صدفة.. مرة أخرى

17 0 0
                                    

كان الثلج يتساقط، في تلك المدينة التي لم تر جماله منذ أعوام.. وتغطت الطرقات بطبقة بيضاء باردة، واعتمرت البيوت والبنايات قبعات بيضاء جميلة، وخرج الأطفال الذين أخذوا عطلة للعب بكرات الثلج وصنع رجل الثلج بمختلف الأحجام..

ووسط هذا الأجواء الدافئة رغم برودتها، كان هناك شاب في محطة مترو الأنفاق يركض مسرعا يمسك هاتفه بيد وباليد الأخرى عدة أكياس، ويقول في رسالة صوتية: "في محطة المترو، لن أتأخر.."

ليستمع بعدها بلحظات لرسالة الطرف الآخر يقول: " هل يمكنك أن تنتظر قليلا، صديقة لنا قادمة لمساعدتنا لكنها لا تعرف مكان المطعم، أحضرها معك."

"كيف أعرفها؟"

"إنها تحمل باقة ورود بيضاء. اسمها زينب."

"حسنا، لا مشكلة"

وبعد دقائق معدودة، لمح فتاة تحمل باقة ورود بيضاء بين يديها، وترتدي معطفا ورديا كوجنتيها.. مشى ناحيتها وقال: "زينب؟"

نظرت زينب للشاب الذي يرتدي سترة صوفية بنية وقبعة سوداء يظهر منها أجزاء من شعره البني.. وقالت: "آدم؟"

آدم (يبتسم): بشحمه ولحمه.. هيا بنا..

زينب (تبتسم وتذهب معه): أعتذر على إشغالك.. من الصعب تحديد الأماكن في هذا الجو، لهذا طلبت المساعدة.

آدم: لا مشكلة أبدا..

.......................

دخل الشابان إلى مطعم الوردة البيضاء، ليجدوا شابين آخرين مشغولين بفعل أشياء هنا وهناك، تقدمت شابة تبدو في منتصف الثلاثينات منهما، وسلمت على زينب وهي ترحب بها، بينما مشى آدم إلى الداخل وهو يقول: "سأضع الأغراض في المطبخ."

دلال: حسنا، شكرا لك.

أعطتها زينب باقة الورود لتقول دلال وهي تشمها: "شكرا لك، إنها جميلة جدا."

مدت زينب لها يدها، فنظرت لها دلال باستغراب، لتقول: "أموالي.. هل تعرفين كم تساوي هذه الباقة؟ لقد صرفت كل مدخراتي عليها، أنا الآن مفلسة حرفيا.."

اقتربت دلال منها وطبعت قبلة على خدها، فضحكت زينب وضربتها على ذراعها..

دلال (تضحك): هيا، تعالي.. لدينا الكثير من العمل لإنجازه..

سلمت زينب على ريان وهلال اللذين كانا مع آدم يقومون بتجهيز قاعة الطعام، ثم ذهبت إلى المطبخ وسلمت على حسناء وتسنيم اللتين كانتا مشغولتين بتحضير الأطباق التي ستقدم غدا في افتتاح المطعم..

ارتدت المئزر وهي تسأل: "من الشاب الذي أحضرني؟ لم أره من قبل!"

دلال: إنه صديق ريان وجاره.. إنهما مقربان للغاية.. لقد عاد مؤخرا من إيطاليا..

مالت تسنيم على زينب وقالت بمشاغبة: "وسيم، أليس كذلك؟"

زينب (تضع يدها على قلبها بدرامية): ساحر!

Masked loveWhere stories live. Discover now