موعد في المكتبة

139 14 5
                                    

في الصباح اليوم التالي تلقيتُ خبر جيد أعاد لي نشاطي،

حين وصلتني رسالة من والدي يعتذر فيها عن تركي بمفردي طيلة الفترة المنصرمة، فالحقيقة هو لم يرسل لي أي خطاب منذ مغادرته،كان أخر حديثاً لنا في تلك الليلة ومنذ ذالك الوقت كان كل ما أتلقاه من أخبارهم اما من خلال والدتي أو جون، لهذا لكم ان تتخيلو كمية السعادة التي شعرت بها وانا أقرأ كلماته...

ابنتي العزيزة أنستازيا،
اعتذر على جعلك تشاركينا محنتنا في مكان آخر وليس بيننا، اخبرتني والدتك عن أحاولك، واعدك بالقدوم ولأعيدك ألينا في مطلع الأسبوع القادم، اسف لأنشغالي عنكِ، كوني بخير يابنتي لحين قدومي، أسبوع واحد وستكونين بيننا مجدداً.

على الرغم من قلة كلماته وصغر حجم رسالته ألا أنها أثارت فيني الحنين، لم أشعر بنفسي وانأ أذرف الدموع حزناً وشوقاً لهم، فقد أشتقت ان أكون بينهم، أن أراهم وأشعر بهم حولي، فنعمة العائلة لا تعوض ولا تقدر بثمن، ولم أكن لأظن يوماً أن فراقهم سيجعلني هكذا، وحيده حتى وأن كان الناس حولي، لم تبقى للعودة سوى أسبوعاً أخر وأعود الى حياتي السابقة في دفئ أحضانهم.

خرجت من غرفتي وتوجهت للحديقة أرغب بسقي نبات الخزامى التي زرعتها منذ عدة أيام ، فهنالك شعور من النشاط والحيوية يدب داخلي، سعيده وفي الوقت ذاته هناك بعض الحزن يتربع داخلي، حين أدركت أن أيامي هنا باتت معدودة.

حملت الأبريق لرش الزهور بالماء، حينها لاحظت إن ما قمت بزراعته مع السيد جوناثان قد نمي بشكل ملحوظ، فجلست أشاهده بسعاده، سأسف لتركك بمفردك حالما ما أعود، فلم أكن لأظن ان تجربة الزراعة الأولى لي ستكون ناجحة. ياترى هل سأراها تزهر قبل رحيلي؟

-لا أعلم أيهما الأجمل انت أم الزهور خلفكِ.

أجفلت لسماع صوته فنهظت مسرعه، أنفض ما علق بملابسي من تراب أثناء جلوسي، وأعتدل في وقفتي، فتوقف هو على مقربة مني، ولم يعد يفصل بيننا سوى مسافة قصيره، ألقى بنظره متفحصه نحو الزهور خلفي ثم عاد ببصره نحوي، أدرف مطرباً أُذناي بحديثه؛

- هل تعلمين أجد الأحمر لون جميل، كما يتناسب مع لون الزهور خلفكِ، لو كنت أجيد الرسم، لأجعلتُكِ لوحة، تعلق على جدران أشهر المعارض.

أرتبكت لغزله المفاجئ، أره ينزع رداء جموده بين حين والأخر، ليفاجئني بكلمات تجعل حمرة الخجل تعلوا وجنتاي، تعلثمت وغابت الكلمات عني، وهذا يحدث في كل مرة أسمع فيها مجاملاته، في الحقيقة انا لم أعد أفهم نفسي! ولا أفهم شعور السعادة الذي يراودني كلما رأيته! ثم هذا الخجل الذي يعتليني كلما تحدث أو قترب لست تلك الفتاة، مالذي حدث لأنسنازيا القديمة؟

سأل بعدها مغير دفة حديثه، بعد أن لاحظ سكوني وتلون وجهي بالأحمر كاللون فستاني:

-أجدك نشيطةً اليوم! هل أختفت أثار الدوار تماماً؟

عندمآ ألتقيتُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن