Chapter 09

241 24 14
                                    

طالما كانوا معي لكن لم اكن بينهم ابدا كنت كطيف لا يأثر بأي شيئ من حوله علي ان اتقبل واقعي... واقع انني وحيدة وغير محبوبة، خرجت من اعماق حزني بعد ان اوقعت زجاجة العطر على الارض وانتشرت رائحتها في الارجاء فلم اجد الا ان اغمض عيناي واستنشقها لانحني بجذعي مادة يدي لاحمل قطع الزجاج الصغيرة المتناثرة على الارض وبدون انذار بدأت دموعي بالانهمار بعد ان انهار الحاجز الذي منعها لفترة طويلة... "لا اعلم ماهو السبب بالضبط لكنه احساس مؤلم جدا ينبع من القلب، كم هائل من التراكمات التي تنخز داخلي تلك التراكمات التي لم اقدر على البوح بها ذات يوم، وكم هائل من الحطام الذي لايشعر به احد غيري"، ثم بكيت اكثر عندما شعرت بسخونة دموعي على وجنتي،" لماذا يحدث لي هذا؟ لماذا ابكي بهذه الحرقة؟... لانني اعلم اني لا استطيع فعل شيئ غير هذا، لا استطيع رسم مجرى جديد لحياتي البائسة او ان اشعل فتيل شمعة في النفق الذي اسير فيه، لطالما اعتدت على الامر لكن الان اشعر ان هناك شيئ بداخلي يبتلعني، شيئ ينهش جسدي وعقلي واحاسيسي ويعذبني، انه يحرقني في كل مرة ... اتدري مايعني؟ ان تتقبل كل ذلك واكثر بصمت تام؟ "
تنفست الصعداء ونهضت من مكاني بعد ان وعيت على نفسي بأنني احدث تمثالا حجري لابد انني بدأت اصاب بالجنون، مسحت دموعي وبدأت بالسير في ارجاء البيت محاولة تحسين حالتي النفسية لكن دون جدوى، يبدو ان تلك التراكمات وصلت الى حدها الاقصى... كم اتمنى ان استيقظ يوما ما دون اي كوابيس او احزان واجد عائلتي بجانبي لا اهرب من شيئ ولا شيئ يلاحقني لكن يبدو انه حلم صعب التحقق او مستحيل
فتحت الدرج واخرجت ورقة وقلم وبدأت في الرسم علّني احسن من مزاجي مرت دقائق على تلك الحالة وبالفعل تحسنت قليلا، من الجيد انني اعرف كيف اسيطر على حزني بعض الشيئ، لكن ماصدمني هو الوجه الذي رسمته على الورقة، لقد كان ذلك المغرور حتى انني نسيت اسمه،" لماذا رسمته هو وليس صديقه ذاك او شخصا اخر لقد تعرفت على الكثير هنا اليس كذلك "
لم اجد امامي الا ان احمل القلم مجددا وشوهت وجهه بالكامل بخرابيش متفرقة لم اكتفي بهذا فقط فمزقتها والقيتها في المهملات لماقد ارسم  شخصا مغرورا مثله من المؤكد انه لا يحمل ذرة فن في عقله الصغير
في هذه الاثناء ، في لحظات غضبي طبعا قرع بابي، سمعت ثلاث طرقات متتالية، لا احد يطرق هكذا عدا جايكوب
"مرحبا جايك....  مابك ماذا حدث؟ "
كان في حالة يرثى لها، الجروح تملء جسده والتعب باد على ملامحه يغمض عينيه بألم بين الحين والاخر متشبثا بيده على الجدار واليد الاخرى على بطنه  كان منظرا موترا
"اعتذر منك يا سيرافينا اقترفت خطئا فادحا "
قال كلماته هذه بصعوبة وسط  دموعه وتقرحاته
"ما الذي تعنيه بكلامك هذا "
بقي موجها نظره للارض وهو صامت انا اناظره وهو يحاول قدر المستطاع ان لا تلتقي اعيننا، قطعت صمتنا الطويل بإمساكي ذراعه برفق لادخله للمنزل لكنه سحبها بسرعة وهو يهمس بهدوء "خنت صداقتنا "
ا يقصد صداقته معي او مع شخص اخر؟ لكن بما انه اتى الي فهذا يعني... صداقتنا
تحدثت بهدوء بينما صدمة اجتاحت عقلي وكل جوارحي "سأتجاهل ما قلته يبدو ان عقلك متضرر  وليس جسدك فقط " انهيت كلامي لاسحب ذراعه مجددا ولم اتركه يسحبها هذه المرة ليرفع عينيه اخيرا وينظر الي بعينين اجتاحهما اللون الاحمر وقد برزت عروقه من شدة احساس ما قد يكون غضبا او حزن او ربما اسى على نفسه او علي... لم ارد ان احرجه او ازعجه فهو لم يكن بحالة جيدة
"هيا جايك فلتستلقي هنا ارتح قليلا وبعدها سنتحدث "
"علينا ان نتحدث الان سيرافينا "
"ليس من عادتك ان تناديني بإسمي الكامل ما الخطب؟... او تعلم لا تخبرني عليك ان ترتاح الان وفي الغد سنتحدث "
امر غريب كنت لتوي في مثل حالته ابكي واتألم واشكي همومي للجدران لكن بعد ان رأيته شعرت بإحساس مختلف انتهت كل احزاني والان انا اهتم به
قاطع تفكيري صوت المنخفض وهو يتحدث
"قد لا اكون غدا كي تسمعيني "
اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه ورسمت ابتسامة لطيفة على محياي لعلها تحسن شيئا
"لا تقلق ستكون هنا وسنجلس معا واسمعك لكن الان انت في حال سيئ عليك ان ترتاح ولا تهجد نفسك،
اتفقنا؟ "
همهم بهدوء، يبدو انه لم يقتنع بما قلته لكنه حقا بحال سيئ ويجدر به ان يرتاح...  صعدت الى غرفتي ونزلت مجددا وبيدي بطانية ووسادة مريحة لاقدمها لجايكوب، وقد مد الاخر يده ليأخذها "متأكدة انكِ لن تسمعيني؟ "
تغيرت ملامحي ما ان عاد لنفس الموضوع لكني اجبته مباشرة "لا، فلتنم الان "
توجهت بعدها الى المطبخ وجهزت بعض الطعام بعد ان تذكرت انه ربما لم يأكل شيئا، وحملته الى الغرفة التي كان بها، "لم تنم بعد؟ "
"وكيف لي ان انام وقلبي يحترق بين الفينة والاخرى بسبب خطأ اقترفته بحقك "
"بدأت تخيفني بكلامك هذا يا جايك، هيا لقد احضرت لك بعض الطعام سأخلد للنوم وانت كذلك "
"تصبحين على خير "
بدأت افكر في كلامه واستغرب اكثر من كلمة واحدة (اقترفت خطأ ) ماذا قد يكون هذا الخطأ وما مدى سوئه؟ ايمكن ان يكون سيئا لهذه الدرجة ام ان جايك حساس جدا في هذه الامور
"تصبح على خير جايك " اطفأت الانوار وصعدت الى  غرفتي، دخلت تحت البطانية وانا لازلت افكر في كلمات جايكوب و مقاومته للالم، لا افهم لماذا لم ارغب في سماعه، ماذا لو كان يفكر في الرحيل غدا، هل علي العودة اليه والاستماع لما يريد اخباري به؟
لا لن انزل انا متعبة واريد النوم فقط... استدرت بجسدي الى الجهة الاخرى وخلدت للنوم، حسنا اغمضت فقط عيناي فشعور الذنب والفضول يأكلانني ولم اقدر ان اريح ذهني من الفرضيات،
رميت اللحاف عن جسدي وجلست بسرعة على حافة السرير بعد ان تهيأ لي اني سمعت صوت فتح الباب، لاجد نفسي خارجة من الغرفة بسرعة متوجهة نحو المكان لي تركت فيه جايكوب
لاتنفس الصعداء بعد ان وجدته لا يزال في مكانه و تلك الملامح مازالت مرسومة على وجهه المخدوش والمتورم
ليعتدل في جلسته ويسألني بنبرة يشوبها القلق "هل هناك خطب ما سيرافينا؟ "
احترت فيما سأقوله لكن علي حل الامور بذكاء
"مامن شيئ يدعو للقلق جايك فقط ارتح تذكرت انني لم اعالج جروحك "
"لا اهتم لها بقدر ما اهتم بما سأقوله لكِ بعد قليل"
"هيا جايك ارفع رأسك واخبرني بما تريده بينما اضمد جراحك "
كان علي ان احسسه بقليل من الامان الذي لم اشعر  به في حياتي
عم صمت ثقيل ارجاء الغرفة، كنت اعقم جراحه وسط انفاسه الثقيلة بينما هو لم ينبس بكلمة
وبعد مرور مايقارب ربع ساعة على هذه الحال ارسل كلماته التي نزلت علي كالصاعقة التي جمدت اطرافي
"انت لست بشرية "
اكتفيت بهمهمة فقط بينما بدأ قلبي بالنبض بسرعة "هممم؟ "
عاد ذلك الصمت مجددا، نتبادل النظرات فيما بيننا
لم يقوى هو على الحديث ولم اقوى انا على الاستيعاب لكن علي التحمل فمن يدري ماذا سيقوله بعد هذا
"اعلم انه سيكون صعبا عليكِ لكنها الحقيقة"
اجبته بصوت خافت بالكاد سمعه "ماذا هناك ايضا؟ "
وجه نظره للارض وهمس هو الاخر "هناك الكثير وقد لا تسامحينني على ما سأفعله الان في الواقع انا ايضا لن اسامح نفسي "
"ماذا تقصد؟  ما الذي ستفعله "
" سأفعل ما امرت به فحسب لكن بعد ان اخبرك بكل شيئ"
"مهلا،  ما هذا الكلام الذي تهذي به خيانة ومسامحة ما ستفعل ومن امرك بفعله سأصاب بالجنون هيا اشرح لي "
اتجه نحوي وامسك بيديه الكبيرتين كتفاي يحاول تهدئتي
"سأجيب على كل اسئلتك سيرافينا لكن عليك ان تكوني قوية ارجوكِ "
كيف لي ان اهدئ وهو يزيد توتري اضعافامضاعفة بكلامه هذا
"تحدث فحسب"
تراجع للوراء واخذ نفسا عميقا ليبدأ في توزيع الصدمات واحدة تلو الاخرى وفي كل مرة يرمي نظره نحوي لتفقد حالتي ويرى ملامحي التي تتغير بعد كل سر اسمعه عن نفسي انا كان امرا مؤلما جدا واجبرت على تحمله
"اول لقاء لنا لم يكن صدفة فقد كان كل شيئ مدبرا ومخططا له من قبل السيد ماليكوس "
"السيد... ماليكوس؟ "
"نعم انه الرجل الذي... تعتقدين انه... والدك "
"هه اعتقد؟ هذا ليس اسمه حتى "
"يبدو انكِ لا تعلمين "
لم اشعر حتى وجدت نفسي اصرخ في وجهه ممسكة بياقته "ما الذي لا اعلمه لقد نفذ صبري يا فتى "
"حسنا سأخبرك بكل شيئ انا هنا كي اعترف بكل ما اعلمه "
"تحدث اذن"
"السيد والسيدة ادانيل قاما بتبنيك بعد ان دفعت لهم جدتكِ ثروة هائلة، قد تقولين لماذا "
"لماذا؟"
"لكي تقوم بحمايتك من بطش والدك وطمعه بعد ما رأى الجميع ما فعله بوالدتك "
"ماذا فعل؟ "
"اعتذر لا استطيع اخبارك ستكتشفين بمفردك "
"وماذا تخفي ايضا "
"هو الان يبحث عنكِ بعد ان قتل جدتك لانها اخفتك عنه وبعد ان يجدك لا احد يعلم ما سيحدث معك "
"لماذا لم يجدني اذن؟ اين هو؟ "
"قامت جدتك قبل تقديمك للسيد ماليكيوس بإخفاء طاقتك بواسطة الوشم على كتفك وبما ان والدك سيبحث عنكِ عن طريقها فقد صعب عليه الامر فإختارني لابحث عنكِ"
"لماذا انت؟ "
"لاني املك خاصية لا يملكها غيري... ايجاد الاشخاص"
"لكنك قلت ان لقائك بي كان مدبر يعني انك لم تجدني بواسطة قدرتك "
"نعم هذا لان السيد مالكيوس كان قد اختارني ايضا كي امنعك من اكتشاف هذه الاسرار وكذلك ابعاد زيفيراكس عنكِ "
"من؟  ولماذا مالكيوس لا يريد ان اكتشف هذه الاسرار؟ "
"زيفيراكس والدك البيولوجي وهو ملك الشياطين و مالكيوس لا يريدك اكتشافها لان جدتكِ ربطت به لعنة في حال لم يحافظ عليك وعلى اسرارك ستصيبه "
"ايعني انني... شيطانة؟ "
"انت هجينة يا سيرافينا"
"واين والدتي الان؟ "
"هناك من يقول بأنها ماتت بعدما عانت طويلا تحت قبضة والدك وهناك من يقول انها هربت بمساعدة عشيقها ولا احد يعلم اين هي الان"
انهى كلامه واتجه نحو المطبخ ليعود وفي يده سكين حاد وعلى وجهه ابتسامة غريبة
"لقد اخبرتك بكل شيئ والان يفترض ان نرحل من هنا معا "
"ما... ما الذي تقصده جايك؟ ضع السكين جانبا "
"لا تخافي سأحرص على الا تتألمي "
"ماذا حدث معك يافتى الان فقط كنت طبيعيا "
"لا تتحركي اثبتي مكانك سيمر على رقبتك بسهولة وسألحقك مباشرة "
بدأ في الاقتراب بينما لم اجد لنفسي مفرا لم تبق الا بضعة خطوات ويصل الي وبعدها سأودع هذه الحياة الى الابد
"اثبتي "
ابتسامته مخيفة والسكين بدأ يرتفع كم سيبقى الالم؟ هل سيزول بسرعة كما قال؟
اغمضت عيناي  لاستقبل اول طعنة تغرز في رقبتي، لكني احسست بقطرات دافئة تبعثرت على وجهي لادرك بعدا ان الجسد الذي كان واقفا امام انزاح بعد سماعي صوت ارتطامه بالارض
فتحت عيناي ببطئ لاجد وجها آخر امامي كان ادريان ، لاغير نظري مباشرة نحو جايكوب الذي كان مستلقيا على الارض في حالة يرثى لها
بينما يستجمع الذكريات الدافئة مع ابتسامة شاحبة اخترق قلبه البرد القارص لينتهي به المطاف في بحيرة من الدماء استوعبت ان الذي في وجهي دمائه... دماء صديقي الوحيد ربما هو احس بالالم نتيجة طعنه لكني احسست بألم الفراق، اصبح الجو باردا من حولي وعم الهدوء لقد نام الى الابد وذهب مع ذكرياته الجميلة وابتسامته الساحرة
"لقد قتلته "
رفعت رأسي موجهة نظري نحو الواقف امامي مركزا نظره في وجهي
"لماذا قتلته الا تعلم من كان بالنسبة لي... "
رفعت رأسه و ضممته الي مكملة حديثي
"لم يكن مجرد صديق فحسب اعتبرته اخا لي وسندي وعائلتي عوضني عن كل شيئ وانت الان قتلته "
"لانه كان سيقتلك "
"وماشأنك انت، انا تركته يقتلني وقد سامحته على هذا، مادخلك انت ها؟ اجبني"
بدأت دموعي بالانهمار وسط بحيرة دمائه وانا امسح على رأسه و ارجوه ان يستيقظ فهذا ليس عادلا اتفقنا ان نموت معا وليس وحده
"انهضي ستذهبين معي"
تجاهلته و اكملت حديثي الى جايكوب الذي بدأت شفتاه في الاخضرار، ليقترب مني ويرفعني رغما عني الا انني هويت بنفسي امامه مجددا
ليمسك بيدي ويبدأ في ترديد كلمات غريبة وتفتح بوابته تلك ويسحبني لداخلها، لم اقدر على المقاومة
"اغمضي عينيك "
هذا ما قاله بنبرته الهادئة، لافتحهما مجددا وانا امام قصر كبير غاية في الجمال الا انني لم اسحر بجماله ابدا فبالرغم من ابتعادي عن جايكوب الا ان عقلي وقلبي لايزالان هناك معه....

To be continued 🪞🐚...

......................................................

اعطوني آرائكم لانها مهمة بالنسبة لي
لا تنسو النقر على النجمة تحت رجاءا ☆
وكذلك افكاركم واقتراحاتكم تهمني كتيير
وشكرا ♡
بحبكم ♬

حسابي على الانستا: artemis ___156

 

     

✓ السر المفقود ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن