Part 02: وصول متأخر

21 4 0
                                    

« أهلا بالكئيب...ما هذه الحالة التي أنت فيها!»

كئيب!!...هل أبدوا ل"سيف" هكذا!... أعلم بأنه سيسخر مني لو علم بسبب حالتي هذه... لذا لن أخبره بالسبب.

« ألن تجيب »
« نعم »
« حسنا... كما تريد »
« يعجبني تفهمك »
« لقد تذكرت... يطلب منك السيد "كمال" الذهاب مع "وصال"... لقيادة الدورية بالطريق الوطني... »
« حقا! حسنا إذا... وداعا... لا تنسى أن تأتي ل"ساحة الشهداء"مساءا... سأكون بإنتظارك هناك »
« ماذا!... ألن تلعن حظك! »
« لا... أفكر في الإقلاع عن هذه العادة... والتدخين أيضا... وكل شيء يجعلني فاشلا »

خرجت دون أن أسمع تعليقه... لطالما نصحني بذلك... لكني كنت أحتاج لضربة على رأسي كي أستفيق من التخدير... أعلم أن الأمر لن يكون سهلا... لكن يستحق المحاولة... لأنني بدأت أخسر ذاتي بعد كل يوم يمر عليّ... لكن النقطة التي لا أفكر في مراجعتها... تصرفاتي مع "وصال"... ولن أنوي تغييرها إطلاقا... ربما سأحاول عدم جرح مشاعرها قليلا...لكن لن أضمن ذلك... لأنني أعرف نفسي جيدا.

« صباح الخير... و..."وصال" »

لا أصدق أنني قلتها... هل بدأت محاضرات "سيف" تلعب بعقلي!!... أرجوكِ تدخلي يا روحي الشريرة.

« ماذا!... هل قلت لي "صباح الخير"!... لستَ بخير يا "عمر"... أظنك ضربت رأسك على الحائط »
« لا تدعيني أندم على الساعة التي قلت فيها هذا »

ركبت السيارة مع زميلي"فادي"... أظنه لطيفا قليلا... دائم الإبتسامة... ولا يتكلم كثيرا مثل "سيف" وفتاة العزائم تلك... وكل من أعرفهم تقريبا... أصبح من الصعب في هذه الحياة إيجاد شخص قليل الكلام.

لا أفهم لما إبتليت بهذه الفتاة... أظن أن الله يختبر صبري بها... كلما تقع عيني عليها... أجدها تحدق إليّ وتبتسم... ربما هي مصابة بلوثة في عقلها... أقسم أنني لا أنظر إليها عمدا... هي من تتبعني في كل خطوة أخطوها... أنا أسيطر على أعصابي بصعوبة.

يا إلهي... أشعر بأن رأسي سينفجر من هذا الصداع... لقد بدأ إمتحاني الحقيقي... "هل ستستطيع التحمل!"... لا أعلم... لكنني لا أفكر في الإستسلام... واجهت ألما أكثر من هذا... يجب ألا أتراجع خطوة أخرى... بعد أن تقدمت واحدة... وبما أنني تحملت هذه المصيبة التي تبتسم... فلا أظن أن هناك ما يمكنه إغضابي بعد الآن... أحتاج لوحا أطرق به مسمارا كلما رأيتها.

« أنظر لمن هنا... ذات النمش مع صديقتها المختلة »
« الحمد لله أنك هنا يا"عمر"... كادت هذه المجنونة تقتلنا بتهورها »

لا أفهم هذه الفتاة حقا... في الحقيقة... أنا لا أفهم أي فتاة على سطح الأرض... ولا أريد أن أفهمهنّ....

"الضائع" | The lost   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن