Chapter 06

313 24 9
                                    

في خضم تلك الاحداث التي اجهلها كنت انا مقرفصة على الارض مغمضة عيناي و مانعة الصوت من المرور الى اذني تماما كما طلب مني جايكوب والشيئ الوحيد الذي لا يزال يتدارك في ذهني صورة جايكوب وهو يتحول امامي اصبح حجمه اكبر و نمت له اذنان وذيل وفرو لقد تحول الى حيوان انه... انه مستذئب كيف اخفى عني امرا كهذا لكن بالتأكيد سوف يخفي الامر لقد تعرفنا على بعض منذ بضعة   ايام فقط حتى انا لم اخبره عن حياتي اوقفت تفكيري بعد ان احسست بلمسة دافئة على كتفي وانتفض جسدي بخفة لاستدرك انه كان جايكوب رفعت رأسي ناحيته لقد كانت على وجهه وكتفه بعض الجروح وتبدو على ملامحه علامات التعب لابد وان خصمه المقرف ذاك كان قويا "لا بأس لا تنظري اليه انه مجرد متحول جائع هيا لاوصلك الى البيت " هززت رأسي بالايجاب وانا انظر الى تلك الجثة على الارض... طبعا لن اذهب بمفردي بعد ما حدث  "هيا اذن قلت لك لا تنظري اليه والا لن تستطيعي النوم " وضع ذراعه على كتفي ومشينا الى البيت كان طول الطريق صامتا ولم ينبس بأي كلمة ليس من عادته ان يكون هادئا هكذا ايعقل انه يخطط لامر ما لا هو ليس من هذا النوع "توقف لقد وصلنا " كدت افعلها مجددا انا غبية حقا هل هناك من ينسى موقع بيته؟؟
"هل تعيشين هنا؟ " كنت سأجيبه لولا صوته المتعب الذي تردد في اذني وجهت نظري اليه بسرعة لابصر شحوب وجهه وتعبه البادي على ملامحه بوضوح بالرغم من ظلمة الليل ما العمل الان؟ هل ادخله الى بيتي واقدم له الاسعافات الاولية؟ بالطبع علي فعل ذلك فقد ساعدني وبهذا لن يدين اي احد للاخر
"هيا بنا " نظر الي بإستغراب وقد عرفت ما سيقوله قبل ان يفرق شفتيه ليتحدث "الى اين؟ "
     "تبدو متعبا جدا كما ان الجروح التي على وجهك جعلتك بشعا على الاقل ادخل لاعالجها او اعقمها احسن من ان تلتهب فهي تبدو عميقة بعض الشيئ " 
ارتسمت ابتسامة على محياه لكن هذه المرة ليست كعادته فقد كانت ابتسامة باهتة تخبئ خلفها جبالا من الحزن والانكسار" اشكرك على اهتمامك لكن لابأس سأعالج جروحي حالما اصل الى البيت انت فقط ادخلي واستريحي فقد اجهدتي نفسك اليوم كثيرا "
"ماذا تقصد بكلامك هذا انظر لا ازال قوية اما انت بالكاد تستطيع الوقوف هيا ايها الاحمق ادخل لاعالج جروحك كفاك دراما "
قد ابدو وقحة لكن من الداخل طفلة بريئة ولطيفة فقط لا اجيد اظهار لطفي امام الاخرين اتمنى لو كنت قادرة على فعلها يوما ما
"حسنا اذن مادمت تصرين على كلامك فسأدخل "
لا اعلم لما احسست بالارتياح ما ان سمعت كلماته ما اعلمه هو ان قراره مناسب لكلينا فبالنسبة له ستعالج جروحه ويستعيد عافيته وبالنسبة لي لن ينجرح كبريائي 'كلام فارغ '
"حسنا اذن تفضل ادخل اعتبر البيت بيتك استرح ريثما احضر علبة الاسعافات الاولية "
اومئ رأسه بالموافقة بينما يتفحص الارجاء الظاهرة في البيت لم اعط اهمية لنظراته تلك طمأنته بأن البيت فارغ ولا احد فيه غيرنا وصعدت للطابق العلوي لابحث عن علبة الاسعافات تلك لا اعلم حتى مكانها... لابد وانها في احدى الغرف هنا دخلت الى غرفتي اولا وبحثت فيها يا الهي غرفتي ولا اعلم ما يوجد فيها و ما لا يوجد  لكن بالرغم من بحثي لم اجد اي علبة هنا  بحثت في كل الغرف ولم اجد ولا واحدة ايعقل انه لا وجود لها في البيت لا مستحيل مهلا لا بد وانها في الحمام
دفعت باب الحمام بقوة ولا اعلم السبب مجرد رد فعل متسرع
ماذا لو كان قد انتظر طويلا و قد يكون قد رحل سأقتله   "وجدتها وأخيرا "
نزلت بسرعة للاسفل لكن الصدمة انني لم اجده ايعقل انه رحل دون ان يخبرني هل تأخرت لهذه الدرجة؟ وضعت العلبة على الطاولة بهدوء واقتربت من الاريكة البنية لاجلس عم هدوء مريب ارجاء البيت كان بإمكانه ان يخبرني بأنه ذاهب لن آكله اذا
اخبرني قبل رحيله
"هل وجدتِها؟ لقد تأخرتي قليلا لذا قررت ان احضر العشاء لابد وانك جائعة "  وقفت بسرعة من مكاني بإبتسامة كبيرة على وجهي اظهرت غمازتي التي على خدي الايسر "لم ترحل "
نظر بإستغراب لينطق بهدوء"لست ممن يرحلون هكذا فقط "
عبست بحزن لتذكري اسرتي شعرت بإحساس يمغص قلبي لكن صوته الذي تردد مجددا قاطع مشاعري تلك لتبدأ مشاعر جديدة في الانبثاق "الن تعالجي جراحي "
"بلى سأعالج لكن لدي سؤال اولا... "
سألني وقد عاد هدوئه المخيف مجددا
"ماهو هذا السؤال "
"قلت انك كنت تحضر العشاء "
"نعم"
"لماذا لم اسمع اي صوت كصوت الملاعق مثلا او الصحون "
ابتسم بسخرية ليقول وكأنه يحاول ازعاجي"هذا لانك بطيئة في البحث اي عند نزولك كنت قد انتهيت لكن لم احضر الطاولة هذا هو السبب "
رفعت حاجبي وتحدثت بهدوء لامثل عدم التصديق "حسنا اذا لنعالج جراحك " 
بدأت بتعقيم الجراح اولا بينما هو كان جالسا ومغمضا عينيه قمت بعملي على اتم وجه قمت بتقطيب الجراح البليغة ايضا ووضعت الضمادات
استغربت منه حقا فقد كان هادئا جدا ولم يبد علامات الالم ابدا لكن كان هذا جيدا فقد انتهيت بسرعة بفضل قوته في التحمل
"انتهيت "
فتح عينيه ليقابله انعكاس صورته في المرآة "كيف وجدت عملي "
"من اين تعلمتي ان تعالجي بهذا الاتقان"
"في صغري كانت هناك امرأة مختلة كانت تجرح نفسها كثيرا وكنت ارى كيف تعالجها الممرضة ومنها تعلمت "
"وجربتها علي اليوم اذن "
    "تقريبا "
رسم تعابير غريبة على وجهه لكنها كانت غبية نوعا ما لا بد انهانا علامات صدمة من نوع آخر
"انا جائعة هل انت جائع؟ "
لا رد
"هيااا على الاقل عالجتك ولم ادعك تموت"
"موت ماذا ايتها الحمقاء الغبية المستذئبونعم يشفون بسرعة "
"اووه صحيح كدت انسى انك مستذئب "    
"اسف لانني لم اخبرك "
"الامر عادي بالنسبة لي لا تقلق فقد اعتدت على العيش في الاسرار "
عم الصمت لفترة قصيرة هو ينظر وانا انظر كلانا يبحث عن مكان يركز فيه نظره الصمت مخيف لكن ما العمل "الم تقولي انك جائعة "  
"اعتقد انني لم اعد كذلك "
عم الصمت مجددا ليس من عادته ان يكون هادئا هكذا لابد وانه يخفي شيئا ما... هل علي ان اسأله
"اين اهلك؟ هل تعيشين بمفردك؟ " سبقني بسؤاله هذا والان هل علي ان اجيبه لا ليس مهما
"اه قصة طويلة لا داعي لسماعها "
"حسنا اذا علي الذهاب فالعم اجيل ينتظرني تصبحين على خير"
شعرت بإحساس الوحدة والحزن يجتاحان داخلي لكن ما العمل علي التحمل الى ان اعتاد فحسب
"وانت ايضا احذر الطريق وانت ذاهب"
اومئ رأسه بمعنى نعم وفتح الباب وقبل خروجه التفت خلفه مجددا ليهمس بهدوء وبعدها ابتسم و رحل "ماذا قال؟؟؟! " فكرت في ان آكل شيئا فلم آكل منذ الصباح لكن هناك احساس يمنعني من فعل اي شيئ ايعقل انها عقدة العائلة تلك التي يسببها افراد الاسرة لابنهم؟
"لا فأنا قوية ولن يتمكنو من تعقيدي ايا يكون سأنام النوم اهم من الاكل "  'بالنسبة لي... '
صعدت الى غرفتي و ارتديت ملابسا مريحة وبالطبع تأملت ذلك الوشم الجميل اتسائل من اين اتاني اتذكر عندما سألت امي تجاهلتني تماما واخبرتني ان لا اسأل والدي ولا اخبر اخواي
هذا ما كانت تفعله كلما اسألها عن امر ما اتسائل لماذا
هويت بجسدي على الفراش آملة ان استيقظ واجد حياتي قد تحولت للاحسن وان لا ارى ذلك الحلم المخيف مجددا  اغمضت عيني لاغط في نوم عميق
لاجد نفسي في ذات المكان مياه النهر الصافية، كوخ جميل، اشجار، سماء صافية اتمنى ان تبقى صورة المكان هكذا مشيت قليلا في الارجاء لعلني اجد لكن مهلا انا في حلم...
فجأة بدأ يقل الهواء حولي عدت مسرعة الى مكان الكوخ لكن لم اجده احسست كأن العالم انقلب بي انظر الى كل الاتجاهات لكن لا ارى سوى تلك السماء القرمزية والعشب المحترق والجثث حجم هائل من الجثث التي تبدو على نظراتها انها ماتت ميتة شنيعة
"من فعل بكم هذا من هذا الوحش الذي اقترف هذه الجريمة في حقكم "
انطلقت الضحكات المخيفة في الارجاء لتزيد المنظر بشاعة وكآبة، بدني يرتجف بأكمله وما زادني خوفا تلك الدماء التي لطخت كل ملابسي وجسدي ولا بد ان وجهي ايضا ملطخ  اردت الصراخ لكن لم اقدر وكأن هناك من يخنقني مانعا صوتي من الخروج
"هل رأيت مدى بشاعة اعمالك ايتها الشريرة  "
ارتجف جسدي اكثر لما ارتد صوته في الارجاء و كان هذا باد على صوتي لما اخرجت كلماتي بصعوبة
"ما الذي تقصده بأعمالي لم افعل شيئا انا بريئة من كل هذا اقسم "
ضحكاته المرعبة تنطلق بين الحين والاخر دون انذار وهذا لا يعجبني "قلت لهم ان يتخلصو منك عندما ولدتي لكنهم لا يسمعون حتى فات الاوان والان انا من سآخذ بالثأر لهؤلاء المساكين فإستعدي"
"ولادة من وثأر ماذا ولما عليهم التخلص مني "
"لا تتظاهري بالغباء فأنا اعرفك اكثر من اي احد اخر ونهايتك على يدي "
استيقظت من النوم بفزع بعد ان رن المنبه تنفست الصعداء لكن ما من جدوى لماذا يتخلصون مني هل احمل مرضا ما مثلا وأي ثأر يتحدث عنه ذلك المخيف هل انا سيئة لتلك الدرجة
وضعت رأسي على الجدار بينما ابحث عن تفسير معين لهذا الحلم ليقاطع تفكيري صوت طرق الباب "ما هذا الان لم يطرق الباب منذ عدة ايام والان تذكرتم ان هناك من يعيش هنا "
نزلت بتكاسل لافتح الباب واذا به جايكوب
علمت انني سأقترف خطأ بإدخاله الى البيت
"صباح الخير سيرافينا هل نمتي جيدا البارحة "
"صباح الخير نعم ماذا عنك اقصد جروحك كيف حالها"
"لقد قمتي بعمل رائع لقد نسيت حتى انني جرحت "
هل عملي متقن لهذه الدرجة
"لم تغيري ملابسك بعد هيا اسرعي سنتأخر"
ماذا لماذا كيف... هل هو ايضا يدرس جرني من كتفي لاعلى وهو يوبخني على بطئي الشديد في الاستيعاب
"مهلا مهلا لا احب ان يدخل احد الى غرفتي "
قلت هذا بمجرد وصولي الى باب الغرفة هل يمزح يريد دخول الغرفة وانا لا اعلم حتى ماذا رميت بها
لابد وانني مهملة عندما اعود سأرتب كل شيئ
اخذت حماما سريعا وارتديت ملابسي لانزل بسرعة ويا للمفاجأة وجدت طاولة مليئة بكل من لذ وطاب من اين يجد هذه السرعة في التحضير
"تفضلي اجلسي و عليكِ تغيير ملابسك "
تجاهلته وحسب فأنا جائعة جدا ولا اريد تضييع الفرصة اكلنا وانتهينا لاهم بالخروج لكن اوقفني صوته الخشن بأمر "قلت انك لن تستطيعي الخروج هكذا يا فتاة "
"لماذا هل تراني اخرج بملابس غير محتشمة مثلا؟ "
"لا لم اقصد ذلك بل بسبب الطقس خارجا البرد قارص وقد تتجمدين "
حسنا اذا الامر سهل سآخذ معطف و انتهينا
خرج جايكوب لاخرج خلفه واقفل الباب مشينا قرابة 10امتار لنجد محطة الحافلات لحسن الحظ لحقنا بالحافلة فقد تجمدت حقا من البرد

To be continued... 🪞🐚


ادعموني بتعليق جميل
          صوتو على الفصل اذا عجبكم         
   

✓ السر المفقود ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن