Part 07: ماضٍ بائس

19 4 0
                                    

كانت فتاةً ذات شعر و عينين برتقاليتين... لها نفس الكيان الأثيري... ونفس الأذنين الطويلتين من أعلاهما... لكنها تبدو أعلاهم مكانة... ربما ملكة أو قائدة... أمرت ذات العفريت _أو لا أدري ما يكون_ بأن يتركني... فنفذ أمرها بطواعية تامة... إقتربت هذه الفتاة من "عمر" لتحدثه... فذهبت أنا أيضا ووقفت خلفه كي أستمع لما ستقوله... بدى لي جمالها بعد أن إقتربت منها... زادها النمش على خديها رونقا... و شفتاها الممتلئتين بشكل مثالي... وأنفها المدور الصغير... وأكثر شيء ساحر فيها... هو عيناها المتناسقتين مع لون شعرها الجذاب... كانت ترتدي ثوبا أسودا بدون أكمام... يبدي كتفيها العاريتين... قلقت من نظرات "عمر" لها... رغم أنه كان عابس الوجه... إلا أنه شبه مستحيل ألا يعجب بها.

« عن ماذا تبحثان في هذه الغابة!!... و كيف دخلتماها دون أن يراكما حراس الحدود!!... هل أنتما جاسوسان!! »
« لما سنتجسس على حبة برتقال مع أتباعها!! »

أراحني وصف "عمر" لها بهذا الشكل... يبدو أنها لا تروق له... في هذه الدقيقة فقط لاحظته يتحاشى النظر إليها... أغضبها كلامه كثيرا... فأخرجت مخالبها الطويلة و هاجمته... تبّا مع أي كائنات نتعامل!!.

خدشته في كتفه ووجهه... شعرت بإنقباض قلبي عندما تسايلت الدماء منه بغزارة... يبدو أن هذه الخدوش عميقة مما كنت أتصور... كادت تقتلع قلبه من مكانه لولا أنه أمسك بيدها و ضل يقاوم... لكنها أفلتتها في الأخير...

« "ليليث"... توقفي »

صوت أنثوي آخر... لكنه أكثر رقة و نعومة... سحقا... لا ينقصنا إلا فتاة جميلة مثل هذه و سابقتها... كان شعرها أسودا متفحما... بشرتها بيضاء صافية متناسقة تماما مع لون شعرها... و خدّاها محمرتان بشكل طفيف... عيناها خضراوتان مما تلائم مع ثيابها... أنفها قائمة بجاذبية تامة... وشفاه متوردة...

أكاد أجن... ليت كل نساء الأرض ينقرضن... أو أجد عالما آخر خاليا منهن لآخذه إليه... يا إلهي منذ متى وقعت له حتى أغار عليه لهذه الدرجة... لكن الأهم الآن أن هذه الفتاة أنقذته من موتة بشعة على يد هذه الجنية... نعم... لقد إتضح أننا في غابة يسكنها الجن... مملكتهم مثلما يسمونها... توقفت "ليليث" عن مهاجمة "عمر" أخيرا... وأمرت أتباعها بالإبتعاد عنا... وعدم أذيتنا ثانية.

« ما الذي جاء بكِ "تانيرت"!! »
« لقد وصلت "البايكار جيت"... وقد أرسِلتُ للحاق بها... لكن عندما إلتقيت بها... طلبت مني إيجاد هاذان الإثنان و مرافقتهما إلى المقاطة الغربية »

حسنا إذا... ستلتسق بنا هذه المعتوهة طوال الطريق... لن أستطيع التحكم بأعصابي و سأقوم بإرتكاب جريمة أندم عليها طوال حياتي... حتى "عمر" لم يتفوه بأي كلمة يعارض فيها على مرافقة "تانيرت" لنا.

"الضائع" | The lost   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن