمَم بُركانيَّة ||vk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن