Part 08: صراع البقاء

12 4 0
                                    

"عمر"

"تمالك أعصابك... إياك أن تفعل شيئا تندم عليه... مع من أتكلم!!... "عمر" أتسمعني!!... إذهب و إصرخ بعيدا... لا تعِد ما فعلته سابقا... ستبكي الفتاة بسببك من جديد... اللعنة عليك... أنت لا تصغي إليّ... "
لا تتعب نفسك بالحديث... لن أترك هذا الأمر يمرّ مرور الكرام... سأهذّب هذه الفتاة اللعينة كي لا تعيدها ثانية... لن أسمح لها برمي نفسها على كلّ رجل يقترب منها... تبّا لها و لما فعلته...

« ماذا تفعل!!... أنت تمزح صحيح!!... "عمر"... أقسم أنه فوق طاقتي... لم أكن أعرفك حينها... لا تفعلها أرجوك... »

هي لا تعلم أن كلامها لن يجدي نفعا... ولن يخلصها أحد من نبتة القرّاص هذه... نقطة ضعف النساء هي جمالهنّ... لن تتحمل تهيّج بشرة وجهها الناعم...

أخذت ورقة من نبات القرّاص وحككتها على شفتيها و خديها

... يكفي هذا... ستكسر رأسي ببكائها هذه المرة... ما كان عليها إخباري عن تقبيلها لصديقها العاهر ذاك... مجرّد تخيل المنظر يصيبني بالجنون...

لكن إن فكرت في هذا من ناحية أخرى... لوجدت أنها فتاة صريحة و صادقة كان يمكنها أن تكذب عليّ أو تختلق قصة أخرى... أما الشيء المهم الآن... هو أن أجد سدادة أذن كي لا أسمع نحيبها... أوف... لما أفعلها بيديّ هاتين ثم يأنبني ضميري اللعين!!... تبّا لكل ما يجري...

والآن لا ينقصها سوى النّظر لوجهها في المرآة... لا أفهم حقّا لما هذا الجنس من البشر يأخذ المرآة أينما ذهب... وهذا ما يجبرني على إنتظارها حتى تنهي مراسم توديع البشرة الصافية...

لا أظنها ستهدأ بعد مدّة قصيرة وهذا واضح جدّا... ليكن... هذا جيد بالنسبة لي... كي أنام هذه الليلة هنا... في أحضان الطبيعة و تحت صوت صراخ "أراما"... بدأت أشتاق للموسيقى الحزينة فبالطبع أنا أفضلها على هذا الصوت المزعج.

«ألم تجِفّ دموعك بعد!!!»
«لم ولن تجِف... أيها الأحمق الغبي اللعين...»

حسنا لن تزعجني هذه المرة... لتشتمني من الآن حتى الصباح إن أرادت... لن أعتذر عمّا فعلته أبدا... ومن الأحسن ألا تنتظر مني أن أفعل ذلك... فعلا لتصمت قبل أن ينفذ صبري فربما بدأ ينفذ بالفعل...

.

مرّت نصف ساعة وهي لا تزال تبكي... ألهذه الدرجة جمالها مهم!!... لأنه فعلا لم يتغيّر فيها شيء بتاتا... إلا بعض التقرحات والتورمات في شفاهها و القليل الآخر في خديها... إنها تضخم الأمور بلا شك... ومن الأحسن ألاّ تشُكُّو في ذالك أيضا... لا يمكن للمرء أن يبكي على شيء تافه كهذا... ربما أقول هذا لأنني لا أبكي كثيرا ولم أبكي منذ كنت في العاشرة من عمري...لكن حتى بكائي لآخر مرة كان لسبب يستحق ذرف الدموع ليس مثلما تفعل هذه المعتوهة...

"الضائع" | The lost   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن