أشهب

141 14 5
                                    


ينادون عنتر والرماح كأنها
اشطان بئر في لبان الأدهم
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلة بما لم تعلمي (١٤)
                         **************

مر على رحيل عائلتي عشرة أيام تقريباً، وصلتني خلالهن رسالتين منهم، الأول كانت لا أطمئنان على حالي والأخرى اليطمئنوني على حالهم.

وفي هذه الفتره، تدارك والداي خسارته،كما بدأ العمل بجد لتعويض ما فقده ولعودة الأمور لنصابها الصحيح، ورغم الخسارة الا أن الوضع أفضل الأن، الشكر يعود للسيد جوناثان، كان له دور فعال، فبتوصيته أستطاع والداي حل جزء كبيراً من المشكلة.

خلال هذا الوقت وجدت نفسي أتأقلم وأنمدج مع عائلة السيد أفرنارد، بنت أشاركهم أوقات الفراغ والوجبات، نتحدث ونتسامر كعائلة، فقد أحتوني بأهتمام، وعاملوني كفرد منهم، فلم أشعر معهم ألا بالراحه ولطف مشاعرهم الصادقه.

كما تحسنت علاقتي بهم بشكل ملحوظ، فأحياناً نتبادل أطراف الحديث ونناقش بعض القضايا لا سيما ان كان الأمر متعلق بموضوع يستهويني، وما علمته خلال فترة مكوثي بينهم، أن لك فرد منهم هواياته، يقدسون العائلة ويحبون ملئ أوقات فراغهم،

حتى الكساندر الذي وصفته بالغرور والتعجرف، تغيرت نظرتي لهُ فلم أرى في حياتي شاباً طموح مثله، شغوفا بعمله ومثقف جداً، يهواى المطالعه وكما وجودت ان لنا الكثير من الأفكار المتشابهة.

في أثناء ذالك، كنت أقضي أغلب وقتي داخل المكتبة، وحين أحتاج لبعض الشمس أتنزه في الخارج، كما علمني السيد جوناثان طريقة زراعة بعض النباتات، فقمت بزراعة بعض زهور الخزامى(١٥)، ووجدت الأمر ممتع، فرأيتها تنمو جعلني متحمسه لرؤية أزهارها تفتح.

أما السيدة أليندا فقد أصرت على تعليمي التطريز، ورغم كرهي لهُ، ألا أنني وجدت مشاركتها بين الحين والأخر أمر جميل لا ملل يتخلله،

وفي الأمس، وأثناء جولسنا حول مائدة العشاء أقترح السيد جوناثان الذهاب لمشاهدة الخيل، وعندما علم بعدم قدرتي على ركوبها أصر على تعليمي، فنالت الفكرة أعجاب وتأيد السيدة أليندا، ورغم كونهم أصحاب المقترح ألا أنهم أجبرو ألكساندر على مساعدتي، ولم يتركو له المجال للرفض او الهرب.

لهذا خرجنا هذا الصباح قاصدين الأسطبل، بعد أن تناولنا فطورنا، وقد سبقنا ألكساندر لتحضير الخيل لحين قدومنا، كانا نسير جنبا إلى جنب وتتأبط السيده أليندا يدي وفي اليد ألأخرى تحمل سلة مليئة بالتفاح لتطعمها للخيول، قالت أثناء سيرنا؛
-هل تشعرين بالتوتر أنيسي؟

لقد بدأ بمناداتي هكذا بعد رحيل عائلتي، كما أجبروني على مناداتهم بالعم والخالة، كسرً للرسميات بيننا، فوجدت الأمر أقل تحفظ من السابق.

-كلا يا خالتي، ألم تقولي أن الكساندر أفضل فارس في البلاد أجمع.
-لست انا من أقول عزيزتي، البلد بأكمله يعلم من هو الفارس الأمهر بينهم،

عندمآ ألتقيتُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن