11 - ثقةٌ في غير موضعها ؟

172 28 15
                                    

" عائلتي ماذا ؟ " قلت ببطء كان صوتي خافتاً بعض الشيء ... أتمنى أنه يعبث معي أتمنى أنه يكذب ... نظرت لتنغن الذي لم تتغير ملامح وجهه بالمرة ظلتْ فارغةً و جادة ... إنه لا يحاول العبث معي ... عائلتي ؟ إخوتي ؟

" إن لم تصدقي فتفضلي معي إلى هناك " قال تنغن ببرود أظنه يعاتبني داخل ذهنه بقول أنني فتاةٌ غبية و ما كان عليّ الوثوق بهم ... إنه مخطئ ... تبعته في سيره نحو الباب ... أنا لن أصدق أنهم قد تورطوا في هذا حتى أرى بنفسي

قطعنا الشارع كان تنغن يلقي بعض النظرات الحادة عليّ بين الحين و الأخر حتى وصولنا لباب المنزل أظنه يحاول التأكد من كوني لن أهرب مد تنغن يده و أدار مقبض الباب ليفتح مباشرةً ألم يكن الباب مغلقاً ؟ هذا ليس مبشراً جداً

نظرت لممر المؤدي لغرفة الجلوس رغم إضاءة المنزل إلا أنني شعرت بأنه أشد إظلاماً من سماء الليل لا أنكر أنني شعرت ببعض التوتر لو كانوا هنا ما كانت نارسيزو ستدع باب المنزل مفتوحاً دخلت مع تنغن و أعاد إغلاق الباب سرنا حتى غرفة الجلوس و لم أجد شيئاً غريباً أو في غير موضعه ... " يالهم من أرواحٍ مسكينة " ... حسناً بإستثناء غيومي الذي يصلي بينما هو جالسٌ على إحدى الأرائك ... هي ! هم لم يضيعوا بعد !

تركت تنغن و ذهبت ناحية الغرفة التي تنام بها نارسيزو و غينسو ... غيومي جالسٌ في مكانٍ واضح و يتكلم بصوتٍ واضح كذلك أهذا يعني أنهم ليسوا هنا حقاً ؟ ... وصلت للغرفة و فتحت الباب ... المصابيح مضاءة و الدفء ينبعث من الداخل لكني لم أرى سوى الظلام و لم أشعر سوى بالبرد ... لم أشعر سوى بالبرد عندما رأيت الحالة التي كانت الغرفة بها

الكثير من الفوضى و الملابس الممزقة المرمية هنا و هناك و علامات المخالب تملئ المكان ... لا هذا لم يحدث ... غادرت الغرفة لأذهب لغرفة كاتو نفس المشهد تكرر هنا لكن بشكلٍ أسوء حتى كانت الملابس الممزقة متنشرة على الأرضية تعرفت على إحداها كان القميص الذي كان يرتديه في اليوم السابق لرحيلي كان ممزقاً و تظهر عليه بعض بقع الدماء ... هذا لم يحدث

حتى المطبخ كان يروي نفس القصة و إن لم يكن بنفس درجة السوء ما كان يُفترض أن يكون طعام الإفطار - عدس - لا يزال على الموقد البارد الأطباق لم تُغسل بل حتى أكواب الشاي الممتلئة لا تزال مكانها على الطاولة ... أنا لا أصدق ... حملت أحد الأكواب إنه باردٌ و تغطيه طبقةٌ مقززةٌ من الأتربة و الغبار لم يُلمس هذا الكوب مطلقاً ظل في مكانه منذ الصباح

" هل رأيتِ ؟ " لم أستدر حتى لأواجه تنغن و سؤاله الإستنكاري هذا ... لقد رأيت لكني لم أصدق و لن أفعل ... " خاطئ ... " همست و رميت الكوب من يدي و تكسر على الأرضية ... ما يظنونه خاطئ ... القصة التي يرويها هذا المكان مختلفةٌ تماماً عما يظنونها ... إستدرت لأواجهه " أنت مخطئ هذا لم يحدث ! " 

هو مخطئ ... كلهم مخطئون ذلك لم يحدث ... ذلك لم يحدث على الأقل ليس كما يظنون ... جررت على أسناني قليلاً و صحت بهم " أنتم مخطئون هم ما كانوا ليؤذوا عائلتي مطلقاً ! " ... قد لا أعرف ما الذي حدث هنا بالضبط لكني واثقةٌ من شيءٍ واحد و هو أنهم لن يؤذوا عائلتي مهما حدث

تداخل العوالم : " هل بإمكانك أن تسامح ؟ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن