رغم كلمات والدتي الدافئه الأ ان أنعدام الراحة والقلق لازال يلازمني، لا أعلم ما ستؤول أليه الأمور، او ماهو رأي والدي بالأمر، تركتني والدتي وغادرت للسيدة أليندا بعد أن قطعتُ عليهن جولتهن، فجبت الغرفة ذهاباً وأياباً أبحث عن حل، لعلي أجد مخرجاً.
مررت يدي داخل شعري للمرة الألف لليوم، لكن دون جدوى، أحتاج إلى هواءً نقي وعزله لعلي أهدء وأعود إلى صوابي، خرجت من تلك الغرفة إلى الحديقه وسرتُ بخطواتً مسرعة مبتعده عن القصر وسكانه، لا أود رؤية أحدهم وانا في هذه الحاله.
وعندما وصلت إلى شجرة السدر(٩) الكبيرة جلستُ أسفلها أستظل بظلها، أسرح بما أره أمامي من خضرةً ومساحات شاسعة تمتد على مرئى بصري،جمالها يبهج النفس حتى وأن كانت ضائقة.
لم تكن فكرة الزواج ضمن مخططاتِ، أعلم اني أبلغ الأحدى وعشرون عاماً، لكن أردت دوما زواجاً مبني على الحب من شخصاً تستهويه ذاتي، يفهمني ويرى مافي داخلي ويشاركني أحلامي.
ليس زواجاً بالأجبار، قائماً على مصالح الكبار، ثم من مَن شخص مستفز ومغرور يرى نفسه فوق الجميع، حينها سأفضل البقاء عانس على الزواج من رجل لا يكنُ لي ذرة مشاعر، يراني غرضاً تجاري فقط.
كل ما يجب فعله الأن هو أقناع والدي، لا بد لي من تغيير رأيه، فالقرار الأخير يمكن عنده.
بعد أن بدأت الشمس بالغروب، كنت قد أخذت قراري، سأتحدثُ أليه الليلة، لا مجال لتراجع، أحتاج لأقناعه بالعدول عن قراره، ولكن لازال رده يبث فيني الخوف، ماذا ان رفض الأستماع لي؟ فأن كان هنالك شيء أعلمه عن أبي فهو عناده، الذي ورثتهُ عنه، كما لا يغير قراراته ما أن يتخذها، ألى جانب مزاجه الحاد، ألا أنه لم يرفض لي طلب يوماً وهذا ما أتمناه، اللهي الكريم لتقف إلى جانبي.
سرت عائده للمنزل بعد أن بدأت السماء تظلم، ولكن لم أعد كما غادرت، أشعر الأن بالهدوء والسكينه، فالطبيعة أحياناً كفيله بتعديل مزاجك.
رأيت جون يقف عند مدخل حديقة القصر الجانبيه، هتف حالما رأني من بعيد:
-أنستازيا......
هرول مسرعاً نحوي وتوقف أمامي، تحدث بأنفاساً منقطعة:
-أين..... كنتِ يا فتاة؟
-أتجول.
-كل هذا الوقت؟
-أجل، ما الأمر؟وضع يدهُ على خاصرته وهمس من بين أنفاسه،
-أذاً كان قلقي بلا داع.
-ماذا هنالك جون؟سألته مستغربه تصرفاته، فأبعد عيناه عن نظري وتمتم بلا شيء، شاهدته بريبة لترتبك ملامحه، ماذا الأن؟.... مالذي يخفيه هذا الفتى؟
أنا أعرف جون حق المعرفة، وتصرفه كان غريباً ، فلقد أعتاد دوماً على عزلتي، لم يسألني يوماً اين كنت او أين ذهبت، لطالما علم بحبي للأختلاء بنفسي وقضاء الوقت بمفردي، أذاً مالذي تغير الأن؟
-جون..... هل هناك ما تخفيه عني؟
سألتهُ بشك، فصمت ولوهله بدا متردداً، وهذا على غير عادته، أجاب بعد مدة لا بأس بها:
-الأمر فحسب.... كيف أقولها ..... لا.... لا شيء لا تشغلي بالك.
كان ترددهُ واضح ولأول مره أراه هكذا مرتبك، أراد أن يقول شيءً ما لكنه تراجع عن قوله في النهاية، شعرت بالقلق مالذي يحاول أخي ان يخبرني ؟
أنت تقرأ
عندمآ ألتقيتُك
Romanceعندما ألتقيتُك كان عند رفً الكتب... لتصبح انت وهن وأحد... مكان يجمع أشيائي المفضلة.. أنستازيا ستكوهلم فتاة تبلغ من العمر الأحدى وعشرون عاماً عاشقة للكتب والعزلة.. يجبرها والدها على الزواج من الكساندر أفرنارد الشاب الغامض ألذي ألتقتهُ تواً. كيف ستتع...