009

136 7 4
                                    


#9عرض ضوئي لنفسي
_________________________

وجهة نظر تايهيونق ؛

كنت أنا وجونغكوك نجلس على طاولة المقهى الصغيرة لشخصين، أصواتنا كانت ناعمة وهادئة. كنا نحاول جاهدين التعرف على بعضنا البعض أكثر،

"اذا ،ما هي وظيفتك؟"
أخذت رشفة صغيرة من قهوة القرفة الساخنه مع العسل، وأنا أهز أكتافي دون أن أملك أية إجابة ،فلم تكن هنالك أي وظيفة تثقل كاهلي

"أنا لا أملك وظيفة"
جونغكوك عقد حاجبيه وحرك رأسه بخفة

"كيف تعيش دون  أن تكسب أية أموال؟"
لقد أردت أن أقول الحقيقة وراء سبب عدم عملي، أن حبيبي هو من  كان يدفع ثمن كل ما أحتاجه، حتى أنه دفع ثمن فنجان القهوة الذي بين يدي.

"والداي يدفعان ثمن أغراضي."
قلت بصوت هادئ ، جونغكوك لم يستطع سوى أن يضحك، مما تسبب في سقوط خصل شعره السوداء الناعمة على عيناه ،
سجلت عندها ملاحظة جديدة داخل عقلي أن صوت ضحكة جونغكوك كان يُبعثرني ويُحدث ضجة قوية داخل جميع أنظمة جسمي،
تنهدت من قوة الشعور ورحت أطالع كوب القهوة مرة اخرى

"هل كل شيء على ما يرام؟"
جونغكوك سأل وهو يراقب ملامحي عن كثب
"أنا آسف إن كنت قد أزعجتك ."
"أنت لم تفعل شيء،"
أجبته على الفور، وسرعان ما غادرت نظرة القلق عينيه الساحرتين
" ما الذي جعلك تدخن؟ أعني... أنك تفعل ذلك كثيرًا."

"إلى جانب أنه مجرد إدمان،"
هو بدأ بحزن بعد أن انحنى إلى الأمام كي يحصل على وضعية أكثر راحة في الجلوس ، رائحة الدخان والمسك والقهوة السوداء كانت تملأ حواسي، منذ أن وجهه كان قد أصبح قريبا من خاصتي

"بدأت في فعل ذلك بعد أن حدثت معي بعض الأمور، وأعتقد أنه مجرد نوع من أنواع التغلب على القلق"
عيونه كانت تُظهر الكثير من المشاعر، والتي عادة ما تكون مخفية خلف نظراته الفارغة ، الأمر الذي أحزنني ،ولُمت نفسي كثيرا لطرحي هذا السؤال .

عند هذه النقطة بالتحديد، رسمت حينها الخط الذي يفصل ما بين ما يتوجب علي قوله وما لم يتوجب علي قوله، فأنا أردت أن أبقي جونغكوك داخل درع يحميه من كل سوء.

كل منا شرب ما تبقى من قهوته بسلام بينما يراقب الثلج الذي بدأ بالتساقط ،لم يكن هنالك أي حرج بيننا رغم أن الفترة التي عرفنا بها بعضنا قصيرة ، لكن الأمر بدا كما وكأننا نعرف بعضنا منذ الأبد، وكأن أرواحنا قد تقاطعت العديد من المرات قبل هذه الحياة .

—————————

"بإمكاني أن أوصلك إلى المنزل؟."
جونغكوك التفت نحوي وأعطاني نظرة فارغة ،هذه النظرة كانت تصبح أمرًا طبيعيًا بالنسبة إلي ، فقد تكيفت مع كل ما يخصه ، بدءًا من عيونه البنية الداكنه الحزينة إلى شفتيه الناعمة التي تشابكت مع الكثيرين

حِمَم بُركانيَّة ||vk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن