مقدمة « مَزحه ثقيلة»

407 12 32
                                    


تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
لم تكن رياح..  كانت عاصفة
ولم تكن سفن..  كانت قلوب باغضه وكارة بكل قوة..
فإذ كان الحب أقوى المشاعر
فيالله بقلوب هائجه لا تكره سوى بعضها..

صلي على سيدنا محمد ♥

في غرفة يطبع عليها الأثاث القديم لكن في حي راقي في المعادي
يتوسط شب في نهاية عقده الثاني الاريكه وهو ينطق بضجر والغضب يتراقص ف عينيه

« اتفضل يا انكل محمد افتح الوصية و خلينا نخلص زهقنا »

« حاضر يبني مستعجل علي إيه اصبر لما حليمه وبنتها نُدره يوصلوا ،  الحج مصطفي مأكد عليا لو ماحضروش الوصيه مافتحهاش»

أغمض عينيه يعقوب بضيق وهو يجز علي أسنانه

« اووف يخربيت ام الليله دي بقي!  »

« يابني أهدى شويه مايفعش كده»

خرجت هذة الجملة من إكرام « والدته»  الجالسة أمامه بجلباب الصلاة بعد إنتهائها من صلاة العصر..

زفر يعقوب الهواء بملل من جديد وتخللت حروفه الغضب وهو يتحدث بنفاذ صبر 

« ما أنتي مش شايفة بيعمل فينا إيه وهو عايش وهو ميت؟؟!  كل همه يضايقني وبس أنا عارف
أنتي عارفه اني مابحبش وجودي مع البني أدمة دي في مكان واحد »

« يعقوووب! كلمة كمان وهتشوف وش تاني»

« هه طبعاً صحبتك وبنتها الغالية ماينفعش نغلط أنا الدخيل هنا وغريب بنسبالكم ،  أم الوصية دي تتفتح ومش هتشوفه وشي تاني بوعدك»

« يبني ارحمني حرام عليك، انا ماعنتش قادرة علي المناهده دي بينا والله »

أخذ نفَسه بضيق وامتعض وجهه لدموعها وهو يضم قبضته بشده ويضرب أسنانه في بعضها بغضب  يحاول السيطرة عليه وهو بتجاهل النظر لها حتي لا يرق قلبه لقطراتها الساخنه مع دخولهم المكان..

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»

«وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»

دخلت حليمه تلقي التحية وخلفها نُدرة صاحبة الطلة المبهجة والإبتسامة الهادئة النقية وهي تقترب من إكرام بحب

 « طنط كوكي وحشتيني الشوية دول والله»

عانقتها إكرام بود وضحك وقبل الخروج من عناقها نظرت للقابع أمامهم بإبتسامة صفراء وسخرية كبيرة ف عينيه بسخرية أكبر منها وهي تجلس بجانبها مقابله..

«اتمني نكون وصلنا في المعاد ومتاخرناش
الدنيا زحمه جداً»

كسرت حليمة الصمت وهي تبرر سبب تأخرهم فردت إكرام بحنان وإلتماس العذر

«  لاء ول حاجه يا حبيبتي لسة المحامي واصل»

«  الحمد لله خلينا نخلص من الاشكال اللي تسد النفس دي علي المسا»

حروف مَن نار « الوصية»  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن