قبل خمس سنوات..
يصعد آدم وزينب السلالم مسرعين، يغمر آدم حماس غير طبيعي، وزينب تطلب منه أن يبطئ قليلا لأنها توشك على السقوط، فيتوقف وينظر في عينيها ويقول بابتسامة عاشق: "لا تخافي، لن تقعي.. إن اضطر الأمر أحملك فوق ظهري ولا أسمح بسقوطك أبدا.. كاتبتي الجميلة.."
دخلا شقتهما الجديدة، وآدم يقول: "مرحبا بك في منزلك وردتي.." زينب (بحماس): منزلي؟
آدم: منزلنا..
أغمضت زينب عينيها وقالت: "يا لها من كلمة ساحرة! منزلنا!"
آدم: هيا تعالي، كي أريك الغرف.. هنا غرفة الجلوس..
تأملت زينب الغرفة، ثم قالت: "ألست تكشف نفسك بهذا الديكور.. وكأنك تصرخ قائلا أنا ساحر!؟"
آدم: بالضبط، لأني أستطيع الآن أن أقول أنك من أثثت المنزل ولا دخل لي بكل هذا.. لقد أردت دوما منزلا كهذا، منزل يصرخ كل شيء فيه قائلا: هذا بيت ساحر!
ثم سحبها من يدها داخل الغرفة، وهو يتابع: "ساحر تزوج بكاتبة!"
لترى زينب مكتبة صغيرة في ركن الغرفة، وسألت: "هذه لي؟"
آدم: هذه لديانتوس! سنملأها بكتبها فحسب.. وإن سأل أي شخص فسنقول بكل ثقة أنها كاتبتنا المفضلة، أفضل كاتبة في العالم!
عانقته زينب وهي تشكره، فضحك وقال: "لقد وضعت مكتبة اخرى في غرفة الضيوف، يمكنك ملأها بالكتب التي تحبين.. تعالي، دعينا نراها.."
زينب: لحظة واحدة، اشرح لي أولا ما قصة التلفاز الأثري هذا؟
آدم (بابتسامة): هذا هو التلفاز الذي شاهدت عليه اول عرض سحري في حياتي.. لقد كان لجدي، وتقريبا تشاجرت مع أعمامي لأخذه بعد وفاته، وبصعوبة اقنعت والداي أن يتركاه وشأنه ولا يتصرفا فيه..
ثم سكت قليلا يتأمله بحنين، وتابع: "لقد قدمت أول عرض سحري أمام جدي، وعلى الرغم من انه كان عرضا بدائيا مليئا بالاخطاء إلا أنه صفق لي وكأني أعظم ساحر في العالم.. لقد كان معجبي الأول وداعمي الوحيد حينها.. قام والدي وأعمامي بالتخلص من كل اغراضه تقريبا بعد موته بحجة أنه لا يوجد مكان لتبقى فيه، التلفاز هو الشيء الوحيد الذي استطعت الحفاظ عليه، وأردت دوما أن أضعه في أجمل مكان في منزلي كي يراه الجميع، كي يبقى جدي حاضرا رغم كل شيء، وكي لا أنسى لماذا وكيف بدأت مشواري هـ..."
توقف عن الحديث عندما طبعا زينب قبلة على خده، نظر لها باستغراب فقالت: "شكرا لأنك لم تتخل عن حلمك.. ولأنك وفي لجدك.. ولأنك عنيد وقوي كي تضع رأسك برأس الجميع وتقول انظروا يوجد مكان عندما نريد ذلك.. شكرا لأنك أنت.. ساحري.."
عانقها آدم بقوة يدفن وجهها في صدره وهو يقول: "يكفي، يكفي يا بنت الناس.. سينفجر قلبي من الحب.."
YOU ARE READING
Masked love
Romanceبعد ثلاث سنوات من اختفائه، يعود زوجها مجددا إلى المنزل لكنه يعود متزوجا بامرأة أخرى وبجسد نصف مشلول وبنظرات شخص لم يعرفها أبدا.. من جهة أخرى، بعد التعرض لحادث أليم يجعله مشلولا، تحولت حياة آدم إلى جحيم وصار غير قادر على ممارسة أكثر مهنة يحبها.. الس...