بعد ثلاث سنوات

49 0 0
                                    

"أوه يا كاتبتي الجميلة.. لو أنك فقط تعلمين كم أشتاق إليك.." 

" وأنا.. يا ساحري.." 

هاه.. هاه.. هاه.. 

"آدم.. هل أنت بخير؟ هل هو نفس الكابوس مجددا؟ لا بأس.. اهدأ.. خذ.. اشرب بعض الماء.." 

 أخذ كأس الماء بيد مرتجفة، ارتشف القليل منه.. 

"كم الساعة؟" 

" إنها الواحدة صباحا." 

استلقى مجددا.. غمرته أفكاره مجددا، تمنع عنه النوم، لليلة أخرى.. "كابوس؟ منذ متى كانت الكوابيس بهذا الجمال؟ من أنت؟ ولماذا تستمرين بملاحقتي؟ وكيف تنادينني بساحري؟ كيف تعرفين؟ ولماذا تستمرين في هذا؟ بينما أنا في هذه الحالة..." 

..................................... 

حل الصباح ولم تشرق الشمس على مدينة نابولي الإيطالية، كانت الأمطار تحجب الرؤية من النوافذ، وصوت ارتطامها بالأرض يحدث ضجيجا محببا، لكن آدم لم يكن يحب هذا الجو، لم يحبه يوما، وازداد مقته له منذ ذلك اليوم المشؤوم.. إنه يجعله يرغب في شيء واحد.. الاختفاء..  

لكن لا يهم لأي درجة تمنى ذلك، لم يتمكن يوما من الاختفاء، لقد فقد قدرته تلك في ذلك اليوم المشؤوم كما فقد قدرته على تحريك ذراعه اليسرى وساقه اليسرى.. 

تحامل على نفسه واعتدل جالسا، ثم حمل ساقه المشلولة بيده السليمة وأخرجها من السرير، ثم حمل ذراعه المشلولة ووضعها على فخذه، أخذ علبة الدواء.. نظر لها مطولا، لم تعد لديه إلا طريقة واحدة للاختفاء.. بحيث لا يعود مجددا أبدا.. بحيث ينهي هذا العذاب مرة واحدة وللأبد.. شعر بضيق في صدره، تسارعت إلى ذاكرته السنوات الثلاث الماضية القاسية.. وقبل أن يقدم على أي شيء أتاه صوت كلارا من خلفه: "هل استيقظت بالفعل؟ كنت قادمة لإيقاظك.. هيا، تعال.. الفطور جاهز.."

أغمض عينيه مستسلما، إنه لا يملك الجرأة لفعل هذا.. أو ربما، ما زال لديه أمل.. لربما يحمل له الغد بعض المفاجآت السارة.. مفاجآت تجعله يرى الخير الذي يحمله هذا الشر.. 

......................... 

على طاولة الفطور الشهية، وبينما هو مكتف فقط بشرب فنجان من القهوة متجاهلا كل الملذات الأخرى، قالت كلارا التي كانت تستمتع بفطورها: " سأذهب لإحضار جواز سفرك اليوم، إن حدث كل شيء كما هو مخطط فسنكون قادرين على السفر إلى الجزائر في أول رحلة غدا.." 

آدم: أنت مستعجلة.. ماذا عن عملك؟

كلارا: لا بأس، يمكنني تسيير الأمور عن بعد.. ونعم، أنا مستعجلة للغاية.. لا أطيق صبرا للتعرف على عائلة زوجي العزيز.. 

نهض آدم وهو يقول ببرود: " لا داعي لكل هذا الحماس.. كلما زاد حماسك كلما كانت خيبتك أكبر.." 

Masked loveWhere stories live. Discover now