Part 10: رموز متوهجة

3 1 0
                                    

أقسى الحروب التي يخوضها الإنسان..
هي التي يخسر فيها ذاته... ليسكن الخوف قلبه... و تتحطم آماله و أحلامه... يَضيع شغفه بالحياة... ويخرج منها مكسورا.. مشتتا.. والأسوء... فاشلا في كل شيء... إنها الحروب النفسية...

..............


كان قلبها يرتجف خوفا... يكاد يقع أرضا... ليس لديها أدنى فكرة عمّا ستفعله... هل تكذب لتنقذ شخصا غريبا عرفته اليوم و تُعرِّض حياتها و حياة أخيها للخطر!... أم أنها ستدوس على قلبها... و تتخلى عن قيمها و أخلاقها لِتشي به و هي تعلم يقينا أنه لم يفعل شيئا يستحق أن يعاقب عليه...

كما أنها تعرف أن الحرس الليلي يزجون بالدخلاء في السجون... رغم عدم إرتكابهم أي ذنب يذكر...

عاشت دقائق من الضغط مرّت عليها
كسنين... وكأنها عالقة في دوامة من الحروب النفسية...

"مرحبا بكَ أيها القائد "بيتروس"... لقد مرّ وقت ليس بالطويل على آخر زيارة لكَ هنا... لا تَتْركُ لنا الفرصة لنشتاق إليك حتى... "

أبعد "آرتور" أنظار القائد الحارقة عن "آراكسيا" بكلماته التي بدت غير محترمة... ولم يُبدِ أي إرتباك أو توتر على ملامحه... بل إبتسم وأعينه لا تفارق "بيتروس" وكأنه يتحداه...

رغم سنِّه الذي لم يتجاوز السادسة عشر بعد... إلا أنه يمتلك جرأة في التحدث إلى أيٍّ كان بثقة عالية... تشعرك بأنه رجل بالغ يتحكم في أعصابه بمهارة و يلتزم الهدوء في أغلب الأحيان...

"شكرا على هذا المدح يا صغير... ستراني أكثر بَعْدْ إن لم تجبني أختك و بَقِيَت صامتة هكذا... حتى أنك ستضطر للإستيقاظ كل صباح على ضربات سَوطي..."

جاء ردّ "بيتروس" مستفزا ل"أراكسيا" أكثر من أخيها... فهو يعلم جيدا أنها لن تسمح له بتجنيد "آرتور"... ودائما ما يستغل هذا لصالحه...

"لما أنت مهتم بضيوفنا هذه الأيام
"بيتروس"... ألا تشعر بأنك تتمادى قليلا... منذ عودتك من مهمتك الأخيرة وأنا لا أفهم تصرفاتك... لم تعد إبن عمي الذي أعرفه..."

أخيرا نطقت "أراكسيا" و تغلبت على مشاعرها المتخبطة... وتحدثت إلى "بيتروس" إبن عمها الوحيد... الذي كان قبل شهر أقرب شخص إليها و أكثر من تثق به بعد "آرتور"...

لكنه تغير بشكل مفاجئ بعدما عاد من معسكر خارج المقاطعة... أصبح يهددها بتجنيد أخيها و إبعاده عنها... و يحاول دائما إفتعال المشاكل ليعكر مزاجها المعكر سلفًا...

لكن ورغم كل ما فعله... لم تفكر بإيذائه ولو بكلمة واحدة... بل حاولت تجاهله وتجاهل تهديداته و مضايقاته لها... حتى أنها لم تحدِّثه ولم تردّ على إستفزازاته طوال الشهر الماضي... لكنها إضطرت الآن لمحادثته...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"الضائع" | The lost   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن