كان الليل يتشح بعباءته السوداء المميزة . السماء مزينة بقرص القمر المنير المتواجد خلف بعض الغيوم كأنه يريد الاختباء عن العالم ، كذلك كان ذلك الشخص الملثم الذي يختبئ خلف الأشجار يتسلل بخفة لتلك الفيلا المهيبة أمامه
وبشكل مدروس تحرك وتسلق إحدى الأشجار القريبة من شرفة الفيلا وعندما وصل لقمتها قفز للشرفة بمهارة ولحسن حظه أنها كانت مفتوحة تدخل نسمات الهواء الباردة لهذه الغرفة الفخمة التي امتزجت ألوانها بين الأحمر والأسود وكأنها غرفة للشيطان أو بمعنى أوضح ...الثعبان .
وقف الملثم يتنهد بقوة يدور بعينيه في أرجاء الغرفة يتفحصها حتى وجد خزانة الملابس في آخر الغرفة ،اتجه صوبها وفتحها ليجد الكثير من البدل والقمصان الذين يبدو عليهم الغلاء فالواحدة منهم حسب معرفته قد تتخطى ثمن شقة إسكان اجتماعي أمسكهم يبعدهم لآخر الخزانة فظهر أمامه مبتغاه خزنة سوداء بأرقام سرية ابتسم بظفر وكاد يمد يده للأرقام لكنه رأى أنوار الغرفة تُفتح وصوت تصفيق حاد يعم أرجاء الغرفة الهادئة
نظر بتوجس وهو يتراجع للخلف قليلًا يتحسس مسدسه فوجد رجل يرتدي قميصًا أسود وبنطالًا من الجينز بشرته سمراء برونزية، عيون بنية حادة وشعر أسود مصفف بعناية للوراء. صوته الخبيث صدح يقول له ببساطة شديدة:
_هايل اقتحام هايل اهنيك عليه بس أنت نسيت إن مفيش قشايه بتدخل القصر غير وأنا على علم بيها فما بالك بإنسان أو خلينا نقول حمار محدش يقتحم قصر الثعبان غير لما يكون حمار عايز يموت.
نظر له الملثم بصمت ثم وبسرعة أخرج مسدسه محاولًا التصويب على الثعبان لكنه كان أسرع منه حين مد يده مغلقًا الضوء ألصق الملثم ظهره بالحائط خلفه وأخذ يطلق رصاصات طائشة حوله لكن فجأة شعر بالمسدس يؤخذ منه بقوة ويتم رميه بعيدًا تبعها فتح الأضواء فوجد الثعبان وعلى فمه ابتسامة جانبية ثم مد يده يخنق الملثم بقوة شعر الملثم بالاختناق فثنى ركبته ضاربًا الثعبان أسفل بطنه فأطلق الثعبان تأوهًا خافتًا وهو ينحني قليلا مطلقًا سبه بذيئه من فمه تليها اعتداله ضاربًا الملثم في وجهه بقوة
مما جعله يرتطم في الجدار بجانبه لكن رغم ذلك صمد ولم يتأوه حتى مما جعل الثعبان يرفع طرف شفتيه قائلًا بسخرية:
_أنت أخرس؟! للدرجادي يعني باعتنلي أخرس.وأيضا لا رد بل نهض وسدد للثعبان لكمة قوية تليها أخرى بسرعة لم يستوعبها الثعبان جاء ليسدد الثالثة لكن استوعب الثعبان ذلك فقام بلكمه هو الآخر لتدور ملحمة شرسة بينهما وعلى حين غفلة أمسك الثعبان يد الملثم ولواها خلف ظهره بقوة قائلًا بغل:
_أنت بتلعب معايا أنا... أنت متعرفش أنا مين ده أنا أمحيك من على وش الأرضقال جملته الأخيرة فحاول الملثم الفكاك من يده لكن الآخر كان يمسكه بإحكام ودفعه بقوة على الأرض حاول الملثم أن ينهض لكن الثعبان دهس على يده بحذائه بقوة فتأوه الملثم تأوهًا مكتومًا وهو يحاول نزع يده دهس الثعبان بقسوة قاصدًا كسر كف يده فأطلق الآخر صرخة قوية أو لنقول أطلقت فقد كانت صرخة انثوية!
___________________________
عيد سعيد عليكم جميعًا
لا تنسوا الvote وتعليق لطيف فضلًا
♡ مريم مراد ♡