الفصل الرابع _"القبضُ عليهِ"_

150 40 12
                                    

#رواية-حَيَاتُهَا-أُكْذُوبَةٌ.
#جنات-أحمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد.
أستغفر الله وأتوب إليه.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضلا Vote ومتابعة للـ Account
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشمس تعلن رحيلها، بعد الآن ستزورونا لحظات.
بدأت أجواء الشتاء بالدق على الأبواب، ها قد أتيت يا محبي الشتاء. أجواء الشتاء محببة لدى البعض حيث المناخ البارد وسقوط الأمطار والملابس الثقيلة، والبعض الأخر يمقته وبشدة.
من ذاك المغفل الذي لا يحب تلك الأجواء؟!

كانت محافظة الشرقية قبل اليوم تملؤها صرخات الأطفال في الشوارع فرحين، لكن الآن الجميع في منازلهم؛ خشية أن تصيبهم إحدى نزلات البرد أو ما شابه، الشوارع أصبحت شبه فارغة.

كانت "جويرية" تستند بذراعيها على سور الشرفة الخاصة بطابقهم، نسمات الهواء الباردة تلثم وجهها بقوة كحال ابتسامتها أيضًا، رفعت نظرها تجاه السماء الغائمة التي أصبح لونها مزيجًا من اللون الرمادي المخلوط بالأبيض، تحب تلك الأجواء وبشدة، أن تتمتع بلحظة هدوء و شرود أيضًا بعيدًا عن صرخات الأطفال وثرثرة البشر، بعيدًا عن كل من بالعالم المليء بالضجيج.

تأفأفت بضجر من ذاك الصوت الذكوري الذي عكر صفو مزاجها، رفعت نظرها تجاهه فتبين أنه لم يكن سوى "أحمد" ابن عمها الذي يقف في شرفة غرفته التي تعلو غرفتها مباشرة، تساءل قلقًا من شرودها:
-جويرية مالك؟!

ردت عليه بغضب تحاول إخفائه بعدما ابتسمت بمجاملة:
-مفيش أنا بخير، متقلقش.

اعترض يقرن حاجبيه ويضيق عينيه بشك:
-بخير إزاي! شاردة كدة ليه؟

استدارت تستند بظهرها ويديها على سور الشرفة وترفع وجهها إليه، تتحدث بحماس شديد وكأنها طفلة تخبره عن فرحتها بالأدوات المدرسية التي ابتاعتها:
-بحب أجواء الشتا جدًا، أقعد لوحدى و أبص للسما حاجة كدا أخر جمدان، بعيد عن دوشة الناس وكلامهم إللي ملوش تلاتين لازمة.

ابتسم بهدوء، وتحدث بإحباط:
-كدا أنتِ انطوائية بقى.

انكمشت ملامحها وهي تخبره بحيرة:
-بسمع كلمة انطواء كتير وعارفة أنها مصطلح في علم النفس بس مش عارفة معناها إيه؟ وبما إنك خريج علم نفس والمفروض إنك دكتور نفساني قولي معناها إيه؟

ابتسم باتساع ثم بدأ يخبرها بسلاسة يشرح لها الأمر كما درسه، أو ربما كما يعلم الجميع:
-انطوائي يعني شخص بيحب يقعد لوحده كتير شايف أنه لما يقعد لوحده هيستفاد أكتر من استفادته لما يقعد مع الناس، بيعرف يفكر أحسن لما يقعد لوحده بس في نفس الوقت بيعمل إللي المفروض يعمله يعني بيهتم بنفسه وشغله، من الأخِر بيعمل إللي عليه من غير ما عزلته عن الناس تأثر.

حَيَاتُهَا أُكْذُوبَةٌ (قيد الكتابة والتعديل اللغوي...)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن