4 - شعورٌ بالغربة

231 28 52
                                    

تنهدت قليلاً ... أشعر بالحزن ... لا تخافوا أشعر ببعض الحزن لا أكثر لن أقوم بفعل أي شيءٍ غبي فقط أشعر ببعض الفراغ في صدري ... كنت ممددةً على أرضية الغرفة واضعةً قدميّ على السرير و فاردةً يديّ على جانبيّ ... مر حوالي يومين على وجودي هنا و لم يغير أي شيء ... تنهدت مجدداً حدقت بالسقف بفراغ ... حتى مع موزان لم أكن أشعر بهذا الشعور

أشعر بأنني غريبة ... أشعر و كأنه غير مُرحبٍ بي هنا ... أشعر و كأنني لا أنتمي لهذا المكان ... أشعر بأنني لو سقطت فلا توجد يدٌ لتساعدني على النهوض ... أشعر لو إنكسرت فلا مكان و لا أحد لكي لألتجيء إليه ... أشعر بأنني وحيدة ... ربما لأنني كذلك بالفعل

تعمق عبوسي قليلاً و شعرت بعينيّ تدمعان ... أنا لا أريد أن أكون هنا ... أنا لا أريد أن أبقى هكذا ... لا ... مسحت تلك الدموع بسرعةٍ قبل أن تنهمر ... عدلت من وضعيتي و جلست بإعتدالٍ على الأرض ... لا تفكري بهذه الطريقة ... لا تنكسري ... هذا ليس الوقت المناسب عليك إيجاد طريقةٍ لتقنعيهم

سرت على مهلٍ ناحية الباب ... لقد تخليت عن فكرة الهرب ... خرجت من الغرفة و أغلقت الباب بهدوءٍ خلفي ... أيقنت أنني لن أخرج من هنا مطلقاً ... واصلت سيري عبر الممر  إنه ممرٌ طويلٌ بعض الشيء و ذو أرضيةٍ خشبية دافئة و من حسن حظي أنها ملمعةٌ جيداً و إلا كنت سأعاني في السير نعم أنا حافية لم يتعب سانمي نفسه بإحضار خفيّ أو على الأقل إعطائي غيرهما ... ذلك الوغد المزعج غير المتزن

هذا المكان شاسعٌ حقاً غير زنزاتني الموحشة عفواً غرفتي الحبيبة هنالك حوالي الأربعة غرف هنا يفضي هذا الممر لردهةٍ كبيرة أعتقد أنها غرفة الجلوس غير الحمام و المطبخ و الدرج المودي للطابق الثاني يمكنني أن ألمح باب غرفةٍ موصدٍ هناك بجوار ما أعتقد أنه باب المنزل - حسناً هو كذلك بالفعل لا داعي لأن أعتقد - ... تلك الغرفة تعود لغيومي

حتى و لو لم يكن غيومي هناك فلا أعتقد أنني قريبةٌ من منزلي من الأساس مكانٌ بهذا الكبر كان يجب أن ألحظه ... لم أضع سرعة غيو في عين الإعتبار أعلم أنه في المرتبة السادسة من حيث السرعة لكن مع ذلك هو أسرع بكثيرٍ من البشر الطبيعين لربما نحن أبعد بكثيرٍ مما أظن ... حتى و لو خرجت فلا أعتقد أنني سأصل للمنزل قبل أن يمسك بي أحدهم ... لا توجد طريقةً لأخرج من هنا - على الأقل حيةً و قطعةً واحدة -

تنهدت بعمق أوه معدتي تؤلمني أعرف هذا النوع من الألم جيداً لذا لست قلقةً أو خائفةً مثل السابق إنني جائعةٌ لا أكثر لم أكل أو أشرب منذ يومين كنت غارقةً في أفكاري و تخيلاتي للمستقبل المجهول أمامي و لم أشعر بمضي الوقت و لا أحد يهتم بي كافيةً ليتفقد حالي ... حقاً ' الشياطين ' كانوا يعاملونني بشكلٍ أفضل بكثيرٍ من البشر

أحطت نفسي بيديّ عندما سرت رعشةٌ مفاجئةٌ عبر جسدي هذا غير مريحٍ بالمرة أشعر و كأنني تحت المجهر هذا الشعور ليس غريباً عليّ تماماً ليست المرة الأولى التي يحدق بي أحدهم بها بحدة أو بشر لكن كان هذا شعورٌ مختلفاً قليلاً عما كنت أشعر به سابقاً

تداخل العوالم : " هل بإمكانك أن تسامح ؟ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن